أولادنا والعنف والألفاظ البذيئة وكيفية حمايتهم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أولادنا والعنف والألفاظ البذيئة وكيفية حمايتهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أولادنا والعنف والألفاظ البذيئة وكيفية حمايتهم

أولادنا والعنف والألفاظ البذيئة وكيفية حمايتهم
الرباط – المغرب اليوم

 منذ أيام تحدثت إليّ أم عن ابنها البالغ من العمر 10 سنوات، ومشكلته أنه يتعامل مع زملائه بطريقة عنيفة ينقصها الذوق واللباقة الاجتماعية ويهوى أن يتحدث كما يتحدث أحد الممثلين المشهورين بطريقة كلام تشبه السكارى أو البلطجية!
كنت نادراً ما أسمع بالتليفزيون شتائم أو ألفاظاً بذيئة مراعاة بعض الشئ لحرمة البيوت التي يدخلها التليفزيون كلها تقريباً، وكانت الشتائم تسمع في بعض الأفلام السينمائية على استحياء. وتدريجياً تغير الأمر حتى أصبحت الألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية جزءاً "عادياً" من أي حوار في السينما والمسلسلات والإعلانات والإنترنت. كما بدأت تصبح جزءاً عادياً من كلام الناس يتم استخدامها دون شعور أنها أمر مستقبح.
 
هذا غير العنف الذي يطل علينا وعلى أبنائنا من خلال ما يحيط بنا من أحداث، ومن خلال ما يعرض في السينما والتليفزيون وألعاب الإنترنت، وأصبحنا نشاهد الأفلام التي يكون بطلها بلطجي تدور أحداث الفيلم حول قصة حياته.
كل هذا يفسر يمثل جزءاً لا يستهان به مشكلة هذا الطفل الذي تشتكي أمه من عنفه مع الآخرين وتحدثه بطريقة عدائية. وبالطبع هي مشكلة الكثير من الأمهات مع أبنائهم.
كيف تتصرفين كأم لوقاية أبنائك وأخلاقياتهم وتصحيح مفاهيمهم تجاه ما يشاهدونه في التليفزيون من عنف وبذاءات؟
كما أن التليفزيون يؤثر في أبنائنا فهناك أشياء كثيرة أخرى تؤثر فيهم أيضاً. بعض هذه الأشياء يمكننا التحكم فيها وبعضها لا يمكننا التحكم فيه وبعضها يمكننا التحكم فيه بدرجة ما. دعونا في كل شئ نركز على ما يقع داخر نطاق تحكمنا.

    القدوة: في العلاقة بين الوالدين ومع الأبناء ومع الآخرين. فالأبناء يقلدون ما يفعله الكبار لا ما يقولونه.
    طعميهم ضد العنف والألفاظ البذيئة: فكرة التطعيم ضد الأمراض تقوم على حقن الجسم بجزء بسيط وضعيف من الميكروب بحيث يستطيع الجسم تكوين أجسام بداخله تحارب هذا الميكروب إذا تعرض له. إذن فلن تمنعي تماماً ما يعرض مشاهد العنف والبذاءات ولن تقدري على ذلك وإلا سيجن جنونك وسيشعر الأبناء أنهم مخنوقون إذا حاولت أن تقومي بهذا الشئ المستحيل. ولكن في نفس الوقت لا تجعلي الوصول إليها سهلاً ومتاحاً في أي وقت. فماذا تفعلين؟ يمكنك تشفير القنوات التي تعرض أكبر قدر من البذاءات والعنف، وتتركي القنوات التي تعرض أشياء نافعة ولكنها تعرض أحياناً أشياء لا ترضين عنها، أفهميهم سبب منع هذه القنوات، لأنهم حتماً سيشاهدونها عند الأقارب أو الأصدقاء.
    التربية الدينية من خلال دور العبادة تساهم في تشكيل الضمير لدى الأبناء والذي سيجعلهم من تلقاء أنفسهم يتجنبون الخطأ حتى دون وجود رقابة خارجية. وكذلك توفر دور العبادة مجتمعاً صحياً وصحبة صالحة تشجع الأبناء على الخير.
    احرصي على مساعدة أبنائك على حسن اختيار الأصدقاء لأن المرء على دين خليله، يتأثر به أشد التأثير خاصة في مرحلة المراهقة. وكله بالمسايسة، تجنبي العنف والقهر اللذين تحاولين وقاية أبنائك منهما أصلاً!
    وفري لأبنائك الحب والحنان والاهتمام باعتدال: فلا عنف ولا تدليل زائد. واحد من أسباب السلوك العدواني عند الأبناء نقص الحب، وحتى عندما يأتي ابنك سلوكاً عنيفاً ارفضي سلوكه لا شخصه. كيف؟
    - ركزي كلامك ووصفك على السلوك "طريقة الكلام دي وحشة، غلط" وليس "أنت وحش، مفيش فايدة فيك" مثلاً.
    - إذا كان هناك عقاب متفق عليه بينكما على إتيان السلوكيات العنيفة فالعقاب ينفذ ولكن فيما عدا ذلك فالمعاملة عادية تماماً. مثلاً تنفيذ العقاب المتفق عليه بالحرمان من المصروف لمدة يوم، ولكن يمكنك أن تناديه باسم الدلع ويخرج مع الأسرة إلى النادي...الخ.
    علمي ابنك السلوك البديل: علميه كيف يتكلم وكيف يطلب ما يريد وكيف يمزح بطريقة مهذبة. شجعيه كلما تصرف بالشكل اللائق، واتفقا على نظام للتحفيز والمكافأة لتدعيم السلوك الصحيح.
    ساعديه على شغل وقته بأنشطة متنوعة بعيدة عن التليفزيون وبحيث ينفس عن طاقته حتى لا تخرج في شكل عنيف.
    متابعة ما يشاهده الأبناء، والتعليق على السلوكيات غير الصحيحة التي يشاهدونها وإدارة نقاش حولها لتصحيح مفاهيمهم وإكسابهم القيم السليمة، ولكن طبعاً لا يكون ذلك طوال الوقت حتى لا يملوا. إن النقاش المفتوح وإلقاء الأسئلة على الأبناء وتلقيها منهم هو أفضل وسيلة لإنضاج المفاهيم وترسيخها في عقولهم.
    التربية بالقصة: استعيني في كلامك بالقصص قدر الإمكان لأنها تجعل الكلام أكثر جاذبية وبساطة.
    أفهمي طفلك أن استخدامه العنف ضد الآخرين سيعرضه لاستخدام العنف ضده من قبل الآخرين وسوف ينهزم إذا كانوا أقوى منه، لأن استخدام العنف أسلوباً يفرض أن النصر للأقوى حتى إن لم يكن صاحب الحق.
    اضربي على الحديد وهو سخن: استغلي المواقف والتجارب التي يمر بها الطفل أو التي تحدث في محيط الأسرة لتلقينه دروساً في نبذ العنف والتفحش في الكلام (التربية بالموقف أو بالأحداث)

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولادنا والعنف والألفاظ البذيئة وكيفية حمايتهم أولادنا والعنف والألفاظ البذيئة وكيفية حمايتهم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 23:39 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم ينبع يدشن فعاليات برنامج "رفق" لمواجهة العنف

GMT 08:51 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

اكتشفي مكونات طبيعية فعالة في تنظيف المنزل

GMT 01:36 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

منافع الكاجو تشمل عالم الرجال والجنس

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

ردود أفعال الأطفال تجاه العنف الأسري

GMT 12:01 2017 الإثنين ,29 أيار / مايو

مناظر خلابة في قلب حضر موت تجذب السياح

GMT 20:27 2017 السبت ,18 آذار/ مارس

تنظيم معرض وطني لـ"مهني الصردي" في المغرب

GMT 12:24 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"نوكيا" تحاول تسويق أجهزة "ويندوز 8"في أوروبا

GMT 23:29 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة لاعب "الكاك" والمنتخب المغربي سابقا مصطفى نقيلة

GMT 16:15 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

رضا حكم يقدّم استقالته من تدريب رجاء بني ملال
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya