أسماء أول سائقة حافلة عمومية في فلسطين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أسماء أول سائقة حافلة عمومية في فلسطين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسماء أول سائقة حافلة عمومية في فلسطين

أسماء محمد رشيد
غزة - د.ب.أ

من كان يتخيل أن تقود سيدة حافلة عمومية في مدينة فلسطينية صغيرة معروفة بطابعها المحافظ كطولكرم؟ إنها أسماء محمد رشيد، أول سيدة فلسطينية امتهنت هذه المهنة الصعبة، التي كانت إلى حين حكرا على الرجال.
ليس في رام الله، المدينة الأكثر ليبرالية تاريخيا في الضفة الغربية ولا في القدس المدينة العريقة، ولا حتى في بيت لحم المسيحية الوجه، بل في مدينة صغيرة شمال الضفة الغربية، اتسمت بالمحافظة والطابع الريفي، اخترقت سيدة عالم الذكور ونافستهم في مهنة "قاسية" ، ألا وهي قيادة مركبة عمومية، متحدية حواجز اجتماعية وثقافية وصعوبات التعامل مع أنماط بشرية متفاوتة في سلوكياتها.
بين العجلات والمحركات
عاشت أسماء محمد رشيد، في بيت تقف في ساحته شاحنة واحدة على الأقل، وجرار زراعي، وسيارة خاصة، بقرية زيتا المجاورة للخط الأخضر، البعيدة ثلاثة عشر كيلومترا عن مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية. اعتادت منذ الطفولة على مساعدة أفراد العائلة في تغيير العجلات، أو إضافة الماء أو الزيت إلى محرك السيارة وكوابحها. ألفت رائحة السولار والبنزين، وانتدبت أحيانا لتحريك سيارة أو شاحنة أو جرار من مكانها بضعة أمتار ثم مئات الأمتار وصولا إلى عشرات الكيلومترات.
"شجعني المرحوم والدي على قيادة السيارات، والحصول على إذن السياقة الرسمي، ورفض نصائح البعض، في قصر عملي على ما يناسب الإناث...."، تقول أسماء بفخر مستذكرة حنان والدها ورفده لها بالقوة المعنوية في مواجهة الحياة وفي تحقيق حلمها الذي تخمر منذ سنواتها الأولى في الرغبة في قيادة السيارات الكبيرة ذات العجلات الثمانية أو العشرة . فوالدها كان يقود شاحنته من طولكرم إلى الأردن وسوريا ولبنان قبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية، ثم إلى الأردن فقط منذ الاحتلال. فهو كان ينقل المنتجات الزراعية المصدرة إلى تلك البلدان.
زيتا- طولكرم، بحافلة مكتظة
تبدأ أسماء يوم عملها، على الساعة الثامنة والنصف صباحا لتقود حافلة مكتظة، من قرية زيتا إلى مدينة طولكرم، وتنتظر امتلاء الحافلة لتعود في الخط المعاكس وهكذا ذهابا وإيابا حتى الرابعة والنصف بعد الظهر فتسلم الحافلة لزميل أخر في شركة باصات علار. صحيح أن حافلتها تتسع لتسعة عشر راكبا، لكنها حصلت على رخصة لقيادة حافلة تتسع لخمسة وخمسين راكبا. بيد أن الحافلات الصغيرة هي السائدة في الضفة الغربية وخاصة بين القرى والمدن، كما تقول أسماء مضيفة: "تعلمت السياقة على الحافلة الكبيرة، وأستطيع أن أقودها بسهولة تامة كما أفعل مع الحافلة الصغيرة، وسأقبل عرضا بقيادة الكبيرة في أي وقت، فضلا عن أني حصلت على رخصة سياقة شاحنة قبل الحافلة.."، تفتخر السائقة المتفردة في مجالها بما حققته، مشيرة إلى أنها تحصل على نفس الأجرة التي يحصل عليها زملاؤها الرجال.
تقبل اجتماعي سلس
تجيد أسماء التعامل مع الركاب بمختلف أذواقهم وأنماطهم، وتتبادل معهم الحديث والظرف وتداول أخبار البلد، والسياسة والمجتمع، ولا تلتفت إلى المستهجنين والمستغربين الذين طالما يشيرون إليها متحدثين بالعامية الفلسطينية "شوف شوف بنت بتسوق باص ..."، يعترف أحمد سليم، ابن الخامسة والثلاثين أنه استغرب حين رأى سائقة تقود الحافلة التي يستقلها في طريقه إلى المدرسة التي يعمل فيها أستاذا.
ويقول سليم: "في البداية لم أستوعب الأمر، كيف يمكن لسيدة أن تتحمل عبء مهنة قاسية، قد تقودها إلى مشاحنات مع الركاب وسائقي المركبات المختلفة التي تصادفهم في الشوارع ، كما في المواقف، لكني مع الأيام، وأقول الأيام، ألفت المشهد بعد أن أيقنت أنها على قدر هذه المهمة..".
أما سمية، الطالبة الجامعية، فترى أن أسماء رائدة وطلائعية فهي كسرت برأيها احتكارا ذكوريا تاريخيا. وتضيف لـ DW عربية أن "هذا يشجعنا، نحن الفتيات على طرق مواقع حصرية للرجال. صحيح أن المرأة الفلسطينية، تعمل الآن في التعليم المدرسي والجامعي، وهي نائبة في البرلمان، كما في قيادة العمل السياسي، وفي الشركات الكبيرة والصغيرة، بل وفي سلك الشرطة، أما في سياقة الحافلات فهذا اختراق جديد ومبشر..".
أحلام أسماء الأخيرة
لم تتعد أحلام سائقة الحافلة، مجالها الحيوي وهو الجلوس وراء المقعد، إلا أن المختلف هو حجم المركبة التي تقودها. فهي تحلم بالعمل على الحافلة العمومية الأكبر، ذات الخمسة وخمسين مقعدا، ليس هذا وحسب بل والسياحية، التي تنقل سياحا، فلسطينيين أو أجانب، إلى مواقع مختلفة في الضفة الغربية، وهي تجيد إلى جانب العربية، اللغتين الانجليزية والعبرية. ومن أحلامها أيضا أن ترى نساء أخريات يترقين درجات الحافلات ويقدنها في شوارع الضفة الغربية، ليثبتن القدرة على تطويع أي مهنة، فالمهنة لا تشترط سوى الأثقال وليس النوع الاجتماعي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسماء أول سائقة حافلة عمومية في فلسطين أسماء أول سائقة حافلة عمومية في فلسطين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 02:49 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

متعة المغامرة السياحية في مملكة بوتان في جبال الهمالايا

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إيرادات ضعيفة لفيلم The Mountain between us

GMT 19:56 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

توقيف أب مارس الجنس مع ابنته في سيدي سليمان

GMT 09:15 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل وجهات السفر العربية لعشاق المغامرة

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

السويدي إريكسون ينتقل من "فورمولا-1" إلى "إندي كار"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya