تقرير فيدرالي يؤكد نجاح قطاع الصناعة الأميركي في إضافة  156 ألف وظيفة خلال عام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أوضح أن الشركات رفعت استثماراتها في بناء مصانع بنسبة 8.14 ٪‏

تقرير فيدرالي يؤكد نجاح قطاع الصناعة الأميركي في إضافة 156 ألف وظيفة خلال عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تقرير فيدرالي يؤكد نجاح قطاع الصناعة الأميركي في إضافة  156 ألف وظيفة خلال عام

نجاح قطاع الصناعة الأميركي في إضافة 156 ألف وظيفة
واشنطن ـ المغرب اليوم

تظهر بيانات الوكالات الفيديرالية الحكومية الأميركية أن قطاع الصناعة أضاف 156 ألف وظيفة خلال العام الماضي، وأن الشركات رفعت استثماراتها في بناء مصانع بنسبة 8.14 في المائة في الربع الأول من هذه السنة، للمرة الأولى منذ العام 2014، فيما زادت الشركات إنفاقها على تحديث ماكيناتها بنسبة 8.8 في المائة في الربع الثاني وهي النسبة الأعلى منذ عام 2015.

وعلى الرغم من محاولة البيت الأبيض تصوير النمو في قطاع الصناعة الأميركي على أنه من إنجازات الرئيس دونالد ترامب، إلا أن الزيادات ليست فريدة من نوعها، ويمكن مقارنتها بنمو مشابه قبل سنتين أو أكثر في عهد سلفه باراك أوباما، بيد أن النمو الذي يشير إليه الرئيس الأميركي ربما يحصل على خلفية الثقة التي اكتسبتها الأسواق على أثر انتخاب رجل اعمال رئيسًا للولايات المتحدة، وهي الظاهرة التي أطلق عليها الأميركيون اسم "نتوء ترامب"، وهي ظاهرة شهدت طفرة وارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الأسهم المالية، مدفوعة بالتفاؤل فقط والتوقعات بالتغييرات التي ستحدث في عهد الرئيس الأميركي الحالي.

إلا أن ترامب لم ينجح حتى الآن في تمرير أي من التشريعات التي وعد بها، فلا انسحابه من اتفاقات التجارة الحرة حدث، على رغم انسحابه من "اتفاق الشراكة عبر الهادئ"، وهو اتفاق لم يكن حاز على مصادقة الكونغرس ولا دخل حيز التنفيذ، ثم إن ترامب تعثر في إبطال قانون "الرعاية الصحية"، كمقدمة لقانون خفض الضرائب الذي وعد به، وهو ما اضطره إلى المباشرة في العمل على قانون الضرائب، بغض النظر عن قانون الرعاية، ما يجعل مهمة الرئيس أكثر صعوبة.

لكن بعيدًا من التشريعات التي وعد بها ترامب والثقة التي منحها انتخابه للأسواق المالية، يعتقد الاقتصاديون أن نمو قطاع الصناعة الأميركي يأتي هذه المرة مدفوعًا بتحسن النمو الاقتصادي العالمي، ما يؤدي إلى طلب على الصناعات الأميركية. والولايات المتحدة هي بمثابة المصنع الأكبر في العالم، إذ تنتج 18.2 في المئة من صناعات العالم، تليها الصين، التي تصنع 17.6 في المائة من السلع العالمية. لكن على رغم صدارتها، تراجعت الصناعة الأميركية منذ السبعينات، إذ كانت تشكل ربع الناتج المحلي عام 1970، لتقتصر على 8 في المائة من الناتج المحلي الأميركي حالياً، ما يقدم 12.3 مليون وظيفة للأميركيين، أو 9 في المائة من حجم سوق العمل الأميركية.

وعانت الصناعة الأميركية من تقلص حجمها ودورها لأسباب عدة، كان أولها تحسّن الأوضاع المعيشية للأميركيين، ما رفع رواتبهم مقارنة بالدول النامية، فراحت المصانع الأميركية تقفل أبوابها وتنتقل إلى دول ذات عمالة أرخص. كذلك، تعاني الصناعة الأميركية من ارتفاع ضريبي، مقارنة بدول العالم، ما يبعد الأميركيين من الاستثمار في بلادهم والبحث عن دول تقدم حزم تشجيع ضرائبي أكبر.

لكن عام 2015، أصدر مركز الاستشارات المرموق "ماكنزي" دراسة مفصّلة توقّع فيها عودة الصناعات الأميركية من دول العالم إلى الولايات المتحدة. وعزا التقرير توقعاته إلى أسباب عدة، منها تقنية استخراج الوقود الأحفوري، ما خفّض أسعار الطاقة محليًا وأعاد الصناعات البتروكيماوية إلى البلد، إضافة إلى ارتفاع أسعار اليد العاملة في الدول النامية، مثل الهند والصين، أولًا بسبب ارتفاع معدل مداخيل الهنود والصينيين، وثانيًا بسبب الشيخوخة التي تضرب سكان الصين وتقلّص من اليد العاملة المتاحة لمصانعهم.

ثالث الأسباب لخروج مصانع أميركا من الصين يتعلق بعملية "سرقة حقوق الملكية الفكرية" التي مارستها الصين وشركاتها على المستثمرين الأميركيين. إذ فرضت بكين على الشركات الأميركية السماح لشركائها الصينيين بنسخ تقنياتهم، وما لبث الشركاء أن استقلوا في مصانعهم، ودخلوا في مضاربة مع الأميركيين، وبأسعار أقل وانحياز حكومي، ما أخرج الأميركيين من الصين، بعدما باحوا بأسرارهم الصناعية للصينيين، الذين راحوا بعد ذلك ينافسون الاميركيين حول العالم.

لذا، عاد الأميركيون إلى البحث عن ولايات أميركية يمكنها منافسة الدول النامية، إن من ناحية انخفاض سعر الطاقة، أو من جهة التقارب في أجور العاملين. كما أن الشركات الأميركية صارت تنظر بتقدير إلى حكم القانون السائد في بلادها، والذي يحمي صناعاتها وأسرارها وقدرتها التنافسية، كل هذه الأسباب تشير الى أن عودة الصناعات الأميركية إلى النهوض هي مؤشر إلى باكورة عودة ستحصل على نطاق أوسع، وهي عودة ترتبط بعوامل متعددة أعمق من سياسات هذا الرئيس أو ذاك، وهي عودة من المرجح أن تتسارع مع مرور الوقت، بغض النظر عن هوية سيد البيت الأبيض.

على أن عودة الصناعات الاميركية الى بيتها لا يعني أن لا دور للحكومة الفيديرالية في تسريع العملية، فإعادة تأهيل اليد العاملة عملية مطلوبة، إذ إن في البلاد ٦٠٠ ألف فرصة عمل صناعية تبحث عن أميركيين يحملون مؤهلات تمكنهم من شغل هذه الوظائف. كذلك، لا بد من إصلاح ضريبي يجبر الشركات الأميركية على التخلي عن ألاعيب إخفاء عائداتها في دول أجنبية أو بنوك خارجية لتفادي الضرائب المرتفعة مقارنة بالدول الصناعية الأخرى.

في المحصلة، إن نجح ترامب أو لم ينجح في تحقيق وعوده للصناعات الأميركية والأعمال، يرجح الخبراء استمرار نمو الصناعة الأميركية، وهو ما تسعى إليه الحكومة منذ اندلاع الركود المالي الكبير في خريف 2008، يوم استفاق الاميركيون على حقيقة أن لا يمكن لاقتصاد الخدمات أن يشكل أساسًا صلبًا لاقتصادهم، إذ إنه عرضة للمضاربات والفقاعات التي تؤدي إلى اهتزازات أكبر بكثير من ركود مارق قد يصيب الصناعة بين الحين والآخر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير فيدرالي يؤكد نجاح قطاع الصناعة الأميركي في إضافة  156 ألف وظيفة خلال عام تقرير فيدرالي يؤكد نجاح قطاع الصناعة الأميركي في إضافة  156 ألف وظيفة خلال عام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"

GMT 12:45 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

مشاعر متفاوتة للفنانين خلال تصوير أعمالهم الدرامية

GMT 17:49 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

خالد بوطيب يواصل تألقه في بطولة الدوري التركي

GMT 06:19 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

حين تكون حرية الصحافي سقفها الزنزانة

GMT 15:28 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكنزات الفضافاضة من القطع المُفضلة لفصلي الخريف و الشتاء

GMT 13:21 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

BOUTIQUE GIZELLE تقدّم مجموعتها الجديدة لخريف 2017

GMT 19:40 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

الكشف عن هوية مدرب المنتخب المغربي الجديد

GMT 01:48 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

رانيا عجمية تصنع بيض شم النسيم من عجينة السيراميك

GMT 16:13 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الدلو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya