نزوح آلاف الأطفال من منغوليا بسبب تلوث الهواء
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

خلف هذه الصورة الوردية واقع أكثر سوداوية

نزوح آلاف الأطفال من منغوليا بسبب تلوث الهواء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نزوح آلاف الأطفال من منغوليا بسبب تلوث الهواء

نزوح آلاف الأطفال من منغوليا
أولان باتور - المغرب اليوم


تأسر منغوليا القلوب بسهولها الشاسعة وبحيراتها، لكن خلف هذه الصورة الوردية واقع أكثر سوداوية يتجلى شتاء من خلال سحابة تلوث سميكة تلف العاصمة أولان باتور حيث يُضطر آلاف الأطفال للنزوح بسبب المخاطر الصحية.

 وتعتبر هذه المدينة التي يعيش فيها ما يقرب من نصف سكان البلد الآسيوي البالغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، من أكثر مدن العالم تلوثا خصوصا بفعل الاستخدام الكبير للفحم في التدفئة.

ويقطن أكثرية السكان في مدن صفيح في الضواحي داخل خيم تقليدية من دون مياه جارية أو أنظمة صرف صحي، ويواجه آلاف الأهالي مشكلة شائكة إذ يتعين عليهم الاختيار بين إبقاء أبنائهم في المنزل مع المجازفة بصحتهم أو إرسالهم للعيش في الأرياف لحمايتهم من التلوث.

وفي هذا البلد الواقع بين روسيا والصين والذي يوازي ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، يسبب الهواء السام نزوحا حقيقيا إلى خارج العاصمة. ويحذر الخبراء من الآثار الكارثية للتلوث على الأطفال خصوصا لناحية خطر التأخر في النمو أو الأمراض المزمنة وحتى الموت. وخلال الشتاء، تكتظ المستشفيات بالمرضى.

وعانت ابنة نارانشيميغ إرديني تراجعا في جهاز المناعة جراء تلوث الهواء في أولان باتور حيث يعتمد السكان في تدفئة منازلهم على حرق الفحم وحتى البلاستيك في مدن الصفيح، في حين تتدنى الحرارة إلى ما دون أربعين درجة مئوية في الشتاء.

وتوضح إرديني لوكالة فرانس برس "غالبا ما نقصد المستشفيات" بسبب هذا الوضع. فقد عانت ابنتها أمينة من تغبر الرئة (وهو مرض رئوي ناجم عن تنشق غبار سام)، مرتين وهي في عامها الثاني ما استدعى معالجتها باستخدام أنواع عدة من المضادات الحيوية.

والعلاج الوحيد الممكن وفق الأطباء يكمن في إرسال الطفلة إلى الريف. وتعيش أمينة اليوم مع جديها في قرية بورنور سوم الواقعة على بعد 135 كيلومترا من العاصمة.

وتقول إرديني "زال مرضها منذ أن انتقلت للعيش" في الريف. وهي لا ترى ابنتها سوى مرة أسبوعيا متكبدة عناء التنقل لثلاث ساعات ذهابا وإيابا.

وبالنظر إلى بعض المعايير، فإن أولان باتور ليست أكثر عواصم العالم برودة فحسب بل أكثرها تلوثا أيضا، مع مستويات قياسية من الجسيمات المعلقة 2,5. هذه الجزيئيات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2,5 ميكرومتر فتاكة لأنها تتغلغل إلى عمق الرئتين.

وقد بلغ مستوى تركيز هذه الجزيئات 3320 ميكروغراما في المتر المكعب في كانون الثاني (يناير)، أي 133 مرة أعلى من الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية.

ومن شأن هذا الأمر زيادة التوترات الاجتماعية. وغالبا ما يوجه السكان الأكثر اقتدارا في أولان باتور سهامهم إلى النازحين من مدن الصفيح ويطالبون بطردهم.

لكن التدفئة على الفحم هي الحل الوحيد المتاح أمام هؤلاء.

وتقول دورجداغيا أدياسورن وهي ربة عائلة تعيش في خيمة تقليدية مع أطفالها الستة "الناس ينتقلون للعيش في المدينة لأنهم في حاجة لدخل ثابت  الذنب ليس ذنبهم".

وفي محاولة لحل المشكلة، منعت السلطات حركات الهجرة الداخلية في البلاد سنة 2017. ومنذ أيار (مايو) 2018، لم تعد التدفئة على الفحم مسموحة نظريا لكن لم تظهر نتائج هذه التدابير حتى اللحظة بشكل ملموس.

أما السكان المقتدرون فينتقلون إلى الخارج في فترات التلوث الكبير، على غرار لوفسانغومبو تشينتشولون. فهي لم تتوان عن استلاف المال لنقل ابنتها إلى تايلاند طوال شهر كانون الثاني (يناير).

ويرتب التلوث تبعات كارثية على البالغين، لكن الأطفال أكثر ضعفا في مواجهة هذه المخاطر خصوصا لكونهم يتنشقون المواد الملوثة بسرعة أعلى وكميات أكبر.

ورغم المخاطر الصحية، لا خيار أمام بادامخند بويان-أولزي وزوجها سوى البقاء في العاصمة للعمل. لكنهما قررا إبعاد ابنهما تيمولن ذي السنتين للعيش على بعد أكثر من ألف كيلومتر.

ولطالما ترددت الأم البالغة 35 عاما في اتخاذ هذا القرار مفضلة في بادئ الأمر الانتقال من حي إلى آخر أملا في تحسن صحة ابنها. لكن مع تراكم مشكلاته الصحية بينها التهاب في الشعب الهوائية استمر سنة كاملة، اقتنع الوالدان في النهاية بإرسال تيمولن للعيش لدى جديه. وتقول الأم "لا يهم إن كنت أفتقده ومن يربيه، فأنا سعيدة طالما أنه في صحة جيدة".

والنتيجة أتت مقنعة وفق بويان أولزي إذ إن "حماتي سألتني هل من الضروري الاستمرار في إعطائه أدوية لأنه توقف عن السعال".

قد يهمك أيضًا:

العالم مُهدد بالاحتباس الحراري إثر انفصال جبال جليدية

عشرات النحّاتين يتسابقون لتقديم التماثيل الجليدية في روسيا

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزوح آلاف الأطفال من منغوليا بسبب تلوث الهواء نزوح آلاف الأطفال من منغوليا بسبب تلوث الهواء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:30 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الوفاق تُعطل قرار فرض رسوم على مبيعات الدولار "مؤقتًا"

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

اليك طريقة عمل افضل كريم مقشر للجسم

GMT 12:58 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

جريمة قتل بشعة تثير ضجة في مدينة ورزازات

GMT 06:19 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

منافسة مهمة بين 16 جوادًا على كأس أحمد بن راشد

GMT 21:01 2014 السبت ,16 آب / أغسطس

الطباهج الليبي

GMT 14:00 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليال عبود في طرابلس للمشاركة في معرض "الأعراس"

GMT 05:22 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رسائل من "التنف"

GMT 04:06 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"ترنتي ميرور" تأمل في شراء مجموعة صحف جديدة في انجلترا

GMT 23:38 2016 الخميس ,22 أيلول / سبتمبر

5 أسباب صحية للنوم عارية

GMT 07:22 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

سلاح الجو الأميركي ينقصه 700 طيار حربي

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 06:53 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيرفي رونار "الثعلب" الذي أعاد للأسود شراستها

GMT 22:46 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث شرطيات مغربيات يتعرضن للتحرش الجنسي

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 03:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

النجمة ريهام حجاج حبيبة عمرو سعد في "وضع أمني"

GMT 02:13 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

غطاء "أيفون 8" الزجاجي صعب الإصلاح حال تحطّمه

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض لوحات مرعبة للفنّان إنسور في معرض الأكاديمية الملكية

GMT 03:18 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

أسماء الخمليشي تنشر صورة تعبر فيها عن رياضتها المفضلة

GMT 09:28 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن وبكين توقعان عقودًا تجارية بقيمة 253.4 مليار دولار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya