استراتيجيات للتعامل مع التغير غير المسبوق وأميركا تحتاج لأساليب مهمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعدما تمكنت الآلات من اتخاذ القرارات من دون الحاجة للإنسان

استراتيجيات للتعامل مع التغير غير المسبوق وأميركا تحتاج لأساليب مهمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - استراتيجيات للتعامل مع التغير غير المسبوق وأميركا تحتاج لأساليب مهمة

الاقتصاد الاميركي
واشنطن - المغرب اليوم

يشهد العالم تغيرًا غير مسبوق من حيث السرعة، والنطاق، لذا يجب على الحكومات في كل مكان أن تضع استراتيجيات للتعامل مع هذا العالم الجديد الناشئ. كما يجب أن يشرعوا في دراسة مدى القوى التكنولوجية وإلى أي مدى تؤثر على الديموغرافيا الحالية لدى الدول.

ويعد التغيير المادة الخام لصناعة التاريخ. وما يزعجني حاليًا هو السرعة التي يتم بها التغيير. في القرن الماضي، كانت الآلات تعمل حسب التعليمات التي يضعها الإنسان في ذاكرتها والتي تعمل حسب المعلومات التي تضاف إليها فقط. اليوم، يمكن تصميمها للتعلم من التجربة، وعن طريق التجربة والخطأ يمكن للآلة أن تتخذ القرارات والاتجاهات من دون الحاجة إلى تعليمات من الإنسان. هذا حتمًا سيؤدي إلى تحسين الإنتاجية، ولكنه سيؤدي في الوقت ذاته إلى خفض الوظائف والتسريع بزيادة أعداد العاطلين عن العمل الذين ستحل الآلة محلهم.

ويكون عادة لدى المجتمعات الوقت للتكيف مع الثورات الاقتصادية, ففي أوائل القرن العشرين، انخفض عمال المزارع الأميركيين من نحو 50% من عدد السكان إلى أقل من 5%، حيث بدأت الآلات تغزو هذا المجال الحيوي لتسيطر الميكنة الزراعية على معظم اتجاهات الزراعة.

و قامت الإدارات الأميركية المتعاقبة بإنشاء نظام مدرسي عام يهدف إلى إعادة تدريب العمال المحتملين الجدد على العمل في الوظائف المتوافرة في المدن. ولكن اليوم، فإن التدمير السريع للوظائف القديمة وإنشاء وظائف جديدة في وقت واحد، يعني أن العمال أنفسهم يجب أن يتكيفوا وبسرعة على أنواع العمل الجديدة.

ويوجد هناك الآن 6.7 مليون وظيفة شاغرة في الولايات المتحدة. وسيحتاج ملء هذه الوظائف إلى العمال الجدد والنازحين حديثًا للبلاد الذين تلقوا على الأقل قدرًا من التعليم أو التدريب الذي يمكنهم من القيام بالمهام المطلوبة بكفاءة. ولكن من الظاهر الآن أن الولايات المتحدة لا تزال تتخلف عن الركب في هذا المضمار. وربما أن إظهار العمال للمرونة بشأن تغيير النظام واتجاه العمال لسد الفراغ الناشئ في المهن الجديدة، قد يسرع من سد الفجوة بين وجود وظائف شاغرة، وفي الوقت نفسه وجود عمال عاطلين يبحثون عن وظائف.

ويمكن أن تساعد المؤسسات التعليمية الخاصة بالدراسة والتدريب على الأعمال اليدوية مثل كليات المجتمع المدني والمؤسسات المماثلة في سرعة توفير العمال المهرة المناسبين للوظائف الجديدة بتوفير برامج خاصة للتدريب على كيفية العمل، جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا الحديثة، ما يوفر الكثير من الوقت أمام أصحاب العمل، وكذلك أمام العمال أنفسهم. وبالفعل، فإن الجميع في الوقت الراهن يستحقون دعمًا قويًا وشاملًا من أجل استمرار دوران عجلة الإنتاج.

وتوجد هناك قوة تغيير أخرى يجب فهمها بشكل صحيح وكامل، وهي ثورة المعلومات والاتصالات التي تجعل الحوكمة (النشاط الذي تقوم به الإدارة، ويتعلق باتخاذ قرارات بهدف السعي لتحقيق التوقعات المرجوة من عملية الإنتاج) أكثر صعوبة. فالمعلومات في كل مكان وفي أي مجال بعضها قد يكون دقيقًا، والبعض الآخر ربما يكون غير دقيق بشكل متعمد أو غير متعمد، وبالتالي اتخاذ القرارات اعتمادًا على معلومات غير دقيقة ينشأ عنها خسائر. وحالياً مع وجود ثورة في عالم الاتصالات والتواصل، لدينا اتصالات دائمة وفورية بين جميع الأطراف مهما بعدت المسافات. ويمكن للجميع بسهولة الاطلاع على ما يحدث والتحقق من المعلومات على مدار الساعة، ما يساعد أصحاب العمل والمسؤولين على اتخاذ القرارات بالكيفية والتوقيت.

ويكون للتكنولوجيا جانب آخر، حيث تستخدم بعض الأنظمة القمعية تكنولوجيا الاتصالات للتجسس على الأشخاص والمؤسسات وممارسة السياسات القمعية بناءً على تلك المعلومات التي يحصلون عليها بطرق غير شرعية.

و ستسمح التغييرات الأساسية في وسائل الإنتاج التكنولوجية بإنتاج السلع عند الطلب فقط وليس بالصورة التي عليها الوضع الحالي، ما يهدد بتغيير شكل الصناعة الذي نعلمه حاليًا. فالاستخدام المتطور للروبوتات، بالإضافة إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد، يجعل عملية الصناعة والإنتاج تتم عن بعد، ما يؤثر على الأمن الاقتصادي للدول.

و تؤدي التطورات التصنيعية المماثلة إلى نشر القوة العسكرية، من خلال أجهزة الاستشعار الموجودة في كل مكان، والطائرات من دون طيار منخفضة التكلفة وذاتية الطيران من دون الحاجة إلى تدخل بشري، والمضخات النانوية عالية القدرة، والتوغل الأقل تكلفة إلى الفضاء عبر الأقمار الصناعية صغيرة الحجم، هذه التطورات تمكّن الدول الأصغر وحتى الأفراد في تهديد ليس فقط اقتصادات الدول الكبرى ولكن أيضاً أمنها، وهذا التطور التكنولوجي يقلص من هيمنة القوى الحالية مثل الولايات المتحدة. وسوف نحتاج بشكل متزايد إلى توخي الحذر من أن أقوالنا وأفعالنا لا تنطوي على تهديدات فارغة، فهناك من يعرف حجم قدراتنا الحقيقي.

ويخضع سكان العالم لعملية إعادة ترتيب دراماتيكية خاصة كما تشير التكنولوجيات الناشئة إلى إحداث تغيير عالمي جديد محتمل.

و تتناقص الخصوبة  في البلدان المتقدمة،مع زيادة متوسط العمر المتوقع. وهذا يقلل من عدد السكان في سن العمل، ويزيد من تكلفة المعاشات التقاعدية ورعاية المسنين، الأمر الذي يتطلب ميزانيات حكومية تزيد بشكل متزايد من الاستثمارات الإنتاجية الأخرى. ومن المتوقع أن يتقلص عدد سكان العديد من القوى الكبرى في الوقت الحالي - اليابان وألمانيا وروسيا وحتى الصين. وتجدر الإشارة إلى أن هذا لا ينطبق على الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجميع البلدان التي لديها تاريخ طويل من الهجرة.

يُعرف أن النمو الصناعي والزراعي يتناسب مع عدد السكان، ولكن إذا نظرنا إلى جنوب آسيا وأفريقيا فنجدها ذات كثافة سكانية عالية، ولكن معدلات الخصوبة المرتفعة لا تتناسب بشكل كاف مع النمو الاقتصادي. وربما يرجع جزء من هذا الأمر إلى أن هذه المناطق نفسها تتعرض إلى عدد من الكوارث الطبيعية، إضافة إلى انتشار عدد من الأمراض بين سكانها، والمشكلات التي تواجه عمليات الزراعة بسبب الأوبئة التي تضرب المحاصيل مع ندرة الموارد، خاصة المياه.

إذن ما الذي يجب علينا فعله حيال كل هذا؟ هل يجب أن نفكر في المحلية أم العالمية؟.

 لا يمكن وقف التكنولوجيا أو تحديد تأثيرها على البعد الديموغرافي، فالولايات المتحدة ستحتاج إلى إيجاد طرق للتكيف مع الوضع الجديد محليًا، ويجب عليها في الوقت ذاته التعاون مع الدول الأخرى الحليفة في هذا المضمار. وإذا نجحت الولايات المتحدة، فإن مستقبلها الاقتصادي سيكون مشرقًا للغاية.

وتدفع التكنولوجيا وليس العلوم الإنسانية موجات التغيير في القرن الحادي والعشرين التكنولوجيا . ولكن لكي نتجاوز هذه الاضطرابات، علينا التفكير في هذا التغيير من دون إغفال الناحية الإنسانية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استراتيجيات للتعامل مع التغير غير المسبوق وأميركا تحتاج لأساليب مهمة استراتيجيات للتعامل مع التغير غير المسبوق وأميركا تحتاج لأساليب مهمة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"

GMT 12:45 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

مشاعر متفاوتة للفنانين خلال تصوير أعمالهم الدرامية

GMT 17:49 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

خالد بوطيب يواصل تألقه في بطولة الدوري التركي

GMT 06:19 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

حين تكون حرية الصحافي سقفها الزنزانة

GMT 15:28 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكنزات الفضافاضة من القطع المُفضلة لفصلي الخريف و الشتاء

GMT 13:21 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

BOUTIQUE GIZELLE تقدّم مجموعتها الجديدة لخريف 2017

GMT 19:40 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

الكشف عن هوية مدرب المنتخب المغربي الجديد

GMT 01:48 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

رانيا عجمية تصنع بيض شم النسيم من عجينة السيراميك

GMT 16:13 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الدلو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya