الحكومة المغربية تعتمد قانونًا جديدًا سيُنظم التمويل التعاوني من خلال منصة رقمية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في إطار المساعي إلى تعزيز الشمول المالي لفائدة حاملي المشاريع الصغيرة

الحكومة المغربية تعتمد قانونًا جديدًا سيُنظم التمويل التعاوني من خلال منصة رقمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحكومة المغربية تعتمد قانونًا جديدًا سيُنظم التمويل التعاوني من خلال منصة رقمية

بنك المغرب
الرباط - المغرب اليوم

اعتمدت الحكومة، خلال الأسبوع الجاري، قانونًا جديدًا سيُنظم التمويل التعاوني، الذي يُعرف على المستوى العالمي بالتمويل الجماهيري أو "الكراود فاندينج"، أي جمع الأموال من لدن العامة من خلال منصة رقمية لإنجاز مشروع ما.

وسيُتاح هذا الأمر للمغاربة بعد المصادقة المرتقبة للبرلمان بغرفتيه على القانون رقم 15.18، الذي أعدته وزارة الاقتصاد المالية، ويأتي في إطار المساعي إلى تعزيز الشمول المالي لفائدة حاملي المشاريع الصغيرة وتوجيه الادخار نحو فرص جديدة وبديلة للتمويل، إلى جانب المصادر التمويلية المعروفة.

وعمليات التمويل التعاوني معروفة على الصعيد العالمي، وهي حديثة العهد، وتوجد تجارب ناجحة على المستوى العالم من خلال منصات خاصة تُتيح نشر مشاريع بهدف جمع التمويلات، وتتنوع هذه المشاريع بين الربحية والتربوية والثقافية والفنية.

اقرا أيضَا:

بنك المغرب ينجح في المهمة ويتفادى شبابيك بـ”زيرو درهم

والقانون الذي اعتمده المغرب سيؤطر مزاولة شركات التمويل التعاوني المُعتمدة لمختلف أشكال التمويل التعاوني، أي ستكون هناك شركات خاصة تُدبر هذه العمليات تحت مراقبة كل من بنك المغرب والهيئة المغربية لسوق الرساميل.

وتسعى الحكومة إلى توفير مصادر تمويل جديدة لفائدة الشباب العاطل والمقاولات الصغيرة التي تمثل النسبة الأكبر من النسيج المقاولاتي في المملكة، إلى جانب المصادر الأخرى، أبرزها التمويلات البنكية، لكن التمويل التعاوني يتميز بالسلاسة أكثر مقارنة بتعقيدات الحصول مثلاً على القروض، ولو كانت مضمونة من طرف الدولة.

فالتمويل التعاوني هو ببساطة جمع الأموال، خلال مدة محددة، عبر منصة رقمية تشرف عليها شركة قانونية، ليتم تخصيص ذلك المبلغ للمشروع المتفق عليه. وتوجد تجارب دولية نجحت في جمع الملايين من الأموال بعدما استأثرت باهتمام العامة.

ويقوم التمويل التعاوني على ربط ثلاثة متدخلين، الأول هو صاحب المشروع الراغب في تمويل مشروعه، والثاني هو صاحب المنصة الرقمية، والثالث هو المساهم بأمواله عبر ثلاثة أنواع، سواء الهبة أو القرض أو الاستثمار.

وفي المغرب، وقبل اعتماد هذا القانون، كانت هناك عدد من المنصات الرقمية التي تُعنى بجمع الأموال لدى الجمهور في إطار التمويل التعاوني، منها Afineety، Smala & Co, Cotizi et Atadamone، لكنها لم تنجح في جلب اهتمام كبير من طرف الناس.

ويتوقع غسان حاجي، وهو شاب مغربي مُؤسس فريق العمل من أجل التمويل التعاوني الذي اشتغل مع وزارة الاقتصاد والمالية على الموضوع، أن يتزايد عدد المهتمين بهذا الموضوع مع صدور القانون ووضوح آفاق هذا المجال المهم.

وأضاف حاجي في حديث لهسبريس: "إمكانيات هذا المجال كبيرة وجد إيجابية، إذ سيكون للتمويل التعاوني دور كبير في تنشيط فرص المقاولة، عبر خلق فرص عمل جديد، وتشجيع المشاريع المبتكرة ذات المردودية العالية".

وحول ما إذا كان السقف المحدد في 5 ملايين درهم لتمويل مشروع واحد كابحاً لتطور هذه السوق، قال حاجي إنه "سيحد من إمكانيات بعض الشباب الطامح إلى إحداث مشاريع كبيرة"، لكنه أشار إلى أن هذا "السقف قد ينخفض في المستقبل إذا ما أثبت المجال نجاعته وكسب الفاعل فيه ثقة المتعاملين ومؤسسات الرقابة".

ويؤكد الباحث في هذا المجال أن السوق المغربية تحتاج إلى "ضخ تمويلات مهمة عبر التمويل التعاوني في القطاعات الربحية، كما المشاريع ذات الطابع غير الربحي"، وأضاف: "المسألة ليست لمن ستكون الغلبة، هل للمشاريع الربحية أو غير الربحية، بل أين تكمن الحاجة المُلِحّة ومن سيتمكن من إقناع الجمهور بتمويل مشروعه؟".

وأوضح حاجي أن "المبدأ الذي تشتغل على أساسه منصات التمويل التعاوني هو أن مجموعة كبيرة من الناس تُساهم بمقدار صغير من المال من أجل إنجاح مشروع ما؛ لذلك فعلى حاملي المشاريع أن يقدموا شروح مستفيضة عن مشاريعهم وضمانات كافية لنجاعة خطة عملهم".

ويشير المتحدث إلى أن التجارب الدولية في هذا المجال أثبتت أن التعاملات عبر منصات التمويل التعاوني هي من بين الأكثر أماناً على الإطلاق، بفعل طبيعة عملها المبني على الثقة ما بين حاملي المشاريع وجمهور المساهمين، وزاد: "بل لدي اليقين أن هذا النوع من التمويل سوف يحدث ثورة نوعية في إمكانيات خلق المقاولات وتوفير فرص العمل".

تشير بعض الإحصائيات لسنة 2015 إلى أن منصات التمويل التعاوني عبر العالم نجحت في جمع 34.5 مليارات دولار، مقابل 16.2 مليار دولار فقط قبل سنة، وهو ما يشير إلى النمو السريع الذي واكبه ظهور هذا النوع من التمويل.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية من الدول الرائدة في هذا المجال من قبل، وتأتي بعدها دول آسيا، في حين سجلت الدول الأوروبية بعض التأخر في هذا المجال، لكنها ما لبثت أن لحقت بالركب واستطاعت أن تنخرط سريعاً.

وأشارت دراسة سابقة للمنظمة الدولية للهجرة إلى أن سوق التمويل التعاوني في القارة الإفريقية يقدر بـ126 مليون دولار فقط سنة 2015، أما في منطقة مينا فيمثل قرابة 100 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية.

وتعتقد الدراسة أن المغرب بإمكانه الاستفادة من موقعه الجيوستراتيجي للاستفادة من فرص النمو المسجلة في المنطقتين سالفتي الذكر، خصوصاً في ظل انخراط والتزام جاليته في الخارج، التي تضم خمسة ملايين شخص، في المساهمة في تنمية البلاد عن طريق التحويلات المالية.

وحسب الدراسة فإن هذا النوع من التمويل ظهر بعد الأزمة العالمية سنتي 2008 و2009، بعدما أصبحت المنتجات المالية التقليدية محفوفة بالمخاطر نتيجة مشكل الملاءة التي ألمت بالبنوك، بحيث كانت هذه الأخيرة محط تشكيك وبات النظام المالي العالمي موضع تساؤل.

وساهمت عوامل أخرى في التطور السريع للتمويل التعاوني، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى القروض البنكية لأصحاب المشاريع؛ ناهيك عن تطور منصات التواصل الاجتماعي وتعزيز الشعور بالانتماء إلى مجتمع افتراضي.

وتشير الدراسة سالفة الذكر إلى أن التطور السريع للكراود فاندينغ يربطه الكثيرون بظهور اقتصاد تعاوني جديد، يعزز المسارات القصيرة للمشاريع واقتصاد القرب، إضافة إلى أن الأبعاد العاطفية هي التي غالبًا ما تؤثر في المساهمين.

قد يهمك أيضاً :

البنك المركزي المغربي يوقع اتفاقية تعاون مع نظيره الجيبوتي

المصرف المركزي المغربي يمنع 620 ألف مواطن من إصدار شيكات

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة المغربية تعتمد قانونًا جديدًا سيُنظم التمويل التعاوني من خلال منصة رقمية الحكومة المغربية تعتمد قانونًا جديدًا سيُنظم التمويل التعاوني من خلال منصة رقمية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"

GMT 12:45 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

مشاعر متفاوتة للفنانين خلال تصوير أعمالهم الدرامية

GMT 17:49 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

خالد بوطيب يواصل تألقه في بطولة الدوري التركي

GMT 06:19 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

حين تكون حرية الصحافي سقفها الزنزانة

GMT 15:28 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكنزات الفضافاضة من القطع المُفضلة لفصلي الخريف و الشتاء

GMT 13:21 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

BOUTIQUE GIZELLE تقدّم مجموعتها الجديدة لخريف 2017

GMT 19:40 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

الكشف عن هوية مدرب المنتخب المغربي الجديد

GMT 01:48 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

رانيا عجمية تصنع بيض شم النسيم من عجينة السيراميك

GMT 16:13 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الدلو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya