وزارة الثّقافة تواصل ترميم مبنى بريد المنامة التّابع لوزارة المواصلات

في تكاملٍ ما بين المنجز الثّقافيّ والتّراثي ّ، تواصل وزارة الثّقافة مشروع ترميم وإعادة تأهيل مبنى بريد المنامة (مبنى الجمارك سابقًا) بطلب من وزارة المواصلات، حيث تباشر أعمال التّرميم الحفاظيّ منذ أبريل الماضي، وذلك في تعاونٍ مع المواصلات التي تستعين بخبرة الثّقافة للإشراف على عمليّات استعادة جماليّات ذلك العمران واسترجاع هويّته وخصوصيّته. ويجسّد هذا التّعاون حرصًا عميقًا للحفاظ على نسيج العاصمة البحرينيّة المنامة، وحماية هويّتها وخصائصها عبر العمران التّراثيّ، والذي يجسّد مبنى بريد المنامة أحدها باعتباره الأقدم في تاريخ البريد.
يمثّل المبنى جزءًا من ذاكرة فرضة المنامة، وملمحًا عريقًا يوثّق لحقبة هامّة في تاريخ الاتّصالات والمواصلات في المنطقة، إذ كان المبنى الوحيد الشّاهد على المدخل البحريّ للعاصمة. ويأتي مشروع التّرميم تعزيزًا للأهميّة الكبيرة لساحة باب البحرين باعتبارها المركزيّة والنّموذجيّة داخل العاصمة المنامة، والتي بدأت إثر عمليّات التّرميم الحفاظيّة باستعادة دورها الإداريّ، الاقتصاديّ، السّياحيّ والمعيشيّ.
ويُعتَبر مبنى مكتب البريد أحد المباني التّاريخية الأقدم في منطقة باب البحرين، وقد شُيّد المبنى قبل إنشاء باب البحرين ليكون مبنى للجمارك التّابعة لميناء المنامة والذي كان يقع شمالي المبنى. وخلال فترة الثّمانينيّات تمّ إنشاء الهيكل الخارجيّ من الحديد والخرسانة ليغطّي واجهات المبنى، ممّا طغى على هويّته التّاريخية، فأصبح من الصّعب على المارّة توقّع أنّه الأقدم ممّا تبقّى من المباني التّاريخيّة في المنطقة.
لذا ومن خلال الدّور الحفاظيّ لوزارة الثّقافة وحرصها على التّراث العمرانيّ وتاريخ المكان، فإنّ أعمال التّرميم وإعادة التّأهيل تسعى لاستعادة الحالة الأصليّة للمبنى وطرازه العمرانيّ القديم، وذلك بهدف استرجاع هويّته التّاريخيّة، وانسجام المبنى مع المكوّنات المكانيّة الأخرى التي تنفرد بها مدينة المنامة القديمة. وستكون هنالك بعض الإضافات الحديثة التي تشكّل امتدادًا لهويّة عناصر المبنى وتندمج مع خصوصيّته، وذلك بهدف إعادة توظيف المبنى بصورة معاصرة وتفعيل دوره الإداريّ في المنطقة.
يُذكَر أنّ المبنى لا زال يحتفظ بالعديد من العناصر المعماريّة الأصيلة والتي كانت غير مرئيّة بسبب الهيئة الحديثة للمبنى، وإنّ أعمال التّرميم ستستعيد تلك المكوّنات وتُظهِر تفاصيل المبنى، كما ستهيّئه لدوره الوظيفيّ اللّاحق الذي سيحقّقه مع افتتاحه أواخر العام المقبل.