سبل للتعامل مع الصمت غير المتوقع في مختلف الأماكن والمناسبات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

غياب الضوضاء يمكن أن يقطع كل افتراضاتنا ويرمينا إلى الشك

سبل للتعامل مع الصمت غير المتوقع في مختلف الأماكن والمناسبات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سبل للتعامل مع الصمت غير المتوقع في مختلف الأماكن والمناسبات

سبل للتعامل مع الصمت
لندن - كاتيا حداد

جميعنا يعلم ماذا يعني الصمت. ومع ذلك كم منا قد مر بلحظات الصمت؟ حيث الصمت النقي الذي يُعد شيئًا مثاليًّا، إننا نميل إلى استخدام مصطلح يعني شيئا أقل قليلًا بالضبط. يمكننا أن نقول "صمت العمل" وهو حالة علائقية؛ إذ نعتبر محيطنا صامتًا إذا كان أكثر هدوءً مما أعتدنا عليه.

 ومعظم الناس لا يتوقون للصمت الفعلي، وهذا ما يُعرف بالغياب الكامل للصوت، بل يريدون شيئا أكثر تعقيدًا ووضوحًا. نريد شيء يعبر عن الجوهر. وإذا كنا نفسر صمت مثل هذا، فإنه يمكن العثور عليها في أماكن مثل جوف الليل، وهدوء مكان العبادة، أو سط حقل الذرة أو في نهاية خطاب قبل التصفيق.

 والصمت يجسد مكانا أكثر ثراء في خيالنا من مجرد غياب الصوت. وهو يشير إلى شيئًا رزين وخاص، أو يشير للتبجيل، أو حتى القدسية؛ إنَّه يُعبر عن مكان خاص من السكون والهدوء والسلام. هذا إذا كنا نتوقع ذلك. إذا لم نكن، فقد يكون الصمت المفاجئ العكس، إنَّه غريب وغير مريح. هذه الصمت العشوائي يمكن أن يزحف إلى عالمنا اليومي، ويتخذ صدى أعمق، والطريقة التي نرتبط بها في كثير من الأحيان تخبرنا شيئا عن أنفسنا.

 العديد منا يستمعون إلى الراديو "ليأنسهم" عندما يكونوا وحيدين، ولتخفيف الملل من القيادة أو إضافة بعض الترفيه والتسلية أثناء البستنة أو القيام بالأعمال المنزلية. وعندما يصمت الراديو بشكل غير متوقع، فإن عدم وجود ضوضاء يمكن أن يكون أمر مزعج، وفي بعض الحالات مشؤومة. وتعرف هذه اللقطات غير المخطط لها باسم "البث الصامت"، وهي تسبب قلقا كبيرا بين منتجي الراديو والمستمعين. فعندما انخفض صوت راديو 4 بشكل غير متوقع خلال بث مسائي لبرنامج " Midweek" في عام 2012، تساءل مستخدم لموقع تويتر ما إذا كانت الحرب النووية قد اندلعت.

 يمكن أن يكون الصمت غير المخطط لها في العروض الحية أكثر إزعاجًا. في حفلٍ أقيم مؤخرًا جلس الجمهور في مقاعده في انتظار بدء الموسيقى-مرت الثواني. وأصبح الصمت واضحًا. هل كانت هناك مشكلة؟ وسُمع صوت صرير بينما كان يجلس مجموعة من الجمهور في كرسيهم. ماذا كان الأوركسترا ينتظر؟ هذا الصمت لفترات طويلة كان له تأثير على زيادة التوتر، حتى أن آذان الجميع كانت جاهدة لهذا الوتر الأول. ربما كان هذا بقصدٍ من الأوركسترا، أو انه قد يكون مجرد استماع لصمت الكمال لبدء القطعة الموسيقية.

 غير أن الصمت غير المنظم يمكن أن يجعلنا غير مستقرين على الإطلاق. هذا هو الحال خاصة عندما ينتهي ممثل من أدائه على خشبة المسرح. يقول الممثلون بأن الخوف من نسيان حركاتهم هو موضوع العديد من أحلامهم. قد يكون هذا بسبب أنه ينقر على بعض من أعمق مخاوفنا. ويمكن أن يشير صمت الإذاعة إلى أن العالم كما نعرفه يتفكك. وبدرجة أقل، عندما نشاهد مسرحية، فإننا نوافق على تعليق إيماننا، لذلك إذا كان الممثل ينسى حركاته، فإننا مضطرون إلى "الطفو" بسرعة من العالم الذي غمرنا فيه.

 هذه الأنواع من التجارب تبين لنا كيف أنَّ الصمت القوي يمكن أن يكون عندما نكون غير قادرين على السيطرة عليه. وعندما نواجهها يمكننا أن نلاحظ ردنا الخاص وأن نتعلم من ذلك. في لحظة وجيزة، فإن غياب الضوضاء المتوقعة يمكن أن يقطع كل افتراضاتنا حول طريقة عمل عالمنا ويرمي كل شيء إلى شك. ولعل هذا يرجع إلى أننا في الجزء الخلفي من عقولنا نعلم أن الصمت له نوع من الارتباط مع الجوانب الأكبر للحياة. الصمت يبشر بالتعالي، والأنا، وفي النهاية الموت. ويُعد تعلم قبول تلك الأفكار ليس مهمة صغيرة.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبل للتعامل مع الصمت غير المتوقع في مختلف الأماكن والمناسبات سبل للتعامل مع الصمت غير المتوقع في مختلف الأماكن والمناسبات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:42 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"شاومي" تطلق هاتفها الرائد الجديد "مي أيه 1"

GMT 15:40 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

جمال سلامي يُحدّد قائمة الأسماء الرحلة عن الرجاء المغربي

GMT 08:46 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حلق شعر شاب بعد رفضه الزّواج من عروسه في الهند

GMT 02:17 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

حريق في إحدى المقاطعات يستنفر سلطات برشيد

GMT 01:59 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مارلين جلينفيل تعرض مجموعة من النصائح للتخلص من الكرش

GMT 01:35 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

ميشيل أوباما أكدت على تطويع الملابس بشكل سياسي

GMT 04:47 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

دابر دان يعود إلى الواجهة عبر دار "غوتشي" العالمية

GMT 01:18 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

10 طرق لصناعة تقويم خاص بالعد التنازلي لأعياد الميلاد

GMT 10:15 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة "أسمن امرأة في العالم" في أبوظبي

GMT 04:41 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

معلومات تهمّك قبل تناول حلوى المولد النبوي

GMT 04:53 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

نشوى مصطفى تبدو أنيقة في أحدث جلسة تصوير لها
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya