شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا محاطة بالجبال
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

التقى فيها الشعراء والأدباء وتضم إحدى المكاتب النادرة

"شنقيط" مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا محاطة بالجبال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

شنقيط
نواكشوط - المغرب اليوم

اعتقد المصريون القدماء بأن "الصحراء الكبرى" سوف تكون أرض الموت، وأن جانب غروب الشمس للصحراء كان المكان الذي تجد فيه الروح مثواها النهائي نحو الآخرة، وليس من قبيل المصادفة أن وادي الملوك ومملكة الأهرامات القديمة تقع على الجانب الغربي لنهر النيل.

ويوجد مثل قديم صادر عن قبيلة تحدت كل الصعاب حتى تتخذ من أرض العطش موطنًا لها، حيث يفيد بأن "الصحراء تحكمك ولا تستطيع أن تحكمها"، وأن سكان هذه المدينة لم يحكموا الصحراء ولكنهم تأقلموا وبقوا على قيد الحياة وجمعهم الإسلام والاستفادة من اللغة المشتركة حيث العربية ولغة سكان الصحراء الكبرى والممالك.

وكانت القوافل الضخمة تقطع مسافات كبيرة من مراكش وفيز حتى تمبكتو، ومن ثم العودة مرة أخرى، حيث تنقل خلال رحلاتها الذهب والسبايا والملح والتوابل من أجل استيعاب وتلبية احتياجات التجار.

وأصبحت بعض المدن في ظل الشمس الحارقة والرمال الكثيفة، مراكز للتعلم وجذب هؤلاء ممن يبحثون عن المعرفة من المغرب العربي وخارجه، ولذلك نجد أن الرحالة الأسطوري ابن بطوطة سافر إلى هذه المدن قبل انطلاقه إلى الصين.

واستمر ذلك لعقود ولكن ليس لأمد الدهر، حيث عادت "الصحراء الكبرى" إلى الهدوء مرة أخرى وباتت خالية، ولكن على الرغم من أنه لم يصبح هناك قوافل كبيرة تمر في هذه المنطقة وباتت لا تتميز بالتفوق في مجالات المعرفة، فما زالت الأحجار الكريمة من تلك الحقبة باقية، فضلًا عن الآثار الدقيقة لما كان موجودًا في تلك الفترة والذي لن يعود مرة أخرى.

وتتمثل واحدة من هذه الآثار في المدينة الصحراوية "شنقيط" الواقعة في موريتانيا، وتحميها الجبال غير المحدودة على أحد الجانبين، بينما على الجانب الآخر توجد "هضاب الذهب"، وحينما ترى هذه المدينة لأول مرة سوف تلاحظ أن رمالها لا تزال قائمة بعد مرور قرون عدة ولا تحاط بشيء.

وإذا بحثت بين أروقة هذه المدينة فقد تجد بابًا خشبيًا صغيرًا أو فتحة سرية في جدار حجري ثم بعدها قد تكون على بعد خطوة صغيرة من أحد المكتبات القديمة لهذا المركز الكبير السابق الذي كان يجمع بين العلوم الإسلامية، بينما يجلس هادئًا حارس هذه المكتبة في انتظار من يطرق عليه الباب ويدخل.

ويبدو بأن ذلك الحارس سوف يقضي بقية عمره يرعى هذا المكان الذي يضم مجلدات قديمة وكتيبات وجلود قديمة تستخدم في الكتابة عليها، وعندما تذهب إلى هناك فسوف يعرض عليك ذلك الرجل ملاحظات مدونة بحبر أحمر على جانبي أحد الكتب، فضلًا عن تقارير حول القوافل الغنية التي تأتي إلى المدينة كل يوم  بصحبة عشرات الآلاف من الجمال.

وكان الكثيرون منذ قرون مضت يحضرون من جميع أنحاء العالم الإسلامي سعيًا في الحصول على المعرفة إلى هذه المكتبة ومكتبات "شنقيط" الأخرى التي كانت توفر التعلم مجانًا لأن امتلاك مكتبة كان رمزًا للمكانة العالية وليس مصدرًا للدخل، وما عليك فعله عندما تذهب إلى هذه المكتبة هو إغماض عينيك والإبحار في الماضي حيث صخب الشوارع المزدحمة والصياح الصادر من الناس، إلى جانب هدير الإبل وأصوات ضحك الأطفال ولكن حينما تفتح عينيك فلن تسمع سوى الصمت.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا محاطة بالجبال شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا محاطة بالجبال



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya