فتاة القطار
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

فتاة القطار

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فتاة القطار

ريما شهاب
بقلم : ريما شهاب

في رحلتي نحو المجهول، ولا غرابة بذلك فجميعنا لا ندرك أن القدر الذي نرمي عليه حلم الخلاص من اثقال الحاضر أو الماضي ليس سوى ما تبقى لنا من عمر مجهول الملامح، وغموضه هو ما يجعلنا نحيا على أمل أنه قد يحقق لنا في المستقبل بعض الأمور التي لم ننجح في تحقيقها سابقاً ويعطينا القدرة على الصمود والمثابرة على أمل تحقيقها. تلك الأهداف التي نطمح لها او المشاعر التي لم يسبق أن شعرنا بها.
وخلال سيري نحو مصيري صادفت في طريقي فتاة صغيرة تقف عند كل عصرٍ تنتظر القطار. وما أن يصل، تسرع هاربة غير مهتمة بنظرات الناس التي تنهشها من الفضول في محاولة اكتشاف لغز فتاة الانتظار والهروب.
وأنا مثلهم، لدي حب الوصول إلى الحقيقة أو نوع من حب الاكتشاف، اسئلة كثيرة كانت تدور في رأسي: ما هو سر هذه الفتاة؟ ولما تنتظر القطار؟
في اليوم التالي، عدت إلى نفس المكان، انتظرتها وإذ بها تصل مسرعة      وكأنها خائفة من أن يفوتها موعد وصول القطار.
وما أن وصل حتى أسرعت الخطوات مبتعدة ولاذت بالفرار. لحقت بها، وفجأة رأيتها تدخل من باب مقبرة قريبة وترمي بجسدها الهزيل باكية على قبر.
 اقتربت منها وأمسكت بكتفها فنظرت إلي، أنا الغريبة الفضولية وأخذت تكلمني بصوت متقطع عن مزايا والدها الراحل. قالت إنها تنتظر يومياً موعد عودته بالقطار لكن حين يصل خالياً تفرّ هاربة.
 عانقتها ثم أمسكت بيدها وأخذتها حيث موقف القطار وقلت لها أنظري كمّ الأشخاص الذين يصعدون وينزلون يومياً من هذا القطار، رغم ذلك نحن لا نراهم ولا يتركون أثراً لكن ذلك لا ينفي حقيقة أنهم احياء. أما الآن أغمضي عينيك وحاولي أن تشعري بخطى والدك المتجهة نحونا، الأحباب يا صغيرتي لا يغيبون هم يستوطنون قلوبنا وأرواحنا يخلدون فيها إلى الأبد. موتهم ليس سوى انعدام رؤية وقد تكون عملية سطو للقلب على العين سالبة منها حاسة النظر.
وأكثر ما افرحني أن بعد أيام عدت إلى المحطة لأجد فتاتي، فتاة القطار واقفة أمام طيف والدها مبتسمة واثقة.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة القطار فتاة القطار



GMT 14:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 06:53 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

الكشف عن سيارة مرسيدس بنز "فيتو 119سبورت كرو"

GMT 07:48 2017 الإثنين ,31 تموز / يوليو

بث فيلم "حب وخيانة" للمرة الأولى على الفضائيات

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري

GMT 08:20 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"سناب شات" تطلق ميزة جديدة لعرض المزيد من المعلومات

GMT 04:44 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

شيماء مصطفى تصدر مجموعتها "ديوان الورد"

GMT 14:16 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تييري هنري يسعى إلى ضم سيسك فابريغاس إلى موناكو

GMT 23:25 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على حقيقة إقالة مدير المستشفى العسكري في الرباط

GMT 03:23 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة تنجب طفلة دون علمها بأنها حامل في إسكتلندا

GMT 19:34 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل فيديو يُوثق شجار عنيفة بين أستاذ وتلميذة

GMT 09:28 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

ديكورات حمامات عصرية تشعركِ بالراحة والجمال
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya