تعرَّف على أهمّ ملامح حياة سيّد القرَّاء الشيخ محمد رفعت
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

تعرَّف على أهمّ ملامح حياة سيّد القرَّاء الشيخ محمد رفعت

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرَّف على أهمّ ملامح حياة سيّد القرَّاء الشيخ محمد رفعت

سيّد القرَّاء الشيخ محمد رفعت
القاهرة - المغرب اليوم

يُعدّ صوت سيد القراء الشيخ محمد رفعت من أعظم الأصوات التي قرأت آيات الذكر الحكيم في القرن الـ20، إذ استطاع بصوته العذب الخاشع أن يغزو القلوب والوجدان في قراءة عذبة خاشعة، عرف بأن صوته يشرح الآيات، ويجمع بين الخشوع وقوة التأثير، فكان أسلوبا فريدا في التلاوة.

نشأته
وُلد الشيخ محمد رفعت الإثنين 9 مايو/ أيار 1882 بحي المغربلين بالدرب الأحمر في القاهرة، وكان مبصرا حتى عمر سنتين، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة يرويها البعض بأن امرأة قابلته وقالت إنه "ابن ملوك.. عيناه تقولان ذلك"، وفي اليوم التالي استيقظ الطفل محمد رفعت وهو يصرخ من شدة الألم في عينيه، ولم يلبث أن فقد بصره.
ووهبه والده لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا في منطقة "درب الجماميز"، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل عمر الـ10.
وأدركت الوفاة والده مأمور قسم الخليفة فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته، فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه.
وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا، حتى عُيِّن وهو في الـ15 من عمره قارئًا ليوم الجمعة، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الـ30 عاما وفاء منه للمسجد الذي بدأ فيه.

حياته
لم يكتف الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب، ودراسة المقامات الموسيقية، ودرس موسيقى "بتهوفن"، و"موزارت"، و"فاجنر"، وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.
وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدا في الحياة، وعندما افتتحت الإذاعة المصرية في 31 مايو 1934 كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما؟ فجاءت فتواهم بأنها حلال حلال، وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي.
وتنافست إذاعات العالم الكبرى مثل إذاعة برلين، ولندن، وباريس - أثناء الحرب العالمية الثانية - لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت، بهدف جذب عدد أكبر من المستمعين، إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء، وأبى أن يتكسَّب بالقرآن.

أخلاقه
امتاز الشيخ رفعت بأنه كان عفيفَ النَّفْس زاهدا في الحياة، وكأنه ولد لخدمة القرآن الكريم، وكانت مقولته "إِن سادِن القرآن لا يمكن أبدا أَن يُهان أَو يُدان" ضابِطَة لمسار حياته.
كما يتمتع بحس مرهف ومشاعر فياضة، ويهتز وجدانه في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان.
وعُرف عنه العطف والرحمة، فكان يجالس الفقراء والبسطاء، وكان منزله منتدى ثقافيا وأدبيا وفنيا.

وفاته
أصيب الشيخ محمد رفعت بأمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش، منها ضغط الدم والالتهاب الرئوي، وكلما تتحسن حالته يعاود القراءة، إلى أن أصابه مرض الفواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن، بل ومن الكلام أيضا، حيث تعرض في السنوات الـ8 الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، منع الصوت الملائكي النقي من الخروج.
ومنذ ذلك الوقت حرم الناس من صوته، إلا من خلال 3 شرائط كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه.
وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جمعت له، وفضل بيع بيته الذي كان يسكن فيه بحي البغالة في السيدة زينب وقطعة أرض أخرى، لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ أبو العنين شعيشع لدى الدسوقي أباظة وزير الأوقاف آنذاك، فقرر له معاشا شهريا.
وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت يوم الاثنين 9 مايو 1950، نفس التاريخ الذي ولد فيه، عن 68 عاما قضاها في رحاب القرآن الكريم.

قالوا عنه
الأديب محمد السيد المويلحي كتب عن الشيخ رفعت في مجلة الرسالة إنه "سيد قراء هذا الزمن، موسيقي بفطرته وطبيعته، يزجي إلى نفوسنا أَرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا".
وقال عنه الكاتب أنيس منصور "لا يزال المرحوم الشيخ محمد رفعت أَجمل الأصوات وأَروعها، وسر جمال وجلال صوته أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها".​

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرَّف على أهمّ ملامح حياة سيّد القرَّاء الشيخ محمد رفعت تعرَّف على أهمّ ملامح حياة سيّد القرَّاء الشيخ محمد رفعت



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:21 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

زيزي العقيلي تستخدم قماش "الموريه" في أزياء الخريف

GMT 08:24 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب المهن التمثيلية يحسم "حالة عادل إمام" بدعاء

GMT 07:22 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارات هيونداي وكيا تتصدران المبيعات الألمانية

GMT 17:28 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

على عشقي يؤكد أن سلاحف منطقة الباحة الأندر عالميًا

GMT 03:06 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

رشيد منزر يستعد لعرض 25 لوحة في معرضه الجديد

GMT 00:14 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يُطلق أول قمر صناعي في 8 تشرين الثاني المقبل

GMT 01:35 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

شهر العسل في السويد قمة السعادة في بلد الأحلام

GMT 14:56 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

واتسون تفوز بلقب أجمل قدمين في العالم

GMT 20:22 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

مشعوذ مغربي يوهم النساء بقدرته على طرد الجن بواسطة "الجنس"

GMT 17:33 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسطول سيارات "الفرعون" محمد صلاح

GMT 06:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الأميرة يوجيني تُفاجئ الجميع بفستان "بيتر بيلوتو"

GMT 10:20 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الجديد "V40 ThinQ"

GMT 13:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

مقتل أب غرقًا بسبب الفيضانات ضواحي مدينة مراكش

GMT 18:28 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

معهد ألماني يؤكد ان هناك 1.21 مليون وظيفة

GMT 06:25 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

سعر هاتف هواوي "Honor 10 GT" الجديد
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya