ضريح الشرفاء موروث ثقافيّ شعبيّ يعشقه المراكشيّون
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رحلة عبر الأصالة الأندلسيّة إلى عالم الأساطير القديمة

"ضريح الشرفاء" موروث ثقافيّ شعبيّ يعشقه المراكشيّون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

قبور السعديين في مراكش المغربيّة
مراكش ـ ثورية ايشرم
تُعدّ قبور السعديين في مراكش المغربيّة، أو كما يُطلق عليها البعض "ضريح الشرفاء"، من أشهر الأضرحة المتواجدة في المملكة، وهي مقبرة تاريخية تم تشييدها في العام1557م، على يد السلطان عبدالله الغالب، ليقوم بتوسيعها بعد ذلك السلطان أحمد المنصور. ويتواجد "ضريح الشرفاء" في حي القصيبة الموحدية في المدينة الحمراء، وقد اكتشف هذا المركب الجنائزيّ في العام 1917م، من طرف مصلحة الفنون الجميلة والمباني التاريخية، التي اهتمت به جيدًا، وأدخلته موسوعة التاريخ المراكشيّ، وأصبح من ضمن المعالم التي تميّز المدينة، وقد دفن فيه معظم السلاطين السعديين، وأفراد عائلتهم جميعهم، ويتميز شكله بزخارف الجبس والزليج الفاسي ذو ألوان كثيرة ومختلفة، إضافة إلى النقش على الخشب الذي يمنحه طابعًا فريدًا، يُبرز الإبداع الفنيّ للصانع التقليديّ، حيث يجعلك تُسافر مع الأصالة الأندلسيّة إلى عالم الأساطير القديمة، ولا سيما الزخارف التي تعود بك إلى الفترة النصرية في غرناطة، كما تجد زخارف على الجدران تقودك إلى تشيكلات شهدت انتشارًا شاسعًا في الفترة المرينية، وهذا ما يميز الفن السعديّ المغربيّ الذي يمتزج مع الأندلسيّ ليكوّنا خلطة تاريخية خالدة.
وقد انطلقت أعمال بناء هذه المعلمة التاريخية في نهاية القرن 16 وبداية القرن 17، حيث شيّدت قبة دفن بها أفراد العائلة الملكية السعدية، خصوصًا لالة مسعودة، أم السلطان أحمد المنصور، وأبوه وأخوه، وكان الدخول إلى الضريح يلزم العبور عبر باب المسجد الذي بُني مجاورًا للضريح، إلا أنه تم ترميمه وإعادة تهيئته من قِبل مصلحة الفنون التي اكتشفته، وفتحت ممرًا من الزاوية الجنوبية يُسهِّل الدخول إلى الضريح، حيث تتواجد ساحة كبرى تحيط بها قاعات عدة، ويحدّها من جهتي الجنوب والشرق جدار داخليّ مُدعّم بأبراج.
ويتكون الضريح من مجموعتين هندسيتين، الأولى تتشكل من ثلاث قاعات، أولها قاعة خاصة حيث كانت العائلة الملكية تؤدي فرائض الصلاة، والتي تتكون من قبور عدة ترجع إلى القرن 18، أما القاعة الثانية فهي عبارة عن جناح يُعدّ من أروع الأجنحة المتواجدة في الضريح، يستند على أربعة أعمدة من رخام تغطيها قبة ذات سقف خشبيّ منقوش ومُزخرف بمقرنصات على شاكلة الجناح الشرقي لمسجد القرويين، وفيه يوجد قبر أحمد المنصور الذهبيّ الذي شيّد هذه القاعة وزينها من أجل أن يتم دفنه فيها بعد وفاته، والقاعة الثالثة عبارة عن مكان شاسع جدًا تغطيه سقوف من خشب العرعار، مُزيّنة بنقوش عبارة عن كتابات تُخلِّد ذكرى السلطان عبدالله الغالب، وأبيه محمد الشيخ، والمجموعة الثانية عبارة عن القبة الكبرى في الضريح، الخاصة بالسيدة لالة مسعودة، وشهدت هذه الأخيرة أعمالاً توسعية في عهد أحمد المنصور الذهبيّ، وتتميز بسقوف من خشب العرعار، ونقوش الجبس الفاسي وزخارف من الصباغة الجلدية المراكشية.
وما يُميّز قبور السعديين في مراكش، أنها لم تقتصر فقط على التاريخ، بل ساهمت في تنمية اقتصاد مراكش، اذ تُعتبر معلمة يحج إلى زيارتها مختلف الجنسيات، والفئات العمرية كافة، إضافة إلى أنها موروث ثقافيّ شعبيّ يعشقه المراكشيون، ولا يتوانوا في زيارته وقراءة الفاتحة ترحّمًا على أرواح الشرفاء السعديين في المقبرة التاريخيّة للمدينة.
libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضريح الشرفاء موروث ثقافيّ شعبيّ يعشقه المراكشيّون ضريح الشرفاء موروث ثقافيّ شعبيّ يعشقه المراكشيّون



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya