المرأة العاملة في لبنان موظّفة وليست سيدة أعمال
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المرأة العاملة في لبنان موظّفة وليست سيدة أعمال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المرأة العاملة في لبنان موظّفة وليست سيدة أعمال

المرأة العاملة في لبنان
بيروت - المغرب اليوم

بين العمل وريادة الأعمال مساحة شاسعة قلّما تعبُرها النساء في لبنان، فكلّما كانت الوظيفة محصورة في مسؤوليات محدّدة وتوقيت معيّن اعتُبرت خياراً أفضل، فيما تُترك الريادة للرجال الذين يخطون خطوات واثقة أكثر في عالم الأعمال مؤسسين شركات أو مطلقين مبادراتهم الخاصة التي تُعتبر مصدر تمويل أفضل بكثير من الوظيفة.
وتستند هذه الظاهرة إلى أرقام واضحة تبيّن الخلل الكبير الموجود على صعيد ريادة الأعمال بين المرأة والرجل في لبنان، حيث 15 في المئة فقط من النساء هنّ ربّات عمل أو يعملن لحسابهن الخاص وفق إدارة الإحصاء المركزي، فيما ترتفع نسبة هذه الفئة بين الرجال إلى ٤٢ في المئة.
وتطرح مثل هذه الأرقام تساؤلات حول وضع المرأة العاملة في لبنان، فما الذي يوجّهها نحو الوظيفة التي يمكن أن تكون محدودة في أحيان كثيرة, وما الذي يردعها عن تحقيق ذاتها في مجال الأعمال على رغم أنّها تُعتبر نموذجاً للمرأة المتعلّمة والطموحة في المنطقة العربية.
وفي هذا السياق تطمح لينا أحمر، والدة لطفلين، لأن تؤسس صالة عرض خاصة بها للمفروشات منذ سنوات، لكنّها لم تحقّق حلمها حتّى الآن على رغم أنّها تجاوزت الأربعين من عمرها, وأوضحت ان السبب تراجعها في اللحظة الاخيرة كلّ مرّة عن هذا المشروع وإلتزامها بوظيفتها التي تسمح لها بالمغادرة عند موعد عودة الأطفال من المدرسة.
وتؤكد لينا أنّ الراتب الوظيفي غير مغرٍ، لكنّها لديها إجازات وتكون في المنزل خلال العطل، وهذا ما يمكن أن تُحرِم منه في العمل لحسابها الشخصي.
وهذا النمط من التفكير تشاركها فيه نساء أخريات يجدن أنّ حقوق المرأة محفوظة أكثر حين تكون موظّفة، إذ لديها إجازة الأمومة التي باتت ١٠ أسابيع، وهي تستفيد من تعويضات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والطبابة شبه المجانية.
فيما هناك عامل الخطورة الذي يحيط بالعمل الحرّ أو فتح مؤسسة خاصة، حيث يجب الأخذ في الاعتبار الخسارة كما الربح، ما يرتّب أعباء كثيرة على المرأة.
وترى الموظّـفة هلا سـعادة أنّ لا حوافز تُعطى للمرأة لكي تكون فعلاً ريادية في مجال الأعمال, فهي تتحمّل مسؤولية الأسرة وتضطر أحياناً حتّى إلى ترك وظيفتها بسبب كثرة الضغوطات وعدم القدرة على التنسيق بين العمل والأسرة، ولو انعكس ذلك تراجعاً في المستوى المادي للعائلة.
وتشرح الباحثة الاجتماعية خلود الهبر في تصريحات لـ "الحياة", العوائق الكثيرة التي تحدّ من ريادة المرأة في لبنان على صعيد الأعمال، وفي مقدمها عدم وجود بيئة محفّزة من جانب الأهل والزوج.
وترى الهبر أنّ المرأة لا تزال تعيش في قوقعتها الخاصة على رغم التطوّرات التي حدثت والحقوق التي حصلت عليها، فهي تخشى أن تكتشف ذاتها وطموحاتها الكبيرة، لأنّ ذلك سيؤثر في وضعها العائلي.
وأشارت إلى أنّ نظرة الرجل إلى المرأة في لبنان تتغيّر تدريجاً، وبات هناك رجال كثر يتقبّلون نجاحها ولو أكثر منهم، لكن هناك في المقابل أيضاً آخرون يرفضون أن تتخطّى المرأة نجاحاتهم المهنية ويحاولون منعها من التقدّم سريعاً، فيعطونها غالباً حجّة أنّها مقصّرة تجاه عائلتها.
وما يلفت في لبنان، أنّ النساء اللواتي ينجحن في أعمالهن الخاصة ويؤسسن شركاتهن غالباً ما يكنّ عازبات، فيما تواجه المرأة المتزوّجة مشاكل كثيرة في حال أرادت أن تخطو مثل هذه الخطوة.
في مقابل النظرة القاتمة لريادة المرأة في مجال الأعمال، هناك نساء كسرن التابوات وتجاوزن العوائق، سواء المادية أو المعنوية، لكي يحقّقن ذواتهن. فمصمّمة الأكسسوارات والتحف المنزلية لارا مهنا تخبر عن تجربتها الذاتية باعتزاز بعدما وصلت بأعمالها إلى بلدان عربية عدة، وعلى رغم أنّها متزوجة وأمّ لولدين، فهي تدير محترفاً فيه سبعة عمّال.
إلا أنّ لارا لا تنكر وجود عوائق كثيرة تحدّ من ريادية المرأة تماماً كما الرجل في لبنان، أي افتقاد الاستقرار الأمني والسياسي وعدم دعم النشاطات المميزة التي تخلق فرص عمل وتحدّ من البطالة.
وتعطي أهمية كبيرة لدعم الزوج لكي تستطيع المرأة الاستقلال في عملها وإدارة مؤسسة، سواء أكانت صغيرة أم كبيرة. وقد برزت أخيراً حملات تنظّمها جمعيات أهلية أو مؤسسات مالية ومصارف لدعم اتجاهات الريادة عند النساء من خلال توفير الأموال اللازمة لإطلاق الأفكار التي ستدرّ أموالاً في مرحلة لاحقة.
وتقدّم المعونة المادية بناء على الفكرة وإمكان تطبيقها ونجاحها، وما يشجّع في هذا المجال وجود مستشارين ماليين واقتصاديين قادرين على توجيه المرأة ضمن هذه المؤسسات ليكون مشروعها مدروساً في شكل أفضل. لذا، فإنّ التحدّي اليوم بالنسبة الى المرأة اللبنانية ليس فقط تحسين وضعها الوظيفي، بل تجاوز الخطوط التي رُسمت منذ سنوات طويلة في المجتمع للحدّ من قدراتها، لكي تستطيع أن تواكب التغيّرات العالمية التي تضعها في صلب البيئة الريادية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة العاملة في لبنان موظّفة وليست سيدة أعمال المرأة العاملة في لبنان موظّفة وليست سيدة أعمال



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 02:49 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

متعة المغامرة السياحية في مملكة بوتان في جبال الهمالايا

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إيرادات ضعيفة لفيلم The Mountain between us

GMT 19:56 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

توقيف أب مارس الجنس مع ابنته في سيدي سليمان

GMT 09:15 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل وجهات السفر العربية لعشاق المغامرة

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

السويدي إريكسون ينتقل من "فورمولا-1" إلى "إندي كار"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya