انشاء جمعية الحمير في لبنان لتوعية الشعب اللبناني
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

انشاء "جمعية الحمير في لبنان" لتوعية الشعب اللبناني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انشاء

«جمعية الحمير في لبنان»
بيروت - المغرب اليوم

الحمار هو أقدم صديق للإنسان ولا ينافسه في هذه الصداقة المتينة إلا الكلب، إذ كان منذ القدم رفيقه ومساعده الشخصي والحمّال الذي يعمل طوال اليوم ولا يحصل إلا على «أجر زهيد». وكثيراً ما يُنعت الشخص بأنه حمار إذا تصرّف بحماقة أو بقلّة معرفة، وهذا ما يرى مؤسس «جمعية الحمير في لبنان» أنه ينطبق على اللبنانيين بغالبيتهم. فهذا الشعب تفوّق على الحمار في صبره وقدرته على تحمل «زعمائه» الذين يسرقونه ويتصرفون معه بكل الأساليب الديكتاتورية وهو لا يحرّك ساكناً، بل يعود وينتخبهم لولايات حكم جديدة.

هذه الجمعية ليست الأولى من نوعها، بل أسّسها في مصر عام 1930 الفنان ذكي طليمات ودخل عضويتها ممثلون وفنانون وكتاب مصريون بسبب إغلاق معهد الفنون المسرحية بقرار من الاحتلال البريطاني، لكنها أغلقت وأعيد افتتاحها عام 2004 بهدف مختلف تماماً وهو رعاية الحمير وحقوقهم. وهناك أيضاً «جمعية للحمير» في فلسطين والأردن والعراق، وكل واحدة منها هدفها مختلف عن الآخر. أما في لبنان فأسس المخرج المسرحي علي الزين هذه الجمعية التي أصبحت تضمّ حتى الآن 100 عضو، بهدف نشر الوعي السياسي بين اللبنانيين الذين طال سكوتهم على الهدر والسرقة العلنية للأموال والحقوق، وبعدما ضاق الزين ذرعاً بالولاء المطلق الذي يمحضه الناس زعماءهم. في هذه الجمعية، يحصل المبتدئ على لقب «حمار كبير»، ويتدرّّج في الرتب ليحصل على لقب «جحّوش» (أي حمار صغير)، وتكون قمّة الرتب أن يحصل العضو على رتبة «أنسون» (أي إنسان صغير، أو مشروع إنسان)، وتكون معمودية هذا «الأنسون» ليصبح إنساناً فعلياً عندما يبدأ يغضب وينظّم غضبه في سبيل الحرية.

الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد الذي يعاني أزماتٍ لا متناهية، فرضت أخيراً على اللبنانيين أن يقفوا بوجه زعمائهم الذين طفح الكيل منهم ومن وجوههم التي لم تتغيّّّر على مدى عقود، ومن سرقاتهم التي أغرقت البلد في ديون قاربت السبعين بليون دولار. فثاروا على هذه الأوضاع ومسبباتها ظنّاً منهم أنهم سيتمكّنون من تغيير وإن جزء بسيط من هذا الوضع الرديء. لكن ربما فات الوقت على هذه الثورة والحراك الشعبي الذي قرّر أن يتخلّص من الطقم السياسي المنتهي الصلاحية، لأن الفساد قد تجذّر في الأرض وفي النفوس، وأصبح الشعب مقسوماً بين الذين يصرّون على التبعية السياسية وينقادون للفساد المستشري وبين الذين استفاقوا أخيراً وأدركوا أن هذا الوضع غير مقبول. وتأتي «جمعية الحمير في لبنان» لتضيء على سكوت هذا الشعب «العنيد» الذي قبل بالـ «العتالة» وبإرضائه بالقليل من الشعير والماء. ولربما يجدر بنا أن نلتفت إلى أمر مهمّ، وهو أنه لا يمكن إرغام الحمار على فعل شيء ضدّ إرادته ولا يمكن تهديده، كما أن لديه ثقة تامة بصاحبه، وإلا لن يخدمه وسيستعمل عناده كي لا يرغم على خدمة شخص لا يريده ولا يثق به. والحمار ليس غبياً كما هو شائع، فلديه من الفطنة ما يكفيه للبقاء والصمود بين البهائم الأخرى.

وفيما تستعمله الشعوب العربية للتحقير، يتّخذه الحزب الديموقراطي الأميركي شعاراً له للدلالة على العناد والصبر والحكمة. وفي أوروبا، خصوصاً في بريطانيا، يحظى الحمار بحقوقه الكاملة وبـ «مكافأة» عادلة تتماشى مع طبيعة عمله المتعبة، كما يعتبر من الحيوانات القليلة التي يسمح لها بالتنقل بحرية في المتنزّهات. وقد ظهر الحمار في أفلام كثيرة أبرزها فيلم «شريك» الذي أدى دور الحمار المخلص والذكيّ فيه، الممثل إيدي مورفي.

ختاماً، نذكّر بأن «جمعية الحمير في لبنان» هدفها توعية الناس وجعلهم يغضبون بطريقة إيجابية ليحسّنوا بلدهم ويستعيدوا حقوقهم ليعيشوا في ما تبقى من البقعة الخضراء في ظروف تليق بهذا الشعب المعذّب.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انشاء جمعية الحمير في لبنان لتوعية الشعب اللبناني انشاء جمعية الحمير في لبنان لتوعية الشعب اللبناني



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya