الأميركية للعلوم تؤكد أن الاحتباس الحراري سبب للأزمة السورية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"الأميركية للعلوم" تؤكد أن الاحتباس الحراري سبب للأزمة السورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الاحتباس الحراري أحد أسباب الأزمة السورية
نيويورك ـ أ.ف.ب

اعتبر باحثون أمريكيون، أمس الإثنين، أن الجفاف القياسي، المرتبط بالتغير المناخي الذي ضرب القطاع الزراعي في سوريا بين 2007 و2010 قد يكون أسهم في اندلاع النزاع في هذا البلد في 2011.

وفي هذا السياق، يشير الباحثون إلى أن موجة الجفاف الأشد في تاريخ البلاد ضربت المنطقة الزراعية الرئيسية في شمال سوريا، ما أرغم المزارعين ومربي المواشي المفلسين على النزوح إلى المدن، حيث غذى الفقر وسوء إدارة الدولة السورية، مع تضافر عوامل أخرى، الحراك الاحتجاجي، الذي اندلع في ربيع 2011، بحسب تقارير صادرة عن الأكاديمية الأمريكية للعلوم. 

وقال عالم المناخ في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك، والمشارك في الدراسة، ريتشارد سيغر: "لا نقول إن الجفاف هو سبب الحرب، بل إنه يضاف إلى كل العوامل الأخرى، التي أسهمت في النزاع"، الذي أوقع ما لا يقل عن مئتي ألف قتيل ونزوح الملايين.

وأضاف أن "الاحتباس الحراري الحالي، الناجم عن نشاطات بشرية، أسهم على الأرجح في تفاقم موجة الجفاف في هذه المنطقة"، إذ اجتاح الجفاف المنطقة الممتدة من شمال سوريا إلى بعض أجزاء تركيا والعراق حيث بدأت الزراعة وتربية المواشي قبل نحو 12 ألف عام، وشهدت هذه المنطقة على الدوام تغيرات مناخية طبيعية. 

لكن هؤلاء العلماء أظهروا، استناداً إلى الأبحاث الموجودة وأعمالهم، أنه منذ 1900 سجلت هذه المنطقة ارتفاعاً في الحرارة تراوح بين درجة و1.2 درجة مئوية، وكذلك خفضاً للمتساقطات بنسبة تقارب 10%، وهذه الاتجاهات تتوافق فعلاً مع ما تظهره النماذج المعلوماتية حول تأثير النشاطات البشرية على ارتفاع حرارة الجو، وانبعاثات الغازات الدفيئة، ولا يمكن أن تنسب إلى التغير المناخي الطبيعي. 

وبرأي هؤلاء العلماء المختصين في المناخ، فإن عاملين رئيسيين ينتجان عن الاحتباس الحراري، إذ يبدو أنه أضعف بصورة غير مباشرة منظومة الرياح التي تحمل أمطار البحر المتوسط، ما يخفض معدل المتساقطات خلال موسم الأمطار، من نوفمبر(تشرين الثاني) إلى أبريل(نيسان). 

كما أن ارتفاع درجات الحرارة زاد تبخر رطوبة الأرض، خلال فصل الصيف الحار، وشهدت المنطقة موجات جفاف كبيرة في الخمسينيات والثمانينيات والتسعينيات، لكن موجة 2006-2010 كانت الأسوأ إلى حد كبير والأطول، وهي ظاهرة لا يمكن تفسيرها بدون الاحتباس الحراري، حسب معدي الدراسة.

ولفت الباحثون إلى أن وضع سوريا كان هشاً بسبب عوامل أخرى، مثل انفجار تعدادها السكاني، الذي ارتفع من أربعة ملايين في خمسينيات القرن الماضي إلى 22 مليوناً حالياً. 

إلى ذلك، فإن حفر الآبار بصورة غير مشروعة أدى إلى تراجع كبير في احتياطات المياه الجوفية، التي كان من الممكن أن تخفف من تبعات الجفاف الذي تسبب بتدهور الإنتاج الزراعي بنسبة تزيد عن 30%، وهذا النشاط يسهم في ربع إجمالي الناتج الداخلي في سوريا

وفي المناطق الأكثر تأثراً في شمال شرق البلاد، نفقت قطعان من الحيوانات بشكل شبه تام، وتضاعفت أسعار الحبوب، ما أرغم نحو 1.5 مليون شخصاً على مغادرة الأرياف إلى ضواحي المدن، التي تدفق إليها أصلاً لاجئون من الحرب في العراق

في خضم كل ذلك، لم يفعل نظام الرئيس بشار الأسد سوى القليل لمساعدة هؤلاء الأشخاص، الذين اضطروا إلى ترك أراضيهم، لإعانتهم وإيجاد وظائف لهم، كما أوضح الباحثون، مشيرين إلى أن الانتفاضة بدأت بشكل أساسي في هذه المناطق. 

وقال العالم والخبير في شؤون البيئة في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، مارشال بيرك: "حدثت الكثير من الأمور في هذه المنطقة، وفي العالم خلال تلك الفترة، مثل زيادة أسعار المواد الغذائية العالمية، وبدء الربيع العربي، وهي عوامل يمكن أن تكون زادت من احتمال حرب أهلية في سوريا". 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأميركية للعلوم تؤكد أن الاحتباس الحراري سبب للأزمة السورية الأميركية للعلوم تؤكد أن الاحتباس الحراري سبب للأزمة السورية



GMT 19:28 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

خوذة ذكية توجه مدافع بحرية روسية

GMT 14:07 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

الصين تناطح الولايات المتحدة حتى في الـجي بي إس

GMT 07:05 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

بث مباشر لظاهرة الكسوف الجزئي للشمس

GMT 19:54 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

ناسا تنوي إطلاق مسبار إلى قمر نبتون

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 20:42 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"شاومي" تطلق هاتفها الرائد الجديد "مي أيه 1"

GMT 15:40 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

جمال سلامي يُحدّد قائمة الأسماء الرحلة عن الرجاء المغربي

GMT 08:46 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حلق شعر شاب بعد رفضه الزّواج من عروسه في الهند

GMT 02:17 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

حريق في إحدى المقاطعات يستنفر سلطات برشيد

GMT 01:59 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مارلين جلينفيل تعرض مجموعة من النصائح للتخلص من الكرش

GMT 01:35 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

ميشيل أوباما أكدت على تطويع الملابس بشكل سياسي

GMT 04:47 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

دابر دان يعود إلى الواجهة عبر دار "غوتشي" العالمية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya