إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كانت الأخطر والأكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية

إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام

فيروس كورونا المستجد
القاهرة - ليبيا اليوم

في زمن فيروس كورونا يكثر الحديث عن الأوبئة التي ضربت البشرية عبر التاريخ، وتصير المقارنات طبيعية بين ما يشهده العالم الآن، وما عاشه قبل عقود، وفي هذا الصدد تبرز سريعا جائحة "الإنفلونزا الإسبانية" التي تفشت على الأرض قبل نحو قرن.

إنفلونزا عام 1918 هي الأشهر على الإطلاق، والسبب ببساطة أنها كانت الأخطر والأكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية خلال القرن العشرين، وربما عبر التاريخ البشري، فقد أصابت 500 مليون إنسان، وهو رقم يزيد عن ربع سكان الأرض وقتها، وأودت بحياة ما بين 50 إلى 100 مليون.

وفي عام 1921، حين انحسرت تلك الجائحة أخيرا، فقد تبين أنها قلصت عدد سكان الأرض بنسبة تتراوح ما بين 2.5% إلى 5%، أما إجمالي عدد الوفيات بسببها فيظل كارثيا إذا علمنا أن الحرب العالمية الأولى، التي سكتت مدافعها عام 1918 بالذات، قد أسقطت خلال نحو 4 سنوات 17 مليون قتيلا، بينما قتلت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) 60 مليونا؟، ولكن لماذا كانت الإنفلونزا الإسبانية قاتلة إلى هذه الدرجة؟ وهل يمكن لفيروس كورونا المستجد أن يفعل بالعالم ما فعلته قبل قرن؟

محاولة الإجابة على هذا السؤال المهم أورده كتاب صدر قبل أشهر قليلة للكاتب توم ستانديج بعنوان "معرفة غير شائعة".

وحسب ما أورد المؤلف فقد تعرض العالم إلى 15 جائحة خلال السنوات الـ500 الأخيرة، لم تقترب واحدة منها من درجة خطورة الإنفلونزا الإسبانية، علما بأن الحصر المنظم لعدد ضحايا تلك الجوائح بدأ فقط منذ أواخر القرن التاسع عشر.

منذ ذلك التاريخ، وتحديدا منذ عام 1899، لم تقتل أي جائحة أخرى أكثر من مليوني إنسان، ولم تزد نسبة الوفيات إلى عدد المصابين عن 0.1%، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لإنفلونزا عام 1918، حيث بلغت نسبة الوفيات بسببها ما بين 5 إلى 10%.

ويورد ستانيدج سببين رئيسيين لتلك المأساة: أولهما علمي بحت.. والثاني تاريخي تماما.

الأول يتمثل في أن الفيروس الذي ظهر عام 1918 كان أكثر قوة بشكل متأصل عن الفيروسات الأخرى، وقد تمت دراسة تسلسل الجينوم (المادة الوراثية) الخاص به عام 2005، عبر استخلاص عينات محفوظة من جثث دفنت في ثلوج آلاسكا.

وخلال تلك الدراسة ثبت لآرتيجان تى فيثيوس، وهو عالم فيروسات بجامعة كامبريدج أن الحمض النووي الريبوزي للإنفلونزا الإسبانية يختلف عن نظيره الخاص بالفيروسات العادية.

والحمض النووي الريبوزي، الذي يُسمى اختصارًا RNA، جزيء حيوي يتواجد تقريبًا لدى كل الكائنات الحية والفيروسات، ويلعب أدوارًا متعددة في نقل وتشفير وفك تشفير وتنظيم التعبير عن المعلومات الوراثية، وتحفيز العديد من التفاعلات الكيميائية.

والحمض النووي الريبوزي لفيروس إنفلونزا 1918 كان ينتج عددا أكبر بكثير من الـRNA المصغرة، بالمقارنة مع الإنفلونزا الموسمية العادية، والمشكلة أن تلك الـRNA  المصغرة ترتبط بمستقبلات بشرية تثير رد فعل مناعيا، وكلما زادت قوة رد الفعل، كلما زادت درجة الالتهاب.

وقد تبين أن إنفلونزا 1918، مثلها مثل فيروس H5N1 أو إنفلونزا الطيور الذي ظهر في العقد الأول للألفية الحالية، كانا يتسببان في إصابة الرئتين بالتهاب حاد لا يمكن إيقافه، فيما يبقى الجدل مستمرا بشأن السبب الفعلي لعدد الوفيات الهائل الذي بدأ عام 1918، وهل هو الفيروس نفسه، أم رد الفعل المناعي المترتب على مهاجمته للجسم.

أما السبب الثاني وراء خطورة الإنفلونزا الإسبانية، والذي يطمأنا إلى حد كبير بشأن إمكانية تطويق خطر فيروس كورونا الحالي، فيتمثل في الاختلاف الجذري في الوضع العالمي خلال التاريخين.

ووفقا لما نقله ستانيدج عن بول إيوالد، وهو عالم بيولوجي بجامعة لويسفيل بولاية كنتاكي الأميركية، فلم يكن أمرا مستغربا أن يتفشى الفيروس الأكثر فتكا في تاريخنا الإنساني عام 1918، بينما العالم يعاني مآسي الشهور الأخيرة من الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

في ذلك التاريخ كان العالم يعيش غمرة حرب مدمرة، كما لم تكن وسائل الاتصال تسمح بنقل المعلومات من أجل اتخاذ التدابير الوقائية، أما الآمر الأخر فتمثل في بقاء مئات الآلاف من الشباب، خصوصا على الجبهات الأوروبية، داخل خنادقهم لفترات طويلة مما أفاد تطور الفيروس وأثر على "دورة حياته" إذا جاز التعبير، ليحصد في النهاية هذا العدد الهائل من الوفيات.

قد يهمك أيضًا:

مضادات الأكسدة في التوت البرى تُعزِّز علاج سرطان البنكرياس

النعناع البلدي يساعد في القضاء على الصداع

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام إليك أسباب قتل الإنفلونزا الإسبانية عشرات الملايين قبل 100 عام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya