مصانع من دون ترخيص تعلن عن مواد مسمومة والمخالفون لا يردعهم حجزها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يشكل استخدامها خطرًا على صحة الإنسان ويلحق الأضرار الجسيمة بالاقتصاد التونسي

مصانع من دون ترخيص تعلن عن مواد مسمومة والمخالفون لا يردعهم حجزها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مصانع من دون ترخيص تعلن عن مواد مسمومة والمخالفون لا يردعهم حجزها

السلع الغذائية في الأسواق العربية
تونس ــ حياة الغانمي

تعتبر 65% من السلع في الأسواق العربية مقلدة أو مزورة، وأن قائمة السلع تتعدد وتتشعب من الأدوات المكتبية والبرمجيات والأدوية وقطع غيار السيارات، وأدوات التجميل والأجهزة الكهربائية والمواد الغذائية ومواد أخرى. ومع التقدم العلمي صار التقليد أسهل وأكثر وفرة وأكثر ربحية أيضا. وتنتشر في الأسواق التونسية مواد وسلع في مختلف أصنافها واستعمالاتها، وهذه المواد تعرض عادة في الأسواق الموازية باعتبار أن أغلبها يتأتى من مسالك توزيع غير منظمة أو عن طريق التهريب وهي في متناول الأطفال والكهول على حد السواء وعلى الرغم من علم أغلب مستعملي هذه المواد بأنها مهربة، إلا أن استعمالها قد يشكل خطرا على صحة الإنسان علاوة عن الأضرار التي يلحقها بالاقتصاد.

فعديدة هي السلع والمواد التي تم حجزها من قبل فرق المراقبة المختصة، وكلما تم التثبت في المواد المحجوزة الفاسدة يتبين أنها أما مجهولة المصدرة أو موردة بطريقة غير شرعية. ويحيلنا هذا الأمر على أن هناك عصابات تعمل على إغراق السوق بشتّى أنواع السلع المورّدة وأخرى يتمّ إنتاجها في المنازل دون احترام القواعد الصحية والشروط الدنيا التي تفرضها المواصفات. عصابات لا هم لها إلا تكوين ثروة ولو على حساب صحة المستهلكين، عصابات استغلت الأوضاع الأمنية غير المستقرة واستغلت انشغال الأمنيين بالإرهاب، وبمحاربة المارقين عن الدولة لتدخل إلى بلادنا مواد في حجم السموم.

وتتعدد الأضرار التي تتسبب فيها السلع المقلدة ومجهولة المصدر، إذ أن البضائع المهربة لا تحتكم إلى النظام الضريبي وبالتالي تكلف الاقتصاد الوطني أموالا طائلة بحكم أنها تدخل إلى أسواقنا عبر التهريب. ولقد ثبت في العديد من الفترات أن المواد المقلدة ومجهولة المصدر كانت سببا في أضرار وأمراض خاصة أمراض البشرة بالنسبة إلى مواد التجميل والتسبب في أنواع كثيرة من الحساسية التي يؤكدها الأطباء، ومن بينها الأمراض الخبيثة التي تظهر بعد سنوات، نتيجة تراكمات متكررة لبعض المواد السامة ولو بكميات ضئيلة جدا.

وللحد من انتشارها في أسواقنا تقوم وحدات المراقبة بعمليات حجز من نقاط مختلفة وبكل مناطق الجمهورية. وأن كان الحجز لا يعني في حد ذاته القضاء على انتشار هذه السلع، إلا أنه عند الاطلاع على الحجم الذي تمثله فانه يعكس ضخامة السلع الموجودة والتي قد لا يتمكن أي كان من تحديد حجمها . وقد تمكنت وحدات المراقبة حسب ما صرح به عبد القادر التيمومي مدير إدارة المراقبة الاقتصادية من حجز 100 ألف قطعة من مواد التنظيف والصحة الجسمية و160 ألف قطعة من المواد الغذائية و20 ألف فانوس وعشرات الآلاف من علب التبغ. هذه المواد إما أن تكون مواد مجهولة المصدر أو مواد مقلدة.

والثابت والأكيد أن عددًا كبيرًا من أنواع المستحضرات ومواد التجميل يأتي عبر عمليات التهريب من البلدان المجاورة وأنواع أخرى من دول أوروبا عن طريق عمالنا بالخارج، دون الحديث عن المواد المنسوخة أو المقلدة التي غزت الأسواق.

وهذه المواد أغلبها إن لم نقل كلها منتهية صلاحيتها بعد سنوات عديدة تصل أو تفوق العشر سنوات، مما يجعلها تفقد فعاليتها بل تتحول إلى مواد سامة وخطيرة على صحة مستعمليها أو مستهلكيها. عدد كبير من هذه المواد يصنف في خانة الأدوية وتباع لدى الصيدليات، تعرض بطريقة فوضوية وعشوائية على أرصفة الطرقات، في الساحات والأسواق في ظروف غير مناسبة ولا صحية كالكريمات والمراهم والدهون التي يجب أن تحفظ في درجة مئوية لا تتعدى 6 درجات، بعيدة عن حرارة أشعة الشمس والهواء الطلق والغبار المتطاير وعمليات التجريب وغيرها من الأوضاع والأفعال والأعمال التي تفسدها وتساهم في تحلل المواد الكيماوية المركبة منه، إن المواد الأولية لهذه المنتجات الذي يصنف بعضها في خانة الأدوية، يتحلل في هذه الظروف، ويصبح مادة غير صالحة للاستعمال، بل تصبح ضارة بالبشرة وتسبب جميع الأمراض الجلدية كالإكزيما، بمجرد أول اتصال وملامسة مع البشرة، حيث يتحول ذلك إلى حساسية.

ولعل الأدهى والأمر في كل هذا هو المصانع العشوائية التي انتشرت وتكاثرت في البلاد. ومصانع دون ترخيص، تصنع مواد مسمومة وتروجها دون حسيب أو رقيب. ولعل حجز السلع وإتلافها لم يعد يخيف المتجاوزين ولا يردعهم. فهم يعودون إلى صنيعهم سريعا ولا يتعضون. وقد يدفعنا هذا إلى المطالبة بتشديد العقوبات والخطايا على المخالفين، وجعلهم يعتبرون. فالتسممات كثرت والأمراض انتشرت ومافيا المواد الغذائية الفاسدة لا يعبؤون.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصانع من دون ترخيص تعلن عن مواد مسمومة والمخالفون لا يردعهم حجزها مصانع من دون ترخيص تعلن عن مواد مسمومة والمخالفون لا يردعهم حجزها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya