الإبداع النسوي بين ذات الكاتبة وصوت البطلة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الإبداع النسوي بين ذات الكاتبة وصوت البطلة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإبداع النسوي بين ذات الكاتبة وصوت البطلة

الإبداع النسوي بين ذات الكاتبة وصوت البطلة
دبي ـ المغرب اليوم

إلى أي مدى تتماهى شخصية الكاتبة الروائية مع شخصية البطلة في عملها الإبداعي؟ هو سؤال متشابك لأن الإجابة عنه، تنزاح نحو آلية نقل الأفكار والقناعات والمبادئ والتوجهات التي تهجس بها الكاتبة، وتقاطع ذلك كله مع شخصية البطلة وتحولاتها ضمن الحوار وحبكة الشخصيات .
الإشكالية في مثل هذا الطرح تنطوي على كثير من التكهن، لجهة تحولات الشخصية إيجاباً أو سلباً، وهو الأمر الذي يحيل القارئ إلى توقعات واستفهامات، قد لا تكون بالضرورة متناغمة مع شخصية الكاتبة التي تشتغل على عملها الأدبي في ضوء رؤيتها للشخصية، وفي ضوء إيمانها بضرورة نقل قناعاتها إلى مادة أدبية قابلة للنقاش، الفصل بين الكاتبة وبطلتها هو أمر دقيق للغاية، ذلك أنه يتعلق بقدرة الكاتبة على الفصل بين ما هو ذاتي، وما هو أدبي .
تعتقد الروائية أسماء الزرعوني أنّ البطلة في أعمالها الأدبية تتماهى نوعاً ما مع شخصيتها ككاتبة، وتضيف أنها كما في روايتها "شارع المحاكم" لم تكن شخصية واحدة، بل كانت أكثر من شخصية، وهذا جعلها تعيش بنوع من الصدق العاطفي والإحساس كل تحولات بطلتها في العمل المشار إليه، وهذا ينطبق على شخصية "سلوى" حيث تشكل "شارع المحاكم" وثيقة اجتماعية ونفسية لواقع الحياة في شارع بالاسم ذاته في الشارقة في ستينات القرن العشرين، سلوى كانت تمثل أحلام البنات وسعيهن للفوز بحياة سعيدة، وأيضاً كما هو حال "موزة" في إذعانها للواقع والزواج بقريبها، والسياق نفسه يتعلق ب"زهرة" التي تخلت عن خطيبها لأسباب اجتماعية .
بدورها أكدت الروائية سارة الجروان، أنه بينما تتكلم الكاتبة بلسان البطلة فهي ليست بالضرورة تنقل قناعاتها ومبادئها، ووجهات نظرها الشخصية، إذ إنها تتصدى لحياة البطلة من وجهة نظر معينة، تود طرحها كإشكالية أو حالة تركز على جوانب سلبية في مجتمعها، وذلك لا ينفي بالطبع قدرة الكاتبة على توجيه دفة خاتمة عملها الأدبي، في ضوء وجهة نظرها الخاصة جداً .
في السياق ذاته تعتقد الجروان أن صوت الكاتبة قد يتعدد في أكثر من بطلة واحدة، في العمل الواحد، أو في أعمال مختلفة، وإن صح ذلك فقد يرى البعض أن هذه الكاتبة مصابة بحالة من التشظي الفكري والإدراكي، لذا يتوجب على القارئ الفطن، كما تؤكد الجروان الإيمان بأن للكاتبة أكثر من صوت، وهو ليس بالضرورة تعبيراً ذاتياً، بقدر ما هو تعبير اجتماعي من خلال تركيبة نصية رصينة، تكشف أمزجة وطباع الشخصيات وميولهم المختلفة والمتناقضة في بعض الأحيان، ما يسمح للكاتبة بتقديم أطروحة فكرية، تسعى إلى تجاوز التناقضات والسلبيات في المجتمع .
من جهة أخرى، ترى الجروان أن الكاتبة غالباً ما تسعى إلى كتم صوتها الداخلي ومشاعرها، كي لا يفضح ذلك الشعور المحصن للكاتبة ذاتها، وكي تتمكن بالتالي ببراعة نصها من الفصل بين الحس الذاتي، والحس الأدبي بمقياس أشبه بشعرة معاوية
وقالت الروائية فتحية النمر: العلاقة بين الروائي وشخصياته علاقة وثيقة وعميقة في الوقت نفسه، وبالنسبة إلي ففي كل أعمالي البالغ عددها خمس روايات ، طبُعَ منها أربع، والخامسة في طريقها للنشر، أنا موجودة بشكل أو بآخر في الشخصيات كلها، وفي الشخصية المحورية بشكل أكثر .
ليس بالضرورة في الملامح الشديدة الخصوصية، التي أحاول أن أنحي منها نفسي ، لكن في الفكر والجوانب العقلية، أي في ما تحمله من هموم وتصورات ورؤى يظهر جلياً في الحوارات، وكذلك في الدوافع والأحلام والمخاوف والرغبات .
كل شخصياتي السابقة تحمل جزءاً مني، لا أقصد بشكل حصري، بمعنى لا وجود لآخرين غيري، لا ليس كذلك، فهناك وجود لأناس أعرفهم وأناس سمعت بهم وأناس تخيلتهم .
هذا الكلام معروف، وكل روائي يقوله، لكن السؤال هو لماذا؟ ثم هل يكون ذلك برغبة من الكاتب أم رغماً عنه؟
أعتقد أن هذا يعطي مصداقية للعمل، ويضفي عليه القيمة والحيوية ، فالذاتية وهي سمة كل العلوم والمعارف الإنسانية يصعب معها الفصل التام بين الذات والموضوع، على خلاف العلوم والمعارف العلمية البحتة .

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع النسوي بين ذات الكاتبة وصوت البطلة الإبداع النسوي بين ذات الكاتبة وصوت البطلة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 18:00 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة لإنقاص وزنك قبل الحمل لمراعاة صحة جنينك

GMT 23:49 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الين الياباني الثلاثاء

GMT 12:56 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

تير شتيغن يدافع عن حارس بالماس بعد خماسية برشلونة

GMT 03:56 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

أفضل شواطئ خفيّة توفر الراحة والاسترخاء في أوروبا لعام 2016

GMT 00:52 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على خطــوات الاهتمام بالشعـر في فصـل الخريف

GMT 03:06 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

اضرار القهوة بالليمون صداع وارتفاع ضغط الدم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya