شابان يطلقان موقعًا إلكترونيًا لترويج العملات الأجنبية في السوق السوداء الجزائرية

أطلقت السوق الجزائرية السوداء للعملة الصعبة خدمة إلكترونية جديدة تنافس المصارف الرسمية، وتشهد إقبالًا كبيرًا من تجار ووكالات سياحة ورجال أعمال، ، لما تقدّمه من خدمات وما توفّره من معطيات عن سعر الصرف للعملات العالمية الأكثر تداولًا في الجزائر، تغني الزبائن عن التعاملات البنكية.

وتمثّلت الخدمة الإلكترونية بموقع على الانترنت يتيح أمام الزبائن الاطلاع على سعر صرف العملات في السوق السوداء "السكوار" دون التنقل إلى أي مكان.

وأكد الخبير الدولي عبد الرحمان مبتول، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، أنَّ هذه السوق في توسّع مستمر، مرجعًا ذلك إلى أسباب عدة أهمها غياب الرقابة على النظام الاقتصادي في الجزائر من جهة، وغياب الوعي لدى المواطنين، فضلًا عن انتشار ظاهرة الرشوة من جهة أخرى بالإضافة إلى اعتماد الجزائر على أموال المحروقات.

وأوضح مبتول أشرف على دراسة في المعهد الدولي الفرنسي للعلاقات الدولية، حول السوق الموازي في المغرب العربي، وخصوصًا الجزائر باعتباره في اتساع مستمر في ظل غياب النظام والرقابة للدولة الجزائرية، أنَّ السوق السوداء في الجزائر تزن قرابة 50% وتتحكم في أكثر من 60% من الموارد الأساسية كسوق الخضر والفواكه وكذا سوق اللحوم البيضاء والحمراء.

وأبرز أنَّ القطاع الحقيقي لا يمكن أن يفصل عن القطاع المصرفي، غير أنَّه في الجزائر يتغلب المصرفي، ويصل الفرق بين العملة الرسمية والسوق الموازية إلى 50%، إذ نجد هذا الشهر صرف 1 يورو يقابله 107 دينار جزائري في البنوك أمام 160 دينار في السوق الموازية.

ودعا مبتول في حديثه مع أطراف حكومية جزائرية إلى ضرورة التصرف بعقلانية مع احتياطات الصرف الخارجي لنتجاوز الاقتصاد المبني على الريع، واتخاذ إجراءات على المدى القصير والمتوسط والبعيد، مركزًا على الإنتاج والإنتاجية بما يتماشى مع تحوّلات الاقتصاد العالمي وإدخال السوق الموازية إلى السوق الحقيقية وفق نظرة استراتيجية وتزويد الشباب العاملين بها بعقود تجارية مثلما فعلت تونس وخلق وكالات خاصة للصرف مثل المغرب.

وبيّن أنَّ تقرير صندوق النقد الدولي للجزائر الشهر الماضي، طالب بالتخفيض الرسمي للعملة الجزائرية لتفادي الفارق الكبير بين السوقين، مشيرًا إلى أنَّ التقرير يركّز على كون العملة تعكس ثقة المواطن في الدولة.

يُشار إلى أنَّ شابين جزائريين أحدهما مغترب في فرنسا يدعى نزيم حوشين، خريج جامعة ليل في الطب، والآخر مقيم في الجزائر ويسمى أحسن إيحدادن، مختص في المعلومات، أطلقا موقع بورصة السكوار "eurodz.com" .

.