موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق

موقع أثري
بغداد ـ المغرب اليوم

يولي علماء الآثار اهتماما كبيرا بموقع رانيه الأثري في شمال العراق، ولم تفارقه الفرق العاملة فيه رغم كل المخاطر التي أحدقت بالمنطقة في السنوات السابقة..أما اليوم فقد تُرك خاويا، بعدما غادره الأثريون خوفا من تبعات قرار بغداد حظر الرحلات الجوية إلى كردستان العراق.

يجول اسماعيل نور الدين البالغ من العمر 62 عاما في هذا الموقع الذي كان على ما يبدو معبدا قبل ألفي عام، ويقول "هنا عثرنا على تمثال للإسكندر الكبير"، مشيرا إلى الأرض بيده.

قبل أسبوع، كان ضجيج الآلات وأصوات العلماء المتحمسين للعثور على كنوز تاريخية، يملأ المكان. أما اليوم فيسود فيه صمت الحجارة والصخور.

فبعد الاستفتاء الذي نظّم على استقلال كردستان  في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر، حظرت الحكومة المركزية في بغداد الرحلات الدولية من هذا الإقليم وإليه.

إثر ذلك، فضّل علماء الآثار الأجانب مغادرة الإقليم على وجه السرعة خوفا من أن يعلقوا فيه.

ويقول رزكار قادر بوسكيني وهو طالب في الآثار في الحادية والعشرين من العمر وعضو في فرق التنقيب في موقع مجاور "إنها المرة الأولى التي يغادر فيها باحثون أجانب، حتى مع اقتراب داعش لم يغادروا بل ظلّوا هنا".

وجاءت هذه المستجدات السياسية في الوقت الذي كانت تستعد فيه الفرق لسبر أسرار تاريخية في هذه المنطقة الجبلية المحاذية لإيران.

وبانتظار أن تحدث تغيّرات إيجابية جديدة تعيد أفواج علماء الآثار إلى كردستان، يتولى اسماعيل نور الدين حراسة هذا الموقع في مدينته رانيه.

وهذا الرجل العصامي الذي تعلّم بنفسه، هو صاحب الفضل في اكتشاف موقع "قلعة دربند"، وهي مدينة قديمة ممتدة على ستين هكتارا، يرجّح أن تكون أنشئت قبل ألفين و300 سنة على يد الإسكندر المقدوني.

 

- طرقات العالم القديم -

ويقول نور الدين "في الربيع، عثر على تمثالين، لرجل وامرأة، واحد يشبه أفروديت إلهة الجمال عند اليونان، والثاني ألكسندر الكبير".

في القرن الثالث قبل الميلاد شهدت المنطقة الحدودية بين ما يشكل اليوم كردستان العراق وتركيا واحدة من أشهر معارك التاريخ القديم، تواجه فيها جيش الاسكندر مع جيش داريوس الثالث الذي مني بهزيمة قاضية.

ويتطلّب الأمر سنوات عدة قبل أن يثبت المتحف البريطاني، المسؤول عن أعمال التنقيب، نسبة هذه الآثار إلى الإسكندر، لكن هذا الموقع المجاور لبحيرة يشكّل في كل الأحوال اكتشافا كبيرا بحسب علماء الآثار.

وتقول جيسيكا جيرو مديرة البعثة الفرنسية العاملة في الموقع "إنها مدينة إستراتيجية، ربما كانت عاصمة إقليمية تقع على الطرقات التي تصل العالم ببعضه، من بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس إلى اليونان القديمة".

لم يتطلّب الأمر وقتا طويلا قبل أن تدرك جيرو، فيما كانت برفقة نور الدين في العام 2013، أن الموقع ذو أهمية كبيرة، بسوره الذي يطل على النهر وصولا إلى الجبال المجاورة، حيث عثر أيضا على آثار أخرى.

 

- صور لوكالة الاستخبارات الأميركية -

 سهّلت صور التقطها أقمار اصطناعية للتجسس تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية أعمال التنقيب في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة تولي أهمية لمراقبة هذه المنطقة الفاصلة بين مناطق حلفائها ومناطق نفوذ المعسكر الشرقي.

أظهرت هذه الصور التي التقطت في شباط/فبراير من العام 1967 واطّلعت عليها وكالة فرانس برس آثارا للسور، وطرقات قديمة، وما يبدو أنه قلعة ومعبد.

وتقول جيرو "الآن، نستخدم هذه الصور في كل أعمالنا، بفضل هذه الصور ازدادت سرعة أعمال التنقيب خمسة أضعاف، ووتيرة اكتشاف المواقع الأثرية ستة أضعاف".

تمكّنت البعثة الأثرية المشتركة بين فرنسا والعراق من تحديد 354 موقعا أثريا في المنطقة.

ويفسّر برزان اسماعيل مدير جهاز الآثر هذا الاكتظاظ بأربعة عوامل.

ويقول "هناك كهوف كثيرة، كانت تتيح للإنسان في القِدم أن يستخدمها كمخابئ، وهناك عامل آخر هو خصوبة الأراضي، والغنى بالماء، إضافة لكون المنطقة واقعة بين الشرق والغرب".

بدأت بعثة المتحف البريطاني عملها في خريف العام 2016، ومن المقرر أن تنتهي في العام 2020، ويؤمل أن تخرج بإجابات حول تاريخ هذه المنطقة الواقعة على تقاطع طرق الحضارات القديمة.

لكن الموقع الآن يخلو من أي حركة، سوى من اسماعيل ورزكار، يجلسان مع صياد يشرب الشاي في ظل شاحنته.

ويقول رزكار "في حال استمرّ تعليق الرحلات الجوية، أخشى أن يؤثر ذلك على عملنا".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya