جهود للحفاظ على لغة اباطرة الصين من الاندثار
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

جهود للحفاظ على لغة اباطرة الصين من الاندثار

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جهود للحفاظ على لغة اباطرة الصين من الاندثار

استاذ اللغة شي جونغوانغ في مدرسة في سانجيازي بالصين
سانجيازي ـ أ.ف.ب

 كانت الماندشو لغة اباطرة الصين على امتداد ثلاثة قرون الى حين سقط الحكم الامبراطوري اوائل القرن العشرين، لكن حفنة قليلة من الصينيين ما زالوا يفهمون هذه اللغة ويتكلمون بها، على غرار جي جينلو البالغ من العمر 71 عاما.

والماندشو شعب من مربي الماشية كانوا يعيشون في ما مضى قرب الحدود الصينية المنغولية، وقد وفدوا الى الصين في القرن السابع عشر، وارسوا حكم سلالة تشينغ على انقاض حكم اسرة مينغ التي حكمت البلاد بين العامين 1368 و1644.

واصبحت هذه اللغة هي السائدة في بكين، واعتمدت في الوثائق الرسمية للامبراطورية التي كانت واحدة من اكبر القوى في العالم آنذاك.

ولكن مع شيوع ثقافة جماعة هان العرقية، التي تشكل الغالبية في الصين، ذابت لغة الماندشو شيئا فشيئا، ولم يبق من الناطقين بها سوى تسعة اشخاص، من بينهم جي جينلو، يعيشون في قرية سنجيازي.

ويقول جي جينلو "نحن نتكلم اللغة الصينية حاليا، والا فان الشباب لن يفهموا ما نقول"، قبل ان يشرع في اغنية بتلك اللغة المندثرة الفها بنفسه وهو جالس في كوخ في حقل للذرة.

وتقول منظمة يونسكو ان لغة الماندشو "في وضع دقيق"، على غرار ستة الاف لغة توشك ان تختفي من العالم مع نهاية القرن الحالي.

ازاء ذلك، اتخذت اجراءات لاحياء هذه اللغة بين اقلية ماندشو التي يبلغ عدد افرادها عشرة ملايين شخص.

في المدرسة الابتدائية في القرية الواقعة في شمال شرق الصين، تعطى الدروس لهذه اللغة، وترتفع في ممراتها لافتات مكتوبة بها.

في احدى قاعات المدرسة، يجتهد طلاب صغار في ترديد حروف ابجدية ماندشو، ثم ينطقون بعض كلماتها.

يقوم على تدريس اللغة شي جوانغوانغ، وهو تعلمها من كبار السن في القرية، وسجل لهم مقاطع مصورة قبل ان يفارقوا الحياة.

واذا كان هذا الاستاذ يرتدي الزي التقليدي لشعبه القديم، باللونين الاحمر واللازوردي، الا انه لا يعقد آمالا كبيرة جدا على احياء ثقافته كما كانت.

ويقول "لم نعد نعرف شيئا عن خصوصيتنا كشعب، لا من حيث اللباس ولا من حيث الطعام..الشيء الاساسي الذي بقي لنا هو اللغة".

- احياء اللغة -

في عهد اسرة تشينغ، شهدت الصين توسعا في اراضيها، ثم عادت وانحسرت في القرن التاسع عشر تحت وطأة الحروب الاهلية والفساد وضغط القوى الاوروبية واليابان.

وتحت تأثير ثقافة الهان، تراجعت ثقافة الماندشو وابدلت لغتهم بلغة الماندارين.

وفي ظل التمييز الذي كان يعاني منه من ليسوا من شعب الماندشو، اندلعت ثورات عدة ادت في العام 1911 الى سقوط حكم اسرة تشينغ، وقيام الجمهورية.

تعرض الماندشو لردات فعل ممن كانوا تحت حكمهم، حتى ان مؤسس الجمهورية سون يات سن تعهد بدفع "هؤلاء الهمج الماندشو" الى الاراضي التي اتوا منها قبل قرون.

دفع ذلك الكثير من ابناء هذا الشعب الى اخفاء لغتهم، وفاقم من ذلك حكم ماوتسي تونغ الذي شن حملات للقضاء على الثقافات التقليدية والغريبة.

ويقول جي "في زمن الماوية، لم يكن احد يتكلم بهذه اللغة.. من كان يجرؤ على ذلك اصلا؟".

ومع موت ماوتسي تونغ في الثمانينات عادت الثقافات المحلية للاقليات العرقية لالتقاط انفاسها.

ويقول المؤرخ يانغ يوان المقيم في بكين، وهو نفسه من شهب الماندشو "عاد الشعور بالانتماء الى شعب الماندشو يظهر ويقوى".

وتعمل السلطات على تعزيز هذه الثقافة. فقد صارت اللغة مدرجة على قائمة اللغات المدرسة في عدد من الجامعات الصينية، وفي بعض المدن الكبرى تعقد حلقات لتعليم هذه اللغة للمهتمين.

اضافة الى ذلك، تدعم الحكومة مشروعا كبيرا يرمي الى ترجمة الوثائق المكتوبة في عهد اسرة تشينغ.

- "نتكلم الانكليزية بشكل افضل" -

لكن في قرية سانجيازي، ليس من السهل اعادة نشر هذه اللغة، فمعظم الشباب منهمكون بالانترنت، وطامحون الى مغادرة هذه القرية النائية.

يقول مارك اليوت استاذ التاريخ في جامعة هارفرد "هذه القرية مهمة جدا، انها آخر مكان تستخدم فيه هذه اللغة، وان لم تبذل جهود لجعلها لغة مستخدمة في الحياة اليومية فانا أشك في ان تكلل الجهود الرامية لاحيائها بالنجاح".

على باب احدى المدارس، يودع التلاميذ بعضهم بعبارات من لغة الماندشو، لكن احدهم سرعان ما يقر قائلا "بصراحة، نحن نتكلم الانكليزية افضل".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جهود للحفاظ على لغة اباطرة الصين من الاندثار جهود للحفاظ على لغة اباطرة الصين من الاندثار



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 18:00 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة لإنقاص وزنك قبل الحمل لمراعاة صحة جنينك

GMT 23:49 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الين الياباني الثلاثاء

GMT 12:56 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

تير شتيغن يدافع عن حارس بالماس بعد خماسية برشلونة

GMT 03:56 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

أفضل شواطئ خفيّة توفر الراحة والاسترخاء في أوروبا لعام 2016

GMT 00:52 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على خطــوات الاهتمام بالشعـر في فصـل الخريف

GMT 03:06 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

اضرار القهوة بالليمون صداع وارتفاع ضغط الدم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya