مخاوف فلسطينية إزاء التقارب الإسرائيلي التركي عقب الاعتذار عن مجزرة مرمرة
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

تل أبيب تزعم أن أنقرة قدمت تنازلات خلال مفاوضات مغلقة بوساطة أميركية

مخاوف فلسطينية إزاء التقارب الإسرائيلي التركي عقب الاعتذار عن مجزرة "مرمرة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مخاوف فلسطينية إزاء التقارب الإسرائيلي التركي عقب الاعتذار عن مجزرة

صورة من الأرشيف لمجزرة "مرمرة
غزة ـ محمد حبيب

لا تزال ردود الأفعال تتوالى بشأن التقارب التركي الإسرائيلي، عقب تقديم الاحتلال اعتذاره رسميًا إلى حكومة أنقرة على مجزرة السفينة "مرمرة " في بحر غزة، وسط مخاوف فلسطينية حيال التقارب التركي الإسرائيلي بعد تسوية الخلاف بين الطرفين، والتي فتحت الباب على مصراعيه للكثير من التساؤلات، عن الدور التركي المرتقب الذي أصبح له في غزة موطئ قدم ودم. وقد انتهت زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، إلى المنطقة، لكن تفاعلاتها السياسية لم تنتهي بعد، فالزيارة التي لم تحمل للفلسطينيين أي نتائج سياسية على صعيد التسوية، حصدت تل أبيب نتائجها النهائية، وأبرزها استعادة العلاقة مع تركيا مجددًا، بعد قطيعة لم تدم طويلاً، على خلفية حادثة سفينة "مرمره" في العام 2010، والتي ذهب ضحيتها عدد من النشطاء الأتراك، فيما كانت غزة حاضرة في "الاعتذار اللفظي" الإسرائيلي، كشرط تركي لاستعادة العلاقة بين الجانبين، لكنها لم تجنِ مكاسب هذه العلاقة بعد، ولن تجنيها، بل استبقت تل أبيب هذا الاعتذار، بتشديد الحصار، وإغلاق المعابر، وتقليص مساحة الصيد في بحر غزة من 6 أميال إلى 3 أميال بحرية، وذلك حسبما أكد محللون. وتابع الشارع الغزي الحدث باهتمام، وانقسم على نفسه، وتباينت المواقف والآراء بشأن طبيعة العلاقة التركية الإسرائيلية الجديدة، فهناك من أعرب عن مخاوفه من هذه العلاقة، مؤكدًا أن إسرائيل هي المستفيد، وآخرون اعتبروا أن العلاقة بين اسرائيل وتركيا أكبر من غزة، فيما رأى البعض أن تركيا انتصرت ونجحت في فرض شروطها على تل أبيب وإذلالها، وما تمخض عنها من نتائج غير ملموسة حتى الآن على صعيد القطاع، وبخاصة بعد إعلان تل أبيب تقديم تسهيلات على المعابر مع غزة بشرط الهدوء الأمني . فقد أعرب المواطن الغزي، ماهر عبيد، عن مخاوفه من هذه التقارب الذي لم ينتهي أصلاً، وإن شهد توترًا في العلاقة بين الجانبين، مؤكدًا أن "هذه العلاقة تأتي في إطار التحالف التركي الإسرائيلي على سورية وإيران"، لافتًا إلى شكوكه من إمكان التزام إسرائيل، بما تم الإعلان عنه من تقديم تسهيلات لقطاع غزة، معتبرًا أن "هذا الإعلان كان محاولة فقط لإرضاء الطرف التركي، وأن الأوضاع في غزة لن تشهد أي تحسن" . وانعكس هذا التباين، على الفصائل الفلسطينية أيضًا، التي اختلفت هي الأخرى في تقديراتها السياسية لطبيعة هذا الاعتذار، وما يحمل في طياته من مخاطر سياسية ستترك أثارها على المنطقة برمتها، حيث أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد البطش، أن "الاعتذار الإسرائيلي لتركيا، هو اعتذار وهمي ولفظي، وجاء بضغط وإلحاح من الرئيس الأميركي باراك أوباما على إسرائيل، لهدف لفك العزلة عنها، وأن الاعتذار يهدف لتجديد التعاون الأمني والسياسي والعسكري مع تركيا من جهة, ولمنع تركيا من الذهاب أكثر من اللازم في علاقاتها مع البعد الإسلامي (إيران والبعد العربي مصر)". وهنأت حركة "حماس"، في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه، تركيا قيادةً وشعبًا، على "هذا الانتصار والإنجاز الكبير، ونجاحها في فرض شروطها على الاحتلال، وإرغامه على الرضوخ والإذعان"، مشيرةً إلى أن "هذا الاعتذار، هو من المرات القليلة التي يضطر فيها الاحتلال للاعتذار عن جريمته". واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، أن إعلان إسرائيل الاعتذار لتركيا على ارتكاب مجزرة مرمرة، هو "هدية قدمها نتنياهو إلى أوباما، ليقوي موقفه أمام الإعلام"، مؤكدًا أنه "لم يكن هناك أي دور لأوباما، في إحراز هذا التطور في ملف الخلاف بين تركيا وإسرائيل، وأن المفاوضات بين تركيا وإسرائيل ليست جديدة لإصلاح العلاقات، بل إن الملف تحرك بقوة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وبالتحديد بعد العدوان الأخير على غزة، حيث كان لتركيا دور في مفاوضات وقف العدوان وإعلان اتفاق التهدئة". وقال مراسل إذاعة الجيش للشؤون السياسية، إليل شاحر، "إن إسرائيل تتجنب المواجهة والصدام المباشر مع تركيا، في الوقت الذي يقوم به رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان، بالتأكيد أن بلاده انتصرت وأرغمت إسرائيل على الاعتذار، وتحقيق المطالب التركية كافة، وأن بلاده تضع شروطًا لإعادة العلاقات، وبمرور ثلاث أيام على الاعتذار، لا تزال أبخرة الجمود تتصاعد، بشكل يذكرنا ربما بنهاية جولة قتال، وفي القيادة السياسية في أنقرة لا تزال تكرر الدعاوى، على أنهم حصلوا على مرادهم من إسرائيل، وأن الأخيرة خضعت". وأضاف المراسل، نقلاً عن جهات سياسية إسرائيلية ادعائها، خلال جلسات مغلقة، أن "تركيا قدمت تنازلات ليست بالقليلة أثناء المفاوضات، التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة، لإصلاح العلاقات بين الجانبين، ومع هذا تؤكد هذه الجهات أهمية إنهاء الأزمة في هذا التوقيت، بسبب الأوضاع المعقدة في سورية". وانعقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر "الكابنيت"، الأحد، وضم عددًا من وزراء الحكومة الإسرائيلية المشكلة حديثًا برئاسة بنيامين نتنياهو، وتم اطلاعهم على تقارير استخبارية بشأن الوضع في سورية، والمواجهات في الضفة الغربية، وعن الجدول الزمني لمضي إيران قدمًا نحو امتلاك قنبلة نووية. وقال أردوغان في تصريح له، الأحد، "يجب أن تلتزم إسرائيل بتعهداتها قبل إعادة السفير التركي إلى تل أبيب، والقيادة في تل أبيب وأخرون دومً ما كانوا يقولون لنا: ليس لديكم ما يمكن أن تحصلوا عليه منا، وما الذي حدث من خلال المحادثة الهاتفية، قامت إسرائيل بخطوة، وفي حال نفذت إسرائيل الشروط المطلوبة حينها يمكن إعادة العلاقات". ورأى مستشار الامن القومي الإسرائيلي، يعقوب عميدرور، أن "الوضع في سورية كان السبب الرئيسي لاعتذار إسرائيل لتركيا عن حادث السفينة (مرمرة)"، مضيفًا "الشرق الأوسط تغير بيننا وبين تركيا، فهي دولة لديها مخزونات من المواد الكيميائية التي قد تقع في أيدي معادية، وتركيا لديها مصلحة في منع ذلك من الحدوث، وكذلك إسرائيل"، مضيفًا أن "مكالمة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الهاتفية مع أردوغان، لم تكن نتيجة ضغوط أميركية، ولقد كانت فكرتنا، وذهبنا إلى الأميركيين، وقد ساعدونا في إنجاز هذه المبادرة، فوساطة الولايات المتحدة ساعدتنا بالتأكيد في إنهاء القطيعة". وبشأن التصريحات التركية المعادية، التي أطلقها أردوغان خلال الأعوام الماضية، أضاف عميدور، "لا أعتقد أنه سيستمر في مهاجمة إسرائيل، وإذا كان راغبًا في مواصلة مهاجمتها، وإن إسرائيل ستطالب بإلغاء الدعاوى القضائية ضد جنودها، وستقوم بتعيين سفير لها في أنقرة"، موضحًا أن "عودة العلاقات مع تركيا، ستعطي إسرائيل مجالاً للتحرك ضد التهديدات الآتية من سورية، وستفقد الأتراك رغبتهم في إلحاق الضرر بالعلاقة بين إسرائيل وحلف (الناتو

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف فلسطينية إزاء التقارب الإسرائيلي التركي عقب الاعتذار عن مجزرة مرمرة مخاوف فلسطينية إزاء التقارب الإسرائيلي التركي عقب الاعتذار عن مجزرة مرمرة



GMT 17:17 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

حارس الرئيس التركي متورط ومطلوب لدى السلطات الأمريكية

GMT 16:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا

GMT 15:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال 6 أشهر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:06 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تحذير من استخدام الخلطات العشبية

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الطفولة العربية والمستقبل

GMT 03:46 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قاتيس يؤكّد أهمية مشروع الربط الملاحي"فيكتوريا- المتوسط"

GMT 18:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة أثرية تعثر على تمثال مصري في معبد "أرمنت"

GMT 22:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دراج ناظوري يحرز لقب "بطل المغرب" في وجدة

GMT 04:10 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد المجرد يكشف تفاصيل حياته في السجن للمرة الأولى

GMT 19:18 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

نجم برشلونة السابق يهدد «حظوظ تريزيجيه» في أستون فيلا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya