التغيير لا يخص السعودية وحدها

التغيير لا يخص السعودية وحدها

المغرب اليوم -

التغيير لا يخص السعودية وحدها

بقلم ـ عبد الرحمن الراشد

رغم أن المتحدث هو ولي العهد السعودي، ورغم أن حديثه عن المملكة العربية السعودية وعن مجتمعها، فإن موضوعه عن مواجهة التطرف، والعودة للإسلام الوسطي، يفترض أن يكون مشروع الجميع، دول المنطقة ومعها المجتمع الدولي.
الأمير محمد بن سلمان يتحدث اليوم عن بناء المستقبل، على أنه خير وسيلة للخروج من الماضي الذي يلاحقنا ويحاصرنا جميعاً. يرى أن التطور يتطلب التحول، والذي يُتطلب لعلاجها، الاعتراف أولاً بالمشكلة، والشجاعة في التعامل معها. وأعتقد أن الأمير محمد كان كذلك أمس، كان واضحاً وصريحاً وشجاعاً في حديثه للعالم. تحدث عن العودة للمجتمع السعودي الذي كان عليه الآباء في الماضي، متديناً بلا تطرف ومتسامحاً مع من حوله.
نعم توجد مشكلة الوقت الحاضر من إرث الماضي القريب، وعنها تحدث وفاتح الحضور من دون حرج أو مداراة ومواربة، بأن المتطرفين فرضوا آراءهم على المجتمع بعد عام 1979، وتحديداً بعد ثورة آية الله الخميني التي فتحت باب المزايدات على الغلو والتطرف، والمزيد من التطرف. وأمس تعهد الأمير بأنه حان الوقت لمحاربة الفكر المتطرف وتدميره.
مقولته هذه رددت صداها المملكة وليس فقط قاعة المؤتمر. واختار لها مناسبة مهمة، حيث كان ولي العهد يقدم أحد مشروعات السعودية المستقبلية للمستثمرين وللعالم، ويشرح خطته التطويرية للأجيال الشابة.
بهذا الخطاب الشجاع، السعودية تقود تياراً جديداً في المنطقة والعالم الإسلامي، يمكن أن نعلق عليه الأمل في الخروج من زمن التطرف الذي يهدد العالم.
وولي العهد السعودي برهن على أنه يفي بكلامه، خطى صعبة مشاها. طرح كثيرا من الوعود ومبادرات الانفتاح التي برهنت لمواطنيه، وللعالم أيضاً، أنه يعني ما يقول، وأن بلاده تقود حملة تنظيف من الفكر المتطرف ومن المتطرفين. أصدرت قرارات وعدلت قوانين. وما الخلاف الذي نشب مع الجارة الشقيقة قطر إلا جزء من سياسته. السعودية تبنت موقفاً واضحاً أنها لا تريد علاقة مع حكومة قطر إن استمرت تمول الجماعات المتطرفة على أراضيها، وتدعمهم إعلامياً وتحتضن الهاربين منهم. وخطاب السعودية ضد التطرف، التسامح فيه صفر، لم يعد يتهاون مع الأفراد، ولا مع المؤسسات الرسمية أو الخاصة، التي تبث الإسلام الراديكالي اجتماعياً، وسياسياً. كما اتخذت الحكومة عشرات البرامج الانفتاحية التي فاجأتنا، نحن الذين كنا نظنها قرارات صعبة، بل ومستحيلة في الظروف السياسية القائمة.
أهمية ما تحدث به ولي العهد السعودي، ينبع من أهمية المملكة العربية السعودية بصفتها دولة قائدة لأكثر من مليار مسلم في أنحاء العالم. وفي رأيي أن الأمير محمد بن سلمان، الذي يملك من الشرعية، والرؤية، والشجاعة ما يجعله قادراً على قيادة قاطرة التغيير، وإنقاذ المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم مما لحق بها من تخريب فكري طالها منذ عام 1979. فالسعودية هي المرجع الروحي للمسلمين.
الهدف ليس تخليص الناس من التطرف والمتطرفين، بل أيضاً بناء مستقبل واعد لأبنائهم وبناتهم. روح التغيير الإيجابية تمهد الطريق، مثل الإعلان أمس عن بناء منطقة عملاقة في شمال غربي البلاد، تربط بين القارات، وتفتح باب الصناعة الحديثة، والتجارة الدولية، والسياحة، وتعتمد على أنظمة تقنية حديثة جداً.
في مؤتمر الرياض نسمع حديثاً عن الحياة وليس عن الموت، عن المستقبل لا عن الماضي، ولهذا نرجو أن يجعل المملكة بوابة التغيير للجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التغيير لا يخص السعودية وحدها التغيير لا يخص السعودية وحدها



GMT 08:09 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

انتهى الحجْر ولم ينته الخطر

GMT 04:39 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

تباشير اكتشاف اللقاح

GMT 05:11 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

حكايات رمضانية

GMT 19:11 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

التنّمر على السودان

GMT 13:26 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

لو عادت المفاوضات

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya