تفاصيل وأسرار يجهلها الكثيرون عن المؤرخ محمد بن جرير الطبري
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

استغرق 40 عامًا ليؤلف كتابه الشهير في التفسير

تفاصيل وأسرار يجهلها الكثيرون عن المؤرخ محمد بن جرير الطبري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفاصيل وأسرار يجهلها الكثيرون عن المؤرخ محمد بن جرير الطبري

أبو جعفر الطبري
الرياض - المغرب اليوم

يعتبر الطبري من أبرز المفسرين والمؤرخين في التاريخ الإسلامي، حيث اشتهر بكتابيه "تفسير الطبري"، و"تاريخ الطبري"، واسمه محمد بن جرير، وعرف بـ "أبو جعفر الطبري"، وقد ولد في 224 هـ الموافق 839م، وتوفي في 310 هـ الموافق 923م.
 
اهتمام ورعاية الوالد
 وجمع الطبري بين علوم التفسير والفقه والتأريخ وعرف بميله لعدم التقليد، وقد ولد في مدينة آمل في طبرستان ونشأ بها في كنف والده الذي اهتم به منذ الصغر، حيث رأى فيه ذكاءً ونبوغًا وحبًا للعلم، وبهذا استطاع أن يحفظ القرآن في السابعة من عمره، وتوجه بعدها إلى مدارس العلماء والفقهاء ليأخذ منهم، وقد خصص له والده المال الكافي ليكمل تعليمه بأفضل وجه، وانعكست معارف الطبري وقدرته على الحفظ وموهبته في مؤلفاته.

من صفاته
 
يضاف لذلك فقد كان الطبري قد تميز بالورع والزهد، حيث اقتصر في معيشته على ريع بستانه الخاص الذي ورثه عن أبيه، ورفض أية عطايا من الآخرين والملوك، حيث مال طوال حياته للزهد في الدنيا، وقد وصفه ابن كثير قائلًا: "كان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم، وكان من كبار الصالحين"، كما أن الطبري عرف بعفة اللسان وعدم ميله لإيذاء الناس، كما لم يعرف التكبر أمام أصحابه وزملائه وطلابه، أو أنه كان يحمل الغلّ في قلبه.
 
وبرغم ذلك كان قد اتهم مرات بالأباطيل ومنها المحنة الشديدة التي تعرض لها في أواخر أيامه بسبب الخلافات المذهبية في عاصمة الخلافة بغداد، وعاش على إثرها محاصرًا في بيته إلى وفاته في بغداد.

مؤلفات عديدة
 بالإضافة لكتابيه المشهورين في التفسير والتأريخ فقد ألف أيضًا العديد من المصنفات والكتب منها على سبيل المثال: "التبصير في معالم الدين"، "كتاب آداب النفس الجيدة والأخلاق النفيسة"، والآداب في القضاة والنفوس والمناسك والآثار، حيث خصص كتابًا لكل أدب منها.
 
وقال عنه الإمام النووي: "أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل الطبري"، فيما قال ابن الأثير: "أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ، وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق وكان مجتهدًا في أحكام الدين لا يقلد أحدًا، بل قلّده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحًا".

تاريخ الطبري
واستطاع الإمام الطبري أن يوظف جملة من علومه في الفقه واللغة والدين والعقائد، في أن يخرج بتفسيره الذي صار مرجعًا إلى اليوم، كذلك تأليفًا لكتابه تاريخ الطبري، ويعتبر تاريخ الأمم والملوك أو "تاريخ الرسل والملوك" المعروف بـ "تاريخ الطبري"، من الكتب المرجعية في مجاله، وسابق في فكرته، ويؤرخ للعالم من بدء الخلق إلى نهاية سنة 302 هجرية، من قصة آدم إلى الزمن الذي عاصره الطبري، ويقوم الكتاب على طريق الأخبار بالتسلسل وذكر الأسانيد، وطبع الكتاب مرات عدة واهتم به المستشرقون كثيرًا لتفرد موضوعه وسابقيته.

تفسير الطبري
 
وفي كتابه تفسير الطبري، فهو صاحب جهد غير مسبوق، حيث يعد أول من نظم مختلف مراحل التفسير في ضوء ما توفر له من مادة تفسيرية غزيرة في عصره، وقد أسس بهذا لمنهج سار عليه من بعده، ويجمع تفسيره بين المعنى والتأويل واللغة وأشهر الأقوال حول مدلول الآيات والإعراب، بحيث أنه مزيج بين التأريخ والنقل والاقتباس واللغة والأسانيد والترجيح، لكنه يكشف عن موهبة نادرة وصبر كبير على هذا العمل الذي استغرق منه سنوات كثيرة يقال إنها وصلت أربعين عامًا.
 
وأوضح الطبري أن مقصوده من تفسير القرآن الكريم هو تبيين الوجوه المحتملة للآيات، واستقصاء هذه الوجوه فقال: "إذ كان الذي قصدنا له في كتابنا هذا البيان عن وجوه تأويل آيات القرآن دون وجوه قراءتها"، وقضى الطبري آخر أيامه في بيته حيث عاش في محراب العلم إلى أن لقي ربه، عن عمر يناهز الـ 85 عامًا، وقد مات ولا زال في شعر رأسه ولحيته سواد كثير برواية ابن كثير، ودفن في داره في بغداد، وكانت جنازته حدثًا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل وأسرار يجهلها الكثيرون عن المؤرخ محمد بن جرير الطبري تفاصيل وأسرار يجهلها الكثيرون عن المؤرخ محمد بن جرير الطبري



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"

GMT 12:45 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

مشاعر متفاوتة للفنانين خلال تصوير أعمالهم الدرامية

GMT 17:49 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

خالد بوطيب يواصل تألقه في بطولة الدوري التركي

GMT 06:19 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

حين تكون حرية الصحافي سقفها الزنزانة

GMT 15:28 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكنزات الفضافاضة من القطع المُفضلة لفصلي الخريف و الشتاء

GMT 13:21 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

BOUTIQUE GIZELLE تقدّم مجموعتها الجديدة لخريف 2017

GMT 19:40 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

الكشف عن هوية مدرب المنتخب المغربي الجديد

GMT 01:48 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

رانيا عجمية تصنع بيض شم النسيم من عجينة السيراميك

GMT 16:13 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الدلو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya