الحب والمرأة في ترجمان الروائح للشاعر عاطف عبد العزيز
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الحب والمرأة في "ترجمان الروائح" للشاعر عاطف عبد العزيز

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحب والمرأة في

"ترجمان الروائح"
برلين ـ دويتشة فيله

في ديوانه الجديد "ترجمان الروائح" يخلص الشاعر المصري عاطف عبد العزيز قصيدته من زوائد كانت فيما مضى تثقل القصيدة وترهق الشعر وتجعل الشاعر يبدو كائنا أعلى يمتلك اليقين والحكمة ويقبض على المعنى. لكن عبد العزيز يرسم مشاهد بطلها إنسان يسعى للبحث عن معنى ويؤرقه شك يستفز القارئ لإكمال المشاهد والتحاور معها حيث تسجل قصيدة "الخماسين" قول الشاعر:
"ولست في الأخير سوى الرجل الغريب
في البلد الغريب
حظي من الوقت تحنان
وتحناني فخ نصبته للوقت
كأنني المنسي في مدينة تركها نبيها
على حافة الخريف".
ويبدأ الديوان بقصيدة "مملكة الأشياء" وفيها تتوالى المشاهد عن روائح الأشياء والأماكن والناس والمهن في صيغة أمنيات لما يريد بطل القصيدة أن يكونه، فمرة يتمنى أن يصبح خبازا يكون الدفء من صميم مهنته وأحيانا يخطر له فتح دكان لبيع الحلوى لتلاميذ المدارس، ثم يحلم بأن يصبح راقصا في فرقة جوالة أو سقاء يجوب البيوت أو كاتبا للرسائل الغرامية أو جامع قمامة. وتمنحه المهنة الأخيرة فرصة ليكون "خازن أسرار" منطقة مطلة على النيل في القاهرة وتكون بقايا الأشياء أبوابا على المعرفة. وإذا سأله أحد عن حرفته، سيجيب:
"أنا الذي إذا مر بمكان يا خلق صار أجمل مما كان
أنا ترجمان الروائح
العاشق الذي يعرف أحوال محبوبته على البعد
من أشيائها المتروكة
يعرف: بمن حلمت البارحة
ماذا أكلت ومتى حاضت
وكيف أفرغت في الليل شهوتها."
ويتكون الديوان، الذي أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب، من 115 صفحة صغيرة القطع. ولعبد العزيز، الذي درس الفنون الجميلة، ثمانية دواوين أخرى صدرت خلال أكثر من 20 عاما ومنها "ذاكرة الظل" عام 1993 و"كائنات تتهيأ للنوم" عام 2001 و"الفجوة في شكلها الأخير" عام 2008 و"ما تنتظره لن يمر من هنا" عام 2011. ويتحاور الديوان مع شخصيات مصرية معروفة مثل الشاعر الراحل حلمي سالم، ففي قصيدة تحمل اسمه يخاطبه الشاعر "من خولك حق الإمامة هنا... من خولك حق تسريب النار تحت جلد الآمنين.."
وفي قصيدة "حاملة الجرار أو سالي زهران" يتقصى جانبا من أحوال سالي زهران التي قُتلت في الاحتجاجات الشعبية التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك في مطلع عام 2011. ولكن كتابة قصيدة عن شخصية شهيرة في حدث كبير تصيبه بالارتباك، إذ رآها:
"ممسكة بكوب الشاي
بينما شعرها الجعد يرسم هالة سوداء
على حائط المقهى...
عندما حذرني الناقد من فخ المباشرة.. نسيتها".
وفي وقت لاحق سوف يتجول في ميدان التحرير بحثا عن فتاة لها شعر سالي زهران ويمضي يوما ثم أيام وهو ينتظرها ويقول:
"نعم.. فتاتي تقيم هنا
وفي جيبي نص مرت ذات يوم بين سطوره
تحمل جرة لتسقي مدينة كانت تجرب نفسها
بعد أن مات الملك".
ويحيل عنوان قصيدة "رق الحبيب" إلى أغنية أم كلثوم الشهيرة والتي لحنها محمد القصبجي قبل 70 عاما. ولكن الإحالة بعد العنوان مباشرة خادعة، إذ تبدأ القصيدة بجملة تقريرية
"يونيو إذن أقسى الشهور
البخار معلق والقميص مفتوح
وبلادي العرقانة تتعثر في سربالها"
ويتداخل في فضاء القصيدة أماكن وروائح ويحضر أيضا الشاعر الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس (1899-1986) حيث تنتظر الفتاة-الحلم كتابا لبورخيس من بطل القصيدة الذي انشغل بهتافات الحرية في الميدان. وتنتهي القصيدة بقوله:
"أنتظر القاهرة التي لم تصح بعد من النوم.
أنتظر والهتافات في الهواء الطلق توزع نفسها بالعدل على العاشقين
معي كتاب وحزن وتميمة لم تق القلب مرة تصاريف النساء.
أنتظر وكلما ارتاب بصاص في وقفتي
ثم دار من حولي، قلت له: ما حيلتي إذا رق الحبيب وواعدني".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب والمرأة في ترجمان الروائح للشاعر عاطف عبد العزيز الحب والمرأة في ترجمان الروائح للشاعر عاطف عبد العزيز



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 18:00 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة لإنقاص وزنك قبل الحمل لمراعاة صحة جنينك

GMT 23:49 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الين الياباني الثلاثاء

GMT 12:56 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

تير شتيغن يدافع عن حارس بالماس بعد خماسية برشلونة

GMT 03:56 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

أفضل شواطئ خفيّة توفر الراحة والاسترخاء في أوروبا لعام 2016

GMT 00:52 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على خطــوات الاهتمام بالشعـر في فصـل الخريف

GMT 03:06 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

اضرار القهوة بالليمون صداع وارتفاع ضغط الدم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya