دعوات مُلحة في مؤتمردافوس 2019 لاستعادة الاستقرار السياسي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

غياب القادة ضاعف المخاوف وعزّز مكانة الصين الدولية

دعوات مُلحة في مؤتمر"دافوس 2019" لاستعادة الاستقرار السياسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دعوات مُلحة في مؤتمر

منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا
واشنطن - المغرب اليوم

تتحول قرية دافوس السويسرية لخمسة أيام في السنة إلى "ماكينة مالية وسياسية"، تضبط عقارب العالم، وترسم توجهاته، حيث اكتسب المنتدى الاقتصادي العالمي، سمعته النخبوية في العقدين الماضيين، إذ أصبح ساحة القادة المفضلة للكشف عن سياساتهم الدولية بخصائص محلية، ولقاء نظرائهم بعيدًا عن عدسات الإعلام، والإعلان عن صفقات مليارية مع كبرى الشركات.

وجاءت دورة "دافوس"، هذا العام جاءت بنكهة مختلفة، عكَسَت التوتر السائد في مجتمع الأعمال من سلسلة التقلبات السياسية المتواصلة منذ أشهر، ولم ينجح حضور "نجوم" مجتمعات المال والأعمال وندواتهم الكثيرة، في إخفاء الغياب الصارخ لأبرز قادة العالم، إذ لم يحظَ أيّ من المشاركين بالحماس والترقب نفسهما اللذين أحاطا، السنتين الماضيتين، بالأميركي دونالد ترمب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والصيني شي جينبينغ، والهندي ناريندرا مودي، وحتى الكندي جاستن ترودو، والألمانية أنغيلا ميركل.

وتكفي جولة في الصالة الرئيسية للمنتدى لاستشعار الإحباط المنتشر، خاصة بين رجال وسيدات الأعمال والناشطين البيئيين، في غياب توافق سياسي دولي بشأن سبل مواجهة تراجع معدلات النمو العالمي، والمخاوف المتزايدة من فترة ركود جديدة، وفي مقابل هذه المخاوف، طرح لاعب شهد صعودًا سريعًا إلى قلب الساحة الدولية نظرة تفاؤلية، فقد رفضت الصين، على لسان نائب رئيسها وانغ كيشان، التوقعات الاقتصادية المتشائمة وجدّدت ثقتها في استمرار نموها ونمو العالم، شريطة الحفاظ على تجارة عالمية حرة.

- العامل الصيني

كانت مشاركة بكين في فعاليات "دافوس"، هي الأبرز هذا العام، بفضل تقاطع عوامل تشمل مواجهتها التجارية المستمرة مع أكبر اقتصاد في العالم، وتأثير تباطؤ نموها على الأداء الاقتصادي العالمي، والانتقادات الغربية المحيطة بعملاقي الاتصالات "هواوي" و"زي تي إي"، وفيما حمل وانغ ووفده الكبير رسالة تفاؤل وتحدٍّ، لم يتردد مشاركون في انتقاد سياسات الصين المتعلقة بالملكية الفكرية ومزاعم التجسس عبر شركات الاتصال، وعمليات التجسس الإلكتروني التي اتهم الغرب بكين بالوقوف وراءها، وكان آخر المنتقدين الملياردير جورج سوروس، الذي هاجم الرئيس الصيني شي جينبينغ، معتبرًا إياه "أخطر عدو" للمجتمعات الحرة والديمقراطية، وأوضح سوروس في خطابه التقليدي على هامش أعمال "دافوس"، أن الصين ليسَتْ النظام المستبد الوحيد في العالم، لكنها بلا شك الأغنى والأقوى والأكثر تطورًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مضيفًا، "هذا يجعل شي جينبينغ أخطر عدو للذين يؤمنون بالمجتمعات الحرة"، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعا سوروس أمام حشد من الصحافيين والسياسيين والاقتصاديين الولايات المتحدة، إلى التحرك ضد مجموعتي الصناعات التقنية الصينيتين "هواوي" و"زي تي إي"، واعتبر أنه "إذا تمكنت هذه الشركات من السيطرة على أسواق الجيل الخامس من تقنيات الهواتف الجوالة، فإنها ستمثل خطرًا غير مقبول على أمن العالم"، وتابع، "العام الماضي كنت أعتقد أنه يجب تعزيز استيعاب الصين في مؤسسات الحوكمة العالمية، لكن منذ ذلك الحين، دفعني سلوك شي إلى تغيير رأي".

ولم تتأخر الخارجية الصينية في الرد على هذا الهجوم اللاذع، وقالت إن تصريحاته بلا معنى "ولا تستحق التفنيد"، وبعيدًا عن التصعيد السياسي بين الصين والغرب، سعت بكين إلى طمأنة المستثمرين، وقال أحد أعضاء الوفد الصيني إن تراجع نمو الاقتصاد الصيني "لا يشكل كارثة".

وأوضح فانغ شين هاي، نائب رئيس هيئة تنظيم سندات الضمان الصينية، مخاطبًا جلسة بشأن "المخاطر المالية الدولية"، أن السياسات الاقتصادية الصينية سريعة الاستجابة للمتغيرات، وتقوم على الانفتاح وإتاحة فرص استثمار للشركات عبر العالم.

وعزز نائب الرئيس الصيني هذه الرسالة، الأربعاء، بقوله إن اقتصاد بلاده لا يدخل نهاية دورته التوسعية، وإنه سيواصل تحقيق نمو مستدام على الرغم من الشكوك العالمية، ووجّه وانغ رسالة مبطّنة لواشنطن بتأكيده على الترابط العضوي للاقتصاديين الصيني والأميركي، وإشارته إلى أن "أي مواجهة (بين البلدين) ستلحق ضررًا بمصالح الجانبين".

- الانقسام الأوروبي

يصعب تجاهل التباين الكبير في السياسات الأوروبية، لاسيما فيما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبي والتعاون الدولي واتفاقيات التجارة الحرة، ففي الوقت الذي دافعت فيه ميركل عن "التعددية والإصلاح" لمواجهة تفاقم الاختلالات العالمية، هاجم رئيس الوزراء الإيطالي جوسبي كونتيه المشروع الأوروبي، واليورو الذي "تسبب في تنامي الدين العام وتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي"، على حد قوله، وتحدث كونتي عن حاجة ملّحة لرؤية جديدة "تركّز على الإنسان والعائلات والمجتمعات".

كما فرضت قضية خروج بريطانيا نفسها على فعاليات هذا العام، رغم غياب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وقوبلت جهود أعضاء الوفد الذي ضمّ وزير الخزانة، فيليب هاموند والتجارة الدولية ليام فوكس لطمأنة المستثمرين الدوليين بكثير من التشكك.

- المشاركة العربية

خصص المنتدى الاقتصادي العالمي عددًا من الجلسات حول آفاق العالم العربي الأمنية والاقتصادية، أجمع المشاركون فيها على أن الاستقرار السياسي هو مفتاح تنمية وازدهار اقتصاديين محورهما الشباب، وبرزت السعودية كنموذج إصلاحي يُقتدى به ويرسم الطريق لجذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى المنطقة، وأكدت الرياض من دافوس التزامها بالمضي في برنامج الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والمالية تماشيًا مع "رؤية 2030"، وقال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان في هذا الإطار، إن بلاده حوّلت الوعود إلى إنجازات ومشاريع واضحة نُفّذت، وتُرجمت باستثمارات كبيرة جدًا من القطاع الخاص خلال الشهور الماضية.

وبحثت الجلسات بشأن المستقبل الأمني للشرق الأوسط، سبل إرساء الاستقرار السياسي في المنطقة، وحظي الوضع السوري باهتمام خاص في هذا السياق، واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أنه ينبغي التعامل مع الأزمة السورية عبر مقاربات واقعية، تُقدّم مصلحة سورية والسوريين على صراع الأجندات الدولية والإقليمية.

ووصف عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، المشاركة العربية في دورة "دافوس" لهذا العام بالجيدة، على مستويي التمثيل السياسي والأعمال، ولاحظ في المقابل ضعف المشاركة الإيرانية، وقال إنها تراجعت خلال السنتين الماضيتين.

وبيّن السياسي المصري الذي شارك في 27 دورة من المنتدى الاقتصادي العالمي، أن إيران في حاجة إلى مراجعة علاقتها مع العالم العربي، موضحًا، "ارتكبت إيران أخطاء كثيرة، ونعارض كثيرًا من سياساتها، لكنه ينبغي عدم الخلط بين مشكلاتنا ومشكلات طهران مع إسرائيل، ومشكلاتها مع الولايات المتحدة".

ولفت إلى أن "مشكلة إسرائيل الأساسية مع إيران تتعلق بقدراتها النووية، وإن عولجت هذه المشكلة بشكل أو بآخر، مع ابتعاد الوجود الإيراني في سوريا عن حدود الوجود الإسرائيلي، وهذا يحدث بالفعل، فقد يتراجع التوتر في العلاقات بينهما، وكذلك مع الولايات المتحدة، وتصبح التقديرات الحالية في خبر كان".

- انفصال عن الواقع؟

تردَّدت في أروقة "دافوس"، خلال الأيام الماضية، أسئلة بشأن ما إذا كان المنتدى يعمل فعلًا تجاه تحقيق الهدف الذي حدده لنفسه، الذي لخّصه مؤسسه الثمانيني كلاوس شواب بـ"تحسين وضع العالم"، حتى إن بعض المشاركين ذهبوا إلى اعتبار المنتدى "منفصلًا عن واقع مواطني العالم"، وهمومهم اليومية.

وفي محاولة لتفنيد هذه النظرة، عمد المنتدى إلى تنويع المشاركين ومجالات عملهم واهتماماتهم، فإلى جانب رجال وسيدات الأعمال والسياسيين والصحافيين، تجد بين رواد المنتدى ناشطين بيئيين وموسيقيين وعلماء أحياء، وأطباء وغيرهم، كما سلط المنتدى الضوء على مبادرات لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، كمشروع موسيقي يُمكّن ضعيفي السمع من استشعار الموسيقى عبر "قمصان ذكية".

كما اهتمّ منظمو "دافوس" بالمبادرات البيئية، عبر تخصيص ندوات لمواجهة الاحتباس الحراري وتقديم تجربة واقع افتراضي تتيح لمستخدميها "تجربة الحياة كشجرة" لدقائق، وكان الأمير ويليام من أبرز المشاركين في قضايا التغير المناخي والصحة النفسية، وتحول الأمير البريطاني إلى صحافي لساعة واحدة، حاور خلالها مقدّم البرامج المخضرم ديفيد أتينبورو بشأن سبل مواجهة التغير المناخي وتداعياته.

قد يهمك ايضا :

كلمة الرئيس الأميركي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس

معلومات عن منتدى دافوس الاقتصادي 2018 في سويسرا

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوات مُلحة في مؤتمردافوس 2019 لاستعادة الاستقرار السياسي دعوات مُلحة في مؤتمردافوس 2019 لاستعادة الاستقرار السياسي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"

GMT 12:45 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

مشاعر متفاوتة للفنانين خلال تصوير أعمالهم الدرامية

GMT 17:49 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

خالد بوطيب يواصل تألقه في بطولة الدوري التركي

GMT 06:19 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

حين تكون حرية الصحافي سقفها الزنزانة

GMT 15:28 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكنزات الفضافاضة من القطع المُفضلة لفصلي الخريف و الشتاء

GMT 13:21 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

BOUTIQUE GIZELLE تقدّم مجموعتها الجديدة لخريف 2017

GMT 19:40 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

الكشف عن هوية مدرب المنتخب المغربي الجديد

GMT 01:48 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

رانيا عجمية تصنع بيض شم النسيم من عجينة السيراميك

GMT 16:13 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الدلو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya