سخر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من دعوة روسيا إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، «إذ انهم يلهمون أنفسهم الإرهاب في دول مجاورة ويدعمون حكومات أشبه بالدمى مولعة بالقتال». ووصف بوروشينكو الدعوة الروسية بأنها «نفاق»، مضيفاً: «سمعنا بيانات تصالح من موسكو. انها قصة لطيفة لكن يصعب تصديقها. وهذه الأيام وطأت أقدام قوات روسية بزيها الأخضر أراضي سورية والسؤال من التالي؟».
وجدّد بوروشينكو اتهام روسيا بتمويل انفصاليي شرق أوكرانيا الموالين لها، وتدريبهم وتزويدهم امدادات، وارسالها أسلحة ثقيلة وقوات بعد نزع شارات زيهم العسكري للمساعدة في قتال القوات الأوكرانية.
على صعيد آخر، تذمّر فيتالي تشوركين، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، من وجود ممثلين لكوسوفو في مؤتمر لمكافحة الإرهاب نظمته الولايات المتحدة في مقر المنظمة الدولية أول من أمس، وقال إن «المقر يقع تحت إمرة الرئيس الأميركي أوباما»، باعتبار ان الأميركيين دعوا وفد كوسوفو للمشاركة في المؤتمر.
ورأى تشوركين ان «جلوس مسؤولين كوسوفيين جنباً الى جنب مع باقي أعضاء الأمم المتحدة أمر غير صائب. ونعتبر ان عقد مثل هذه الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة يعني أنهم لا يحترمونها».
ولم تعترف روسيا، الحليفة الوثيقة لصربيا، باستقلال كوسوفو عن صربيا عام 2008، وحضّت دول العالم على عدم الاعتراف بحكومة بريشتينا التي تبدو عاجزة عن الانضمام إلى الأمم المتحدة ما دامت روسيا التي تملك حق النقض في مجلس الأمن، تعارض عضويتها.
ورغم مشاركة روسيا مع أكثر من مئة دولة أخرى في المؤتمر الأميركي، أكد تشوركين عدم رضى حكومته التام عن الحدث الذي «يقوّض بشدة جهود الأمم المتحدة في مجال مكافحة الارهاب».
واشتكت روسيا مرات من ان الغارات التي تشنها الولايات المتحدة ودول أخرى على أهداف لتنظيم «داعش» في سورية، واعتبرتها غير شرعية لأنها لا تحظى بتفويض رسمي من مجلس الأمن.
وفي خطاب لملك المغرب محمد السادس ألقاه وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، حذر الملك من «انتشار الإرهاب الذي يُقلق كل المجتمع الدولي، ومن مواصلة الجماعات المتطرفة عملياتها الحقيرة في قتل الأبرياء وتخريب البنى الاقتصادية وتدمير رموز ومظاهر التراث والحضارة الإنسانية المُشيّدة منذ قرون».
ودعا الملك إلى تعزيز التنسيق والتعاون باستخدام الوسائل المتاحة من أجل تحرك «أكثر فاعلية وتأثيراً يلحظ ايضاً بلورة استراتيجية مندمجة، تشمل النهوض بالجوانب الاجتماعية والتنموية. إضافة إلى الدور العام للبعد التربوي والديني في نشر ثقافة التسامح والاعتدال».
الى ذلك، اعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس ان بلاده توشك التوصل الى تسوية نهائية للنزاع مع متمردين حركة فارك، والمستمر منذ أكثر من نصف قرن. وقال: «إنني متفائل أكثر من أي وقت بفرص السلام، والمهمة ليست مستحيلة»، داعياً الكولومبيين الى «تغيير روحي فردي يقودهم الى مصالحة».
بدوره، حذّر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من أي محاولة لارتكاب أعمال عنف في بلده مع اقتراب موعد الانتخابات الاشتراعية في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، والذي سيأتي بعد أشهر على الحكم بالسجن 14 سنة على المعارض ليوبولد لوبيز.
وقال: «أطالب العالم بأن يتنبه جيداً لأي محاولة لزعزعة الحياة السياسية في فنزويلا. نبذل كل الجهود لتأمين ان يسمح النظام الانتخابي بتعبير الشعب عن ارادته بشفافية، وستبرهن فنزويلا عن طابعها الديموقراطي والسلمي في هذه الانتخابات».
وإثر لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الكوبي راؤول كاسترو في نيويورك، قال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز: «قرارات المصالحة التي اتخذها الرئيس الأميركي حتى اليوم لا تزال محدودة جداً، خصوصاً انه يستطيع تعديل عدد كبير من العناصر في تطبيق الحظر الاقتصادي المفروض علينا». ومن الاجراءات التي تنتظرها هافانا السماح بسفر جميع الأميركيين الى كوبا.
ومن على منبر الأمم المتحدة، ذكر كاسترو بأن غالبية الأعضاء الـ193 يطالبون سنوياً برفع الحظر عن كوبا، في قرار غير ملزم تصوت واشنطن دائماً ضده. لكن وسائل إعلام أميركية ذكرت ان الخارجية الاميركية يمكن ان تغيّر موقفها هذه السنة وتختار الامتناع عن التصويت في خطوة تحمل طابعاً رمزياً كبيراً. وكان أوباما قال على هامش الجمعية العامة ان «الانفتاح لا القمع يشجع الإصلاحات».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر