فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

من أجل أن تكون لها بصمة شرقية في المجتمع

فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به

فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به
بغداد – نجلاء الطائي

قرّرت الفنانة العراقية الكندية إيناس جواد أن تكون لها بصمة شرقية في المجتمع الكندي عن طريق فنها، فأنشأت مركزًا لتعليم الفن والرسم، وأدخلت روعة وأصالة الفن العربي إلى بيوت الكنديين في مدينة هاليفاكس في جنوب شرق لكندا، وعرف مركز الفنانة  والمعروف باسم "لتل بيكاسو" إقبالاً من طرف الأطفال سواء من أصول عربية أو كندية الأصل أو حتى ذوي الأصول اللاتينية والآسيوية والصينية أيضًا، فماذا كان الدافع وراء إنشاء هذا المركز؟
فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به

وكان ردها "أردت أن يتعرّف الأطفال الكنديون على الثقافة العربية"،  موضحةً أن حبها للفن والرسم جعلها تدرس في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وبعد حصولها على الماجستير عملت كأستاذة جامعية، ثم هاجرت إلى كندا ودرست في كلية المجتمع، وزاد حب الفنانة للرسم والفن، وأرادت أن تترجمه من خلال مركزها، ومن هنا جاءت الفكرة.

فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به
قالت إيناس "الفن والشناشيل العراقية (معمار عراقي قديم) في دمي، وعلى الرغم من حبي لبلدي كندا إلا أن التراث العراقي والنخلة ودجلة يتجسد في لوحاتي، وبقي الحرف العربي يتوج لوحاتي وفني، وهذا ما يتعلمه الأطفال عن ثقافتنا من خلال الرسم والفن"، وحتى تحبب الأطفال في الحرف العربي بدأت إيناس جواد بابتكار طرق جديدة لكتابته، إذ كانت تخطه على شكل طير أو حيوان فيرتبط في ذهن الطفل بحيوانه المفضل ولا يجد صعوبة في كتابته.

وتأثير الفن الذي تقدمه إيناس لم يقف عند الأطفال الذين يقبلون على مركزها، بل انتقل الشغف بالزخرفة والخط العربي إلى ذويهم. هؤلاء يبدون انبهارًا بما يتعلمه أطفالهم، خصوصًا بعد مشاهدة لوحاتهم، من خلال حب الاستطلاع والدهشة يجعل الآباء يزورون المركز للتعرف على الثقافة العربية والإسلامية.

وأضافت إيناس "البعض منهم كان يتصور أن العراق فقط دمار وحروب ولكن بعد أن بدأوا يتعلمون الفن العراقي وخاصة الرسم على الزجاج بدوا يسألون عن العراق وعن الحضارة والفن العراقي".وأشارت إلى أن التصاميم على الزجاج بالألوان منتشرة في كندا، إلا أن الكنديين لا يعرفون الرسم على الزجاج، فهو فن عراقي قديم يعود الى آلاف السنين، "كان الأمر غريبًا ومميزًا بالنسبة للأطفال وذويهم وبدأوا يدرسون ويبدعون بمتعة كبيرة في اللوحات التي يرسمونها"، على حد تعبيرها.

وتوضح إيناس أنه صار لدى الأطفال الذين يزورون مركزها شغف بالحرف العربي، خصوصًا وأنهم في البداية تصوروا أنها تصاميم وليست حروفًا، وبعد إدراكهم للأمر كان أول ما يطلبونه هو كتابة أسمائهم، وفيما يذهب آخرون إلى حد طلب وشمه على جسد والديهم، خصص بعض الأهالي زاوية في بيوتهم علقوا فيها لوحات أطفالهم التي عليها أسماؤهم بالحروف العربية.

من جهتهم يتعلم الأطفال الكنديون المسلمون كتابة الآيات القرآنية وعمل لوحات منها، ونظرًا لقدسية الآيات القرآنية يعلَّم الأطفال الكنديون المسلمون رسم الآيات وهناك إقبالٌ كبير من طرفهم على هذا النوع من اللوحات، يذكر أن عمر المركز لا يتجاوز سنة واحدة، إلا أن عدد الأطفال المسجلين فيه يصل إلى 400 طفل، يستفيدون من فنون الرسم والفن العربي، ولا تتجاوز الطاقة الاستيعابية للمركز أكثر من 15 طفلاً للصف الواحد، وهو ما يجعل هناك لائحة انتظار تضم عشرات الأطفال الذين ينتظرون دورهم للانضمام إلى الدورات.

 لمست الفنانة إيناس جواد شغفًا لدى الكنديين بالتعرف على الثقافة العربية، فقد شاركت في أحد المعارض بلوحة حملت أسماء الله الحسنى وقد أعجب بها الكنديون كثيرًا، وتحكي الفنانة كيف سأل الكنديون باهتمام كبير "هل لدينا 99 إلهاً؟"، قبل أن تشرح لهم أن كلها أسماء الله وكان الأمر بالنسبة لهم غريبًا.

لا ينظر المجتمع الكندي إلى الدين أو العرق بعنصرية، إذ يتعايش في المركز أطفال من مختلف الأديان والأصول، وتضيف إيناس "ونحن لا نسأل عن دين الأطفال، ولكن نعرف أن لدينا أطفالاً مسلمين وغير مسلمين بعضهم من أصول عربية أو لاتينية وآسيوية، ونقبل كل الأطفال دون تفرقة من عمر الـ4 إلى الـ12".

وبدأ المجتمع الكندي وخصوصًا سكان هاليفاكس يحبون الفن والثقافة العربيين، وذاع صيت إيناس جواد بشكلٍ كبير، الأمر كان بالنسبة لها تكليفًا حتى صار ذلك عبئًا عليها، على حد وصفها، وتضيف "في أي معرض أشارك فيه يقولون هذه هي الفنانة التي قدمت من الشرق الأوسط وبالتحديد من العراق".

وتقول السيدة جيرتي تيلر، لـ"هافينغتون بوست عربي"، وهي والدة الطفلة ليلي إحدى أطفال المركز، إنها كانت تبحث عن برنامج صيفي فيه مهارات وتقنيات تحبها ابنتها، ولأنها محبة للرسم والفنون اختارت هذا البرنامج، مؤكدة أن ابنتها اكتسبت مهارات فنية متعددة في مجال الرسم خاصة الرسم على الزجاج.

وعبّرت السيدة الكندية في حديثها عن إعجابها بالحرف العربي ما جعلها تتعلم كتابة اسمها باللغة العربية، حتى أنها رسمت لوحة كتبت عليها اسمها باللغة العربية، وأضافت أنها معجبة بكل شيء تعلمته خاصة تعلمها بعض المعلومات عن الثقافات الأخرى بما أن المجتمع الكندي اليوم هو مجتمع متعدد الثقافات يعترف بكل الثقافات الأخرى، تقول المتحدثة.

 وقالت الطفلة ليلي تيلر ذات الـ8 أعوام إنها مستمتعة بهذا البرنامج وقد تعلمت الكثير، مضيفة أنها تحب الحروف العربية وأكثرها اللام والياء، لأنها حروف اسمها معبرة عن سعادتها بكتابة اسمها بالعربية، وتعتبر فاطمة الزعابي، وهي طفلة عراقية كندية، أن أجمل ما تعلمته هو الرسم على الزجاج والصبر والتحكم في يديها خلال الرسم إضافة الى معلومات مختلفة عن الثقافة العربية وخاصة العراقية، وتختم الطفلة فاطمة حديثها لـ"هافينغتون بوست عربي" أن أجمل ما تعلمته هو رسم أسماء الله الحسنى.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به فنانة عراقية تُعلِّم الكنديين قواعد الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya