مهنة المسحراتي المهمة للغاية في نفوس الناس  بين الماضي والحاضر
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

خصص له الشاعر الكبير سيد مكاوي أغنية خاصة

مهنة المسحراتي المهمة للغاية في نفوس الناس بين الماضي والحاضر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مهنة المسحراتي المهمة للغاية في نفوس الناس  بين الماضي والحاضر

مهنة المسحراتي المهمة للغاية في نفوس الناس بين الماضي والحاضر
القاهرة - إسلام خيري

تعتبر مهنة المسحراتي في شهر رمضان من المهن الرئيسية في شهر رمضان فلا يمكن أن ننسى كلمات أغنية سيد مكاوي  وربعاياته التي يقول فيها " أصحى يانايم وحد الدايم .. رمضان كريم "  التي قدمها للمسحراتي خصيصا لما تشكل هذه المهنة من أهمية كبيرة للغاية .
ويعتبر  المسحراتي علامة من علامات شهر رمضان المبارك ودوره هام جدا وهو تنبية الناس لتناول وجبة السحور قبل آذان الفجر وقد ارتبطت شخصية المسحراتي في مصر بالزينة والفوانيس، كما ارتبطت بالسير والحكايات الشعبية مثل "ألف ليلة وليلة" و"ابو زيد الهلالي" .

وقد كان بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام  يقوم بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور، حيث يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، وأول من نادى بالتسحير عقبة ابن اسحاق ســنة 228 هـ وكان يذهب ماشيًا من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس حيث لاحظ أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، ، فتطوع هو بنفسه لتنبيه الناس بموعد السحور، حيث كان يطوف على قدميه قائلا "عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة" ، وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر، أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان، اما فى عهد الدولة الفاطميةفقد أصدر الحاكم بأمر الله أمرا لجنوده بأن يمروا على البيوت ويقوموا بايقاظ الناس للسحور ، ومع مرور الوقت تم تعين شخص للقيام بدور المسحراتي و كان ينادي"يا أهل الله قوموا تسحروا"، ويدق على أبواب البيوت بعصاً كان يحملها في يده تطورت مع الأيام إلى طبلة صغيرة تسمى بازة ثم تحولت بعد ذلك الى طبلة كبيرة . وفى العصر العباسى فى بغدد كان "ابن نقطة موكلا بايقاظ الخليفة الناصر لدين الله العباسى وعندما مات ابو نقطة خلفه ابنه فى هذا العمل. هذا وقد انتشرت مهنة المسحراتى فى جميع البقاع الاسلامية ففى عمان يوقظ المسحراتي النائمين على الطبلة أو بالناقوس وهو يقول "يا نائمين الليل قوموا تسحروا .. يا مسلمين السحور يا صائمين" ، أما في السعودية فيوقظ المسحراتي النائمين بقوله " ربي قدرنا على الصيام واحفظ إيماننا بين القوم ". وفي السودان يطرق المسحراتي البيوت ومعه طفل صغير يحمل فانوسا ودفتر به أسماء أصحاب البيوت حيث ينادي عليهم بأسمائهم قائلا " يا عباد الله وحدوا الدايم ورمضان كريم" . ومن هنا فالمسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشّعبية موقظاً أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يصدع بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم:"اصحى يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله أصحى يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم"، ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته، وقديمًا كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة ، فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد ومن الأهمية القصوي لدور المسحراتي نجد أن العديد من فوانيس رمضان اصبحت تكون علي شكل مسراحتي ويردد ما يقولة المسراحتي في المواقع نظرا لمدي اهمية هذا الرجل في المجتمع ومدي فرحة الأطفال به .

مهنة المسحراتي المهمة للغاية في نفوس الناس  بين الماضي والحاضر

ورغم ظهور الأجهزة الذكية والمنبهات فإن المصريين يفضلون سماع طبلة وصوت المسحراتي في ليالي رمضان، كما يقول المسحراتي في شوارع القاهرة عادل العيسوي في تصريحات صحافية خلال جولاته: "رمضان من غير مسحراتي مينفعش" لأنه يعرف بين المصريين من زمن.
يطلون من الشرفات والنوافذ عند سماع الطبلة ويبدأون بالتهليل والمناداة بأسمائهم التي أصبحت أحفظها كل عام في هذا التوقيت عن ظهر قلب. ويختلف شكل المسحراتي في بعض المناطق في مصر من البحراوي والبدوي والصعيدي فهو ينادي بالمدائح النبوية في المناطق الصحراوية ويطوف شوارع القاهرة مردداً الأناشيد والأغاني الرمضانية ويدق أبواب سكان الحي في الأسكندرية. وبدأت مهنة المسحراتي تأخذ مسارًا جديدًا بداية من أربعينيات القرن الماضي، واتخذت بعداً فنياً على يد الشاعر فؤاد حداد والموسيقار سيد مكاوي فمن أشهر وأجمل البرامج الرمضانية التي وثقت لتلك المهنة، برنامج "المسحراتي" الذي ما زالت كلماته تتردد في القلوب منذ الطفولة: "اصح يا نايم.. وحد الدايم.. وقول نويت.. بكره أن حييت.. الشهر صايم… والفجر قايم… أصح يا نايم.. وحّد الرزاق".

لكن رغم ذلك تراجع دور المسحراتى الآن ومع مرور الوقت مما قدر ينذر بإختفائه وارجعوا ذلك لوجود وسائل عصرية تساعد على ايقاظ الافراد لتناول السحور ومنها المنبه والتليفون المحمول والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأختفى المسحراتي من العديد من الأحياء مما يهدد بإختفاؤه نهائيًا، ويقول الحاج سيد المسحراتي في حي " السيدة زينب" مهنة المسحراتي ورثتها عن أجدادي لذا  أتجول في أنحاء الحي وأنادي الأطفال بأسمائهم لإيقاظهم وفي الأغلب يكونوا مستيقظين وينتظرون أن أمر لكي أنادي على أسمائهم التي يكتبونها على جدران العمارة التي يسكنون فيها، وعلى الرغم من أنني أتحصل على مبالغ ضئيلة جدا بعد أنتهاء شهر رمضان الان الا انني مازلت مستمر في هذه المهنة التي أعشقها ، فللأسف لم يعد الناس يقدرون أهمية المسحراتي وهذا ما يجعلني أشعر بالحزن . 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهنة المسحراتي المهمة للغاية في نفوس الناس  بين الماضي والحاضر مهنة المسحراتي المهمة للغاية في نفوس الناس  بين الماضي والحاضر



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya