أنطولوجيا الشعراء عندما تغني شهرياد بحنجرة غوته
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أنطولوجيا الشعراء عندما تغني "شهرياد" بحنجرة غوته

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أنطولوجيا الشعراء عندما تغني

أنطولوجيا الشعراء
برلين - د.ب.أ

لا تقتصر العلاقات بين الأمم الشعوب على المصالح السياسية أو المنافع الاقتصادية، إذ تلعب الثقافة دوراً رائداً في تخفيف حدة النظرة إلى الآخر وتضييق الفجوات، وهو ما تهدف إليه أنطولوجيا الشعراء اللبنانيين بالعربية والألمانية.
تتولى الإشراف على مشروع "أنطولوجيا الشعراء اللبنانيين باللغتين العربية والألمانية" جامعة بون في ألمانيا، بينما ترفده جمعية "شهرياد" في بيروت بالشعراء الموهوبين. ويقوم بترجمة القصائد، رئيسة قسم الدراسات العربيّة في معهد الدراسات الشرقيّة والآسيويّة في جامعة بون، البروفسورة داغمار غلاس، وأستاذ اللغة العربيّة والترجمة في القسم نفسه، الدكتور سرجون كرم، بينما يتم اختيار النصوص بمشورة من الشاعر نعيم تلحوق من وزارة الثقافة اللبنانيّة.
ولعل المنطلق الأساسي في اختيار لبنان ونماذج من شعر شبابه يعود إلى أنّ الصورة النمطيّة للعالم العربيّ في وسائل الإعلام الغربيّ مطبوعة بالعنف والإرهاب والمآسي، سيما أنّ لبنان عانى نفسه من حرب أهليّة وارتبط اسمه بصراعات وحروب، لذلك كان لا بد من تغيير هذه الصورة من خلال الشعر اللبناني، حيث يتمّ التعبير عن هذا الجوّ النفسي، شعريّاً، على أكثر من صعيد فرديّ، ويقوم الشعراء برسم مشاعر الوحدة والضياع واليأس والحبّ والحنين وإرادة المقاومة.
قراءات في بون
وفي هذا السياق، استضاف معهد الدراسات الشرقية في 21 أيار/مايو الحالي، في إطار اليوم الأكاديمي المفتوح الذي تقيمه جامعة بون، حفلاً لقراءة بعض قصائد شعراء الانطولوجيا اللبنانيّين باللغة العربيّة وبترجمتها الألمانيّة. وتمّ تقسيم النصوص إلى ثلاث مجموعات: اليأس والحبّ والأمل-المقاومة (ليس بمعناها السياسيّ) وهذه الترجمة تعرض للمرّة الأولى. قرأ القصائد البروفسورة غلاس والدكتور كرم والأستاذ زكريّا اليزيدي، بالإضافة إلى طلاب الماجستير العرب والألمان.
عن معايير اختيار الشعراء لهذا المشروع، يوضح الشاعر تلحوق لـ DWعربية، انه قد "تمَّ اختيار الشعراء وفق رؤية واحدة، أداتها، التنوّع والاختلاف بين البيئات والأعمار والمناطق والتلوينات اللبنانية على أنواعها، ثمّ فُتِح الباب للشباب اللبناني لأن يحظى بفرصة التواصل العالمي مع غيره من البيئات والأفكار، ويعطي الثقة للجادين في الكتابة أن يتفاعلوا مع حركة الحياة عبر نصوصهم التي تضعهم أمام مسؤولية البحث عن عناصر جديدة لكتابتهم".
يضيف تلحوق الذي يشرف على تنظيم مسابقات شعرية في المدارس اللبنانية، لدى وزارة الثقافة، "لقد استشعرت من خلال قراءاتي للشبان والشابات، وجلُّهم كتبتُ لهم مقدمات مجموعاتهم الشعرية، أن لكل واحد منهم نكهته الخاصة المتأتية من عالم مجنون لا ندركه، فكان التعاون مع معهد الدراسات الشرقية والآسيوية في جامعة بون، عبر تقديم نماذج لهم، ومعظمهم أصدر مجموعة أو اثنتين، فجاءت هذه التجربة لتجسد هذه الصورة".
وكامتداد لما يتم في بون من اهتمام بالشعر اللبناني، نشأت في بيروت جمعية "شهرياد" التي تضم عدداً من الشاعرات والشعراء، بينهم من تم اختياره وهم 12 شاعراً و8 شاعرات، ليكون ضمن الأنطولوجيا، وإسم شهرياد هو دمج لإسمي أبطال حكايات ألف ليلة وليلة شهريار وشهرزاد، ويعني في الوقت نفسه ذاكرة المدينة.
ذاكرة المدينة
عن ظروف تأسيس هذه الجمعية يتحدث صاحب ديوان "يرقص بوحاً"، قائلاً "أنا أؤمن بالعالمية التي تعني التعارف، لا العولمة التي تعني الاجتياح، ومن هذه الفكرة جاءت "شهرياد" لتسيَّل فكرة التنوع والاختلاف والفوارق العنصرية (والاجتماعية والمذهبية والمناطقية في أكثر من مكان)، وتجمع الشباب اللبناني عبر مجموعة من الشباب. كانت بذرتها الأنطولوجيا اللبنانية الألمانية ، لتأخذ دورها في المجتمع اللبناني بأسره وكل المناطق التي لا تعترف "السلطة الثقافية" بأهمية دورها على الصعيد المركزي، وهؤلاء ينصّبون أنفسهم ملوكاً على عرشها".
فـ"شهرياد" هي مجموع شهرزاد وشهريار، حسب تعبير تلحوق، والتي "تغني ذاكرة المدينة. هي مجموعة في هذه الكلمة الأنثى والذكر، اليمين واليسار والوسط، النص الأدبي بكامل التماساته، إلى الموسيقى والغناء والرسم في مقاهي المدن أو البلدات النائية، لنعيد للمدينة، (بمعناها المديني لا الآحادي)، ذاكرتها ورونقها الثقافي في مواجهة مركزية اللون الواحد والقرار الواحد والسلطة الواحدة واللغة الواحدة.
العائلة "الشهريادية"
الشاعر مكرم غصوب، هو أحد شعراء هذه المجموعة، إذ ستصبح قصائده مقروءة باللغة الألمانية، يتحدث غصوب عن قصته مع الأنطولوجيا قائلاً لـ DWعربية: "بعد أن عهدت جامعة بون إلى الشاعر نعيم تلحوق اختيار الشعراء اللبنانيين الذين ستترجم أعمالهم إلى اللغة الألمانية، والذي كعادته، محطماً القيود الطائفية والمناطقية والسياسية، متقمصاً نصوص الشعراء باحثاً عن الخيانة الإبداعية والجنون الخلاّق، اختار هذا الكبير باقة من الشعراء، وقرر ألاّ يكون تفاعل هؤلاء مجرّد تفاعل ورقي، فأنشأ الملتقى الثقافي التفاعلي "شهرياد"، ليكون عائلة هؤلاء الشعراء حيث روح الفريق أو الـ"نحن" تكون سرّ الحركة والحياة للمجموعة مع الإبقاء وتفعيل فرادة كل "انا" فيها".
يضيف صاحب ديوان "نشيد العدم"، أن "شغف بيروت إلى الثقافة والروح التي بعثها تلحوق في حياة "العائلة الشهريادية" جعلها تنمو وتكبر لتضمّ إليها عدداً أكبر من الشعراء الجدد والموسيقيين والرسامين وأهل الطرب، وتنتشر في كل المناطق اللبنانية وبعض الدول العربية، حيث تقيم شهرياد ليال ثقافية في بيروت والمناطق، في المقاهي حيث لا مراتب أو صفوف، يتبادل فيها الشعر شاعر وشاعرة في حوارية شعرية بين شهريار الشعر وشهرزاده ". ويلفت النظر إلى أن نشاط "شهرياد" توسع ليضمّ السينما في ليال تعرض فيها أفلام المخرجين اللبنانيين، حيث "يبقى هاجس شهرياد بعث نهضة ثقافية حباً وحقاً وخيراً وجمالاً".
أما الشاعرة زهرة مروة، فتعبّر لـ DWعربية، عن شعورها الجميل بأن تصبح قصائدها في متناول القارئ الألماني، قائلة: "بالإضافة إلى ذلك هذه الأنطولوجيا سيدرسها طلاب الدكتوراه في جامعة بون. وهذا الأمر أيضاً يشكل سعادة عارمة بالنسبة لي، لأن شعري سيدخل في ذاكرة الأجيال".
وعن الطابع السريالي لأشعارها، ترى صاحبة ديوان "الإقامة في التمهيد"، أن ذلك "سيلقى رواجاً عند رواد الحداثة من الشعراء الشبان الألمان. وشعري من نوع قصيدة النثر التي لا تلتزم بالقافية ولا بالأوزان العروضية للشعر العربي، شعري حر من كافة القيود التي كبلت القصيدة العربية الكلاسيكية، وهذه المسألة ستلقى اهتماماً عند الشباب الألمان المتذوق للشعر الحر الحديث سواء أكان عربياً أم أوروبيا أم عالم ثالثياً".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنطولوجيا الشعراء عندما تغني شهرياد بحنجرة غوته أنطولوجيا الشعراء عندما تغني شهرياد بحنجرة غوته



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya