تقارير صحافية تبيّن أن القادة الغربيِّين اعتادوا بشكل روتينيّ الاستخفاف بأعدائهم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تقارير صحافية تبيّن أن القادة الغربيِّين اعتادوا بشكل روتينيّ الاستخفاف بأعدائهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تقارير صحافية تبيّن أن القادة الغربيِّين اعتادوا بشكل روتينيّ الاستخفاف بأعدائهم

تنظيم "داعش" في الموصل والرقة
لندن - سليم كرم

أكَّدت تقارير صحافية غربية أن السياسيين الغربيين، منذ 11 أيلول/ سبتمبر 2001، اعتادوا بشكل روتيني الاستخفاف بأعدائهم، حيث اعتقدوا أن حركة "طالبان" الأفغانية قد قُتلت ودُفنت بعد عام 2001، إلا أنها انصهرت في جماعات أخرى وعادت لتنتقم، واعتبروا، كذلك، أن المهمة في العراق قد أُنجزت في عام 2003، كما أعلنت راية جورج دبليو بوش الشهيرة في بزة الطيران على متن حاملة الطائرات إبراهام لينكولن، ولكنها انهارت في دوامة من العنف الطائفي خلال السنوات القليلة التي تلتها، فيما يمتلك تنظيم "داعش"، في غياب اتفاق سلام سريع بصورة غير محتملة في سورية، أو الدعم غير المرجح بالقدر نفسه من القوات الأجنبية، فرصة معقولة للحفاظ على غنائمه من الرقة والموصل خلال العام 2016. .

وكشفت صحيفة "تليغراف" البريطانية الشهيرة أن معظم الساسة عندما يبدأون حربًا يعانون من متلازمة "كل شيء سينتهي مع حلول عيد الميلاد"، إذ إنه من الصعب بيع حرب مثيرة للجدل للجمهور مع الاعتراف بأن ذلك يمكن أن يطول لسنوات؛ لذلك فقد تعلم القادة من هذه الأخطاء.

وأعلنت الصحيفة البريطانية أنه في حين أساء الرئيس أوباما التعامل مع الأزمة السورية بطرق عدة، كان صريحًا في القول للشعب الأميركي إن المعركة سوف تطول لـ3 أو 5 سنوات، وقد ردد القادة البريطانيون هذه التقديرات الزمنية، فحملة طرد المتطرفين من الأراضي السورية يمكن بسهولة أن تتجاوز العام، ولكن منع ظهورها مجددًا سيستغرق وقتًا أطول من ذلك.
وأشارت إلى أنه بالنظر إلى الحالة الراهنة، فإن الجبهة العراقية ليست ميئوسا منها، ولكنها تُظهر تقدمًا بطيئًا، وقد تم استعادة سنجار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من تنظيم "داعش"، وقد تحررت الرمادي للتوِّ من قِبل القوات العراقية، لكن القوات العراقية لا تزال قيد التجهيز، وتفتقر إلى الأسلحة الرئيسية مثل الصواريخ المضادة للدبابات، كما أنها تبقى أشهرًا عدة بعيدة عن الهجوم لإعادة التجهيز للجائزة الكبرى، الموصل، التي وقعت في أيدي "داعش" في حزيران/ يونيو 2014، وفي بعض المناطق تعتمد على مشاركة المليشيات الشيعية المدعومة من إيران. هذه القوى هي جيدة في القتال وكبيرة في العدد، ولكن الأيديولوجية والسلوك مليئة بالمخاطر الطائفية، التي تؤجج المظالم السنية التي تمهد الطريق لـ "داعش" إلى السلطة، ونظرًا إلى أن الهدف هنا ليس فقط "طرد" داعش خارجًا ولكن المطلوب أيضًا إبقاؤه في الخارج، لذا علينا المضي قدمًا بعناية وببطء.

وأوضحت "تليغراف" أن الأمور أكثر تعقيدا في سورية، فالتحالف يحرز تقدمًا في قطع الامدادات بين مقرات "داعش" في الرقة في سورية، والموصل في العراق، ولكنها عملية محفوفة بالصعوبات، إذ أنه ليس لدى التحالف نقاط التفتيش على الأرض، مما يمثل صعوبة في التمييز بين الشاحنات المدنية وبين شاحنات المتمردين، وباستخدام كاميرات المراقبة على بعد آلاف الأقدام في الهواء، يمكن إعاقة حركة "داعش" ولكن لا يمكن إيقافها تماما.

وأوضحت الصحيفة أنه بالنظر بشكل أعمق فإن وقف تنظيم "داعش" من التمدد شيء، وأخذ أراضيهم شيء آخر، ففي العراق يمكننا الاعتماد على القوات المحلية، ولكن في سورية القوات الوحيدة المقبولة هي جماعات ديفيد كاميرون من المتمردين المعتدلين، الذين يصل عددهم إلى 70 ألفًا، وهي ليست فقط منقسمة إلى مئات من الفصائل، ولكنها تعتبر الأسد العدو الرئيسي، وتناقش الولايات المتحدة وروسيا وسائل إزاحة الأسد، ولكن ما تُسمَّى بـ "عملية فيينا" تنص على تشكيل حكومة جديدة في منتصف العام 2017.

وأكّدت أن روسيا الآن تتعمد التلكؤ، على أمل أن تصل إلى جولة لدعم الأسد دون الحاجة إلى أن تتخلى موسكو عن أي شيء، وشجَّع زير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي أتقن على مدى أربع سنوات من الدبلوماسية في سورية، فن وضع قدميه في فمه، عن غير قصد موسكو في هذا الاعتقاد، مع عبارات مثل "الولايات المتحدة وشركاؤها لا يسعون لتغيير النظام في سورية"، إلا أن المسألة هيِّنة: حتى إنه من الواضح أن الأسد سيكون حقًّا عليه التخلي عن السلطة في نهاية المطاف، إلا أنه سيكون من المستحيل سياسيًّا بالنسبة إلى البلدان الغربية استمالة المتمردين أو العمل مع جيش الأسد أو قوات بوتين الجوية، حتى الذين سيقتحمون الرقة.

وأوضحت أن الصورة تبدو أيضًا، بعيدًا عن العراق وسورية، مثيرة للقلق؛ فقد أنشأ تنظيم "داعش" فروعًا له من الجزائر إلى باكستان لا تقل خطورة، فبعد كل شيء، كان فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن يشكل تهديدًا أكبر إلى الغرب من تنظيم "القاعدة" الأساسي في باكستان.

وقتل تنظيم "داعش" بالفعل حوالي 1000 شخص في هجمات خارج العراق وسورية، وكانت أكبر هجماتها في مصر، واليمن، وتركيا، وفرنسا، ولعل أخطر مخالب "داعش" توجد في ليبيا، حيث أعطى الفشل في تشكيل حكومة وحدة، المساحة لتشكيل مجموعة قوية تركَّزَت في مسقط رأس العقيد القذافي، في سرت.

ويمتلك تنظيم "داعش"، في غياب اتفاق سلام سريع بصورة غير محتملة في سورية، أو الدعم غير المرجح بالقدر نفسه من القوات الأجنبية، فرصة معقولة للحفاظ على غنائمه من الرقة والموصل خلال العام 2016.

وتأمل الحكومات الغربية أن يمنحها هذا بعض الوقت لتجربة الحلول الدبلوماسية، والتي بدورها يمكن أن توسِّع الخيارات العسكرية، لكن إذا لم ينجح هذا، فالخطر هو أن علينا احتواء "داعش" عسكريًّا وليس سياسيًّا.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير صحافية تبيّن أن القادة الغربيِّين اعتادوا بشكل روتينيّ الاستخفاف بأعدائهم تقارير صحافية تبيّن أن القادة الغربيِّين اعتادوا بشكل روتينيّ الاستخفاف بأعدائهم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 03:52 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى إسكندر ترد على هجوم مريم حسين عليها وزوجها

GMT 01:20 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيناس مكي تؤكّد أن "الصفقة" سيعيدها قريبًا إلى السينما

GMT 01:12 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

فريق آرسنال يتفق على صفقة جديدة مع يوفنتوس

GMT 08:22 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي لم يكشف كواليس الحادث الذي تعرض له أخيرًا

GMT 13:07 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توقيف زوج الفنانة نانسي عجرم بعد قتله لصا مسلحا

GMT 05:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على جثتي شاب وفتاة في ورش بناء ضواحي مراكش

GMT 11:45 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

العثماني يؤخر ساعة على التوقيت المعتمد شهر رمضان

GMT 03:46 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"الفظ الأطلسي"النادر يعود إلى البحر الأبيض بعد غياب 3 قرون
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya