فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وضعها محبوها في إطار من القداسة

فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت

فيروز
القاهرة - أسامة عبدالصبور

ها هي القلوب تنبض في إنتظار طلوع البدر.. ساعات الإنتظار لا تهم، فمتعة المشهد القادم تنسي الجميع مشقة الوقوف، بدأ الحفل ووقفت «فيروز» مستعدة للغناء ثم صدحت بـ "شتي يا دنيا" فأمطرت السماء ندى فوق رأس الجمهور الذي أجهش بالبكاء.. حدث هذا بالفعل في البرازيل خلال الثمانينيات، هذه هي جارة القمر الأيقونة التي وضعها محبوها فى إطار من القداسة، وساعدتهم مواقفها وشخصها وهيئتها الرقيقة التي تشبه أيقونة مسيحية في كنيسة مقدسة، أو بنتًا قروية تسكن في مدينة مجبرة على البقاء فيها، تصلح حبيبة وأختًا وابنة، تطفئ غدًا السبت الشمعة الثمانين من عمرها الذي قضته في رحلة فنية غنت فيها للأوطان، وللحب وللإنسانية.

أدركت «فيروز» مبكرًا أنها ترغب أن يراها العالم بزاوية مختلفة، لذا استخدمت ذكاءها الفطري لتغني ما يترك أثرًا يطول، ورفضت الأغنيات قصيرة الأجل، وغنت للأوطان العربية وللبشر، بعيدًا عن الحكام والرؤساء والملوك، وفي إحدى الوقائع تم منع أغانيها من البث لمدة سبعة أشهر في لبنان، وذلك لرفضها الغناء للرئيس الجزائري هواري بومدين.

كذلك صمتت فيروز طوال أعوام الحرب الأهلية اللبنانية عن الغناء، لكي لا تحسب على أحد، ورفضت ترك منزلها في بيروت رغم تعرضه إلى القذف بصاروخ، وفي عام 1994 وبعد انتهاء ويلات الحرب الأهلية الطائفية غنت ابنة الجبل في ساحة الشهداء الشاهدة على الدمار الذي خلفته القذائف والنيران، غنت للبشر والناس، غنت لكل أبناء الشعب، غنت لبيروت فقط، هذا ما وضعها في مرتبة القديسين عند الجميع على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية والأيديولوجية، ولكنها كانت الملجأ الوحيد للتوحد، كان من قدرها أن جاءت في وطن فرقته الطائفية، لكن ظلت فيروز القيمة الوحيدة التي لا يختلف حولها الفرقاء، في الحرب اللبنانية، ظل لبنان وطنها، وسورية وطنها، لذا عند ما غضب البعض أنها ستغني في سورية، لم يفهموا "فيروز"، وعند ما أعلن زياد رحباني أنّ أمه تحب السيد حسن نصر الله غضبوا أيضًا لأنهم لم يفهموا فيروز.

فيروز التي قدمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخوه منصور الرحباني المعروفين بالأخوين رحباني مشروعًا غنائيًا مُختلفًا له شخصيته العربية الصميمة، وأخذ من التراث الشعري العربي منهلًا ومنبعًا صافي للفن الروحاني الراقي، فبامتزاج صوت فيروز الملائكي بألحان الرحبانية الرشيقة والأشعار العربية الأصيلة ظهرت ملامح ذلك المشروع الكبير والتفرد في تاريخ الغناء العربي .

فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت

فأضاءت جارة القمر وقيثارة الشرق قلوب العاشقين وجسدت آلام الوطن لبنان بل والوطن العربي ككل، ولاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم بصدق إحساسها وصوتها الذي يعد من أفضل الأصوات العربية، فصارت من أعظم مطربي العالم ونالت جوائز وأوسمة عالمية.

ولدت فيروز في حارة زقاق البلاط في مدينة بيروت في لبنان لعائلة فقيرة الحال، وبدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية عند ما اكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل، وضمها إلى فريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية، وألّف لها مدير الإذاعة اللبنانية حليم الرومي أول أغانيها وكانت إنطلاقتها الجدية عام 1952 عند ما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت، كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار إليهما دائمًا بالأخوين رحباني.

قدّم الأخوين رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية، وذلك لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول، كما إنها كانت بسيطة التعبير وفي عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت الحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم، وقدّم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمسة عشر مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.

فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت

وقد غنت لعديد من الشعراء والملحنين ومنهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري، وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة وغيرها، كما أنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي، وأطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.

ونحن حين نحتفل اليوم بذكرى ميلادها نتذكر أحد النعم التي أنعم الله بها علينا ونهنئ أنفسنا بها وهي صوت وإحساس "فيروز" الذي عاش وسيعيش إلى ما شاء الله يلقي ضيه الساحر في قلوب العاشقين وعلى جبال لبنان وربوع الأندلس وأروقة القدس القديمة وشط الأسكندرية، متمنيين لها دوام الصحة والعافية والإبداع وحاسدين القمر على جارته الرقيقة التي ذادت من نوره وجماله في العيون .

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya