جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

مع العصافير المغردة وسلاسل الصخور وأفواج الأسماك

جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة

لندن ـ ماريا طبراني

تبدو غرفتي في أنسي شاستانيت Anse Chastanet، في ظلة "الجزء الأعلى المتغصن من الغابة" ومفتوحة من جميع الجهات، تبدو كالعيش في منزل من الأشجار. يقع المنتجع في حد ذاته في موقع ممتاز على الساحل الغربي لسانت لوسيا، ويتناثر على سفح الجبل، والغرف والبيوت مخفية بعيدًا في الغابة المطيرة مع بعض الخطوات أو الطرق المنحدرة التي تؤدي إلى خليج رملي. وتُجَمِّل العصافير المغردة ذات الصدر الأحمر أنفسها على سعف النخيل وطائر الوقواق المنجروف ذو الذيل المقلم، كلها تطير على مستوى العين. ويهرول أبو أبريص مسرعًا على طول العوارض الخشبية للسطح، كما يمكنني الوصول لقرون الفول أو البازلا المتدلية من الأشجار الاستوائية. ويمكنني أن أنعم النظر من خلال أوراق الشجر الكثيفة، وألقي نظرة خاطفة للبحر الفيروزي المتلألئ الذي يقع في موقع مُتدنٍّ قليلاً. ويوجد في السكن مكان فسيح للجلوس، وسرير ذو أعمدة أربعة تلتف حولها الشباك المصنوعة من النسيج القطني، بالإضافة إلى المصابيح الصفراء لصد دخول أي ناموس. ولكن لا يوجد تليفزيون أو هاتف، كما أن المرحاض مبنيّ حول جذع شجرة صنوبر ضخمة تخترق السقف. وتبدو المعيشة بالقرب من الطبيعة لها عيوبها أيضًا، حيث أصوات الضفادع المزعجة التي تسبب الضوضاء طوال الليل، وزقزقة وأصوات الطيور قبل الفجر. يمكن الوصول إلى البُعد والعزلة فقط عن طريق رحلة مثيرة لمسافة ميلين اثنين، حيث إن الرياح تهب نحو منحدر صخري من سوفرير. وتقع العاصمة السابقة أسفل قمم الجبلين "بيتون Pitons" التوأم، والقمم الجبلية المغطاة بالأدغال الكثيفة من الصخور البركانية التي ترفع انحراف المحيط. شعرت بالإرهاق، كما تأخرت الطائرة في الصباح الأول، لذلك توجهت إلى السبا على شاطئ البحر للحصول على التدليك. ويا لدهشتي، فإن المعالجة كاثرين تقودني إلى الخارج فوق التلال إلى مقصورة علاج خاصة مفتوحة تطل على المحيط. وتظل نسمات البحر أفضل من أي ظروف مناخية، وخلال دقائق شعرت بأني أكثر استرخاءً، وانجرفت للنوم على صوت الأمواج. وتوجد على الشاطئ واحدة من أجمل سلاسل صخور سانت لوسيا، وحينما تبتعد بضعة أقدام من الشاطئ ستحاط بأفواج الأسماك الاستوائية ذات الألوان الرائعة، وفي جولة تستغرق عشر دقائق حول الأرض الرأسية "بروز أرضي يمتد في البحر" ستقاد إلى خليج صغير. تم دعم أنسي مامين بمزرعة قصب السكر التي تعود للقرن الثامن عشر، وشاركت مرشدًا يُدعى مينو في نزهة طبيعية خلال بقايا المباني الحجرية الأثرية القديمة، وأفران الحديد التي استُخدمت في غليان دبس السكر تستخدم حاليًا كأداة للشواء على الشاطئ. وتنبت بساتين الفاكهة البرية من جذوع الأشجار والكروم وأشجار السرخس، وقام مينو بقطف بعض الأوراق والفاكهة لتذوقها. وقام بفتح قرن أصفر كبير من شجرة الكوكا، وأعطاني بذورًا بيضاء صغيرة ذات نكهة منعشة، وإذا قممت بقسمها إلى جزأين فستجد حبة بقول أرجوانية اللون التي يتم تحميرها واستخدامها في الشيكولاته. وكان هناك أيضًا "سولفر سبرينغز أو ينابيع الكبريت" في الجزيرة التي تقع على مسافة قصيرة من الفندق، وكانت سوزيتن دليلنا، قادتني عبر ممر فوق المناظر الطبيعية من الرماد، رمادي، حيث كانت برك المياه تقذف البخار بقوة عاليًا إلى الهواء. وقالت سوزيتن "لقد قمت بطهي البيض فيهم حينما كنت صغيرة  في غضون دقيقة أو اثنتين، ولكن تحولت إلى قذائف سوداء". كما يوجد حمامات الطين القريبة، والتي يزعم أنها تعالج مجموعة من الأمراض بما في ذلك مشاكل التهاب المفاصل والجلد، لذلك قمت بتغطية نفسي بالطين اللزج، وتركته يتحمص بشدة في الشمس قبل أن أقوم بغسله. لست متأكدًا من الفوائد العلاجية له، ولكن انتهى بي الأمر لأشبه شكل الحمار الوحشي، وتمكنت فقط من فرك الخطوط السوداء لساعات في ما بعد تحت الدش. وتوقفت في طريق العودة لتناول طعام الغداء في أورلاندو، وهو مطعم جديد في سوفرير يديره شيف مشهور محلي يدعي أورلاندو ساتشيل، الذي يضيف خياله الخاص للطعام الكاريبي. ويقدم حساء جازباتشو بالفاكهة المثلجة، ويتبعها سلطة التونة المحروقة في صلصة الزنجبيل - الأسماك الطازجة جدًا. وتمنحني أمسية قَلْيِ الأسماك في قرية "أنسي لا راي Anse-la-Raye" فرصة أخرى لتذوق الأطباق المحلية. ويعج رصيف الميناء الذي تحول إلى مقهى كبير مفتوح بالباعة الجائلين الذي يطهون السمك على البخار، وسرطان البحر وسمك القد الذي يقدم مع الخبز، وهو خبز مقلي تقليدي. وبعد هبوب العاصفة قمنا بتغطية رؤوسنا بالمناشف حتى نتمكن من رؤية الشوارع الضيقة، والمنازل ذات الألواح الملونة مقابل الأكواخ الآيلة للسقوط، والمجاري المفتوحة التي تتدفق منها المياه. ويتردد صدى الموسيقى المضخمة الشاذة في المدينة، حيث كل جمعة تقام حفلة حتى الساعات الأولى من الصباح التالي، وكنا نقترب لنرقص مع الراقصين، وفي اليوم الأخير توجهت إلى العاصمة كاستريس، على بعد ساعة بالسيارة إلى الشمال، للإبحار، بعد ظهر الثلاثاء، مع "جوس سايل Jus' Sail. وقدم جيمس وبيبسي التحية لي على متن السفينة الشراعية الموجودة على مرسى القوارب المزدحم في خليج رودني. وبمجرد أن غادرنا الميناء قطعنا المحرك ورفعنا الأشرعة مع سمكة طائرة واحدة، واستمتعنا بالاسترخاء حقًا في وقت الظهيرة الممتع. كنت مبتدئًا ولكن كان جيمس يشجعني لسحب الدفة، بينما بيبسي يقدم الفواكه المحلية الغريبة ورقائق الموز مع المُقبِّلات. ليس هناك الكثير من المتاعب، وقام جيمس وبيبسي بوضع المياه المنعشة فوقي على سطح المركب بعد قيامي بالسباحة. بعد ذلك عدت إلى "أنسي شاستانيت Anse Chastanet"، وقمت بتحزيم أمتعتي على مضض. أنا أخطط بالفعل لزيارة العودة ولكن المرة المقبلة لن أنسى سدادات الأذن.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة جزيرة سانت لوسيا في الكاريبي متعة البحر والطبيعة الخلابة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:09 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجدي

GMT 11:16 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الجدي

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 12:50 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نور الدين امرابط يشيد بالمنتخب الإسباني

GMT 06:43 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وائل كفوري يشكر منظمي مهرجان "ضيافة" في دبي على التكريم

GMT 19:14 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد المسخن بأسلوب بسيط وسهل

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya