شمل الفصائل حين يلتئم في القاهرة

شمل الفصائل حين يلتئم في القاهرة

المغرب اليوم -

شمل الفصائل حين يلتئم في القاهرة

بقلم - عريب الرنتاوي

سيلتئم شمل الفصائل الفلسطينية اليوم في القاهرة، وسيتابع الفلسطينيون بقدر كبير من “الضجر” و”التثاؤب” حركة ممثيلها في الردهات والممرات، الوجوه ذاتها، منذ عشرات السنين، لا شيء تغير سوى أخاديد الزمن التي حُفرت عمقياً على الوجوه والأعناق، والرؤوس التي اشتعلت شيباَ أو فقدت “فروتها” ... وحدها حماس، تأتي بوجوه جديدة، فهذا التنظيم، “الشمولي” بالتعريف، هو الأكثر حيوية وتجديداً لنخبه وقيادته، وتلكم مفارقة برسم القوى الديمقراطية الفلسطينية ... البقية نعرفهم مذ أن عرفنا القضية الفلسطينية، نعرف حركاتهم الإرادية و”اللا إرادية”، نعرف ماذا يضمرون وبما سيبوحون ... لا شيء جديداً البتة، لكأننا حضرنا هذا الفيلم أكثر من مرة.
ما علينا؛
سيتحدث الجميع عن تفاقم الأخطار واتساع دائرة التآمر، وسيمرون بالمنعطف الإستراتيجي الذي تمر به القضية، وسيطالبون بالاعتصام بحبل الوحدة الوطنية، حتى لا يتفرقوا وتذهب رحيهم ... لكأنهم يخاطبون أحداً غيرهم، مع أنهم “مجتمعون بربطة المعلم” تحت الرعاية المصرية، هم أصحاب القرار، أو هكذا يفترض بهم أن يكونوا، فلماذا يخاطبون “كائنات فضائية” غير مرئية ... إن كانت الوحدة ضرورية إلى هذا الحد، فلماذا لا تتوحدون ... لماذا تظهرون أعلى درجات السخاء أمام الغير، وتتوقفون عن كل كلمة وفاصلة وحرف “نصب” أو “جزم” عندما ينحصر الأمر بينكم ... بصراحة لا أجد نفعاً ولا رغبة للاستماع إلى مطولاتهم، فهذه الاسطوانة، “امّحت” لفرط دورانها.
ما علينا (...)
المصالحة قطعت خطواتها الأولى، بيدَ أنها ما زالت في خطر، بل وما زالت “مفخخة” بالألغام والعبوات الناسفة التي لم تنزع بعد ... المصالح تتهدد المصالحة، هكذا يرى رجل الشارع الفلسطيني ... رياح الانقسام الإقليمي السموم تهب على البيت الفلسطيني بقوة، وتهدد باقتلاعه ... هناك من يؤيد مصالحة في خدمة ترامب و”صفقة القرن” ... وهناك من يؤثر الانقسام لمواجهة ترامب وحلفاء ترامب على الضفة الأخرى ... المحاور الإقليمية تتربص، ولكل منها أدواته وأولوياته وفرسانه من بين المجتمعين في رحاب الضيافة المصرية... وهيهات أن يرتقي القوم إلى مستوى ما يجابه شعبهم وقضيتهم من تحديات، الجميع مثقل بحسابات حلفائه والتزامات “محوره”.
ما علينا؛
السلطة باتت تعرف ما ينتظرها، ومكتوب مبادرة ترامب يُقرأ من عنوانه، وعنوانه إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وحملات الضغط التي تضع الرئيس عباس بين خياري الاستسلام أو التنحي، أو بالأحرى “التنحية”، هي خلاصة الموقف العربي، حتى وإن لم ترد على الصورة الاستفزازية التي جرى تداولها ... التعاون العربي مع إسرائيل ما عاد ينتظر غطاءً فلسطينياً، ولو من قبيل “ذر الرماد في العيون” ... الزمن تغير، والحرج بات مرفوعاً ... من سيكترث لبيان الفصائل أو تحالفها، سواء صدر من دمشق أو غزة أو من رام الله ...  معارك كسر العظم الدائرة في الإقليم، تجعل من السلطة وفصائلها والمقاومة وكتائبها، تفصيلاً صغيراً جداً ... جداً ... جداً.
وحماس بدورها تعرف ما ينتظرها ... وإن كانت لا تعرف، فما عليها إلا أن تقرأ بيان وزراء الخارجية العرب الذي لم يجف حبره بعد ... كل ما على حماس أن تفعله هو أن تضع اسمها محل اسم حزب الله أو بجانبه ... وبقية القصة معروفة ... وكل ما على السلطة أن تفعله، هو التأمل الدقيق في أداء جبران باسيل ومندوب لبنان لدى الجامعة العربية ... تخفيف لهجة الإدانة للبنان وتفادي وصم حكومته بالإرهاب ورعايته ... بيان الأمس، جدير بأن يقرأ جيداً من قبل جميع المجتمعين في القاهرة، وتحت الرعاية المصرية.
أما بقية الفصائل، فمن العبث فرد مساحات واسعة للتعليق على موقعها وموقفها، بعد أن أدرجت نفسها في خانة “لزوم ما لا يلزم”، وارتضت بدور الكومبارس الذي يُستدعى على عجل، ويُستبدل على عجل، لا لشيء إلا لاستكمال الصورة وملء المقاعد الشاغرة.
ما علينا؛
حوارات القاهرة ستمضي في طريقها وفقاً لرزنامة الوسيط المصري ...وبعد اتفاق فتح وحماس، تصبح بقية الحوارات والمناقشات و”المناغشات” من باب تحصيل الحاصل ... الحوار الفلسطيني المطلوب والمأمول، ليس هذا الذي يجري في القاهرة، لا من حيث الزمان والمكان، ولا من حيث جداول الأعمال ... الحوار المطلوب مساحته ساحات العمل الوطني الفلسطيني، والمشاركون فيه هم أبناء وبنات فلسطين ونخبها وطلائعها، وغالبيتهم خارج التركيب الفصائلي ... أما عناوينه، فتنحصر في بعث واستنهاض الحركة الوطنية الفلسطينية، وبناء التوافقات العريضة والعميق حول استراتيجية المرحلة الجديدة، والخروج من أسر الأدوات والأطر المكبلة لكفاح شعب فلسطين، وإعادة قراءة خريطة التحولات في الإقليم، والإجابة من جديد عن سؤالنا القديم: من هم أعداؤنا ومن هم أصدقاؤنا؟ ... مثل هذا الحوار، ليس بحاجة لوسطاء ولا رعاة، ولا هو هو بحاجة لفنادق خمسة نجوم ولا أربعة أو ثلاثة... ميادينه مدن فلسطين وقراها وما تبقى من مخيمات المنافي والشتات وجاليات الاغتراب الطوعي والقسري ... مثل هذا الحوار، لا يجب أن يتحدد بجلسات يجب أن تنجز على عجل لاستلحاق “المؤتمر الصحفي” المُعد سلفاً، فهو حوار تمليه ضرورات المجابهة المستمرة مع الاحتلال وأعوانه وحلفائه القدامى والجدد، حتى يظفر الشعب الفلسطيني بحريته وكرامته واستقلاله، وإن طال الطريق وعظمت التضحيات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمل الفصائل حين يلتئم في القاهرة شمل الفصائل حين يلتئم في القاهرة



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya