المعرفة والدين

المعرفة والدين

المغرب اليوم -

المعرفة والدين

بقلم : أمينة خيري

«اطّلعتَ على الرسوم المسيئة؟»، «لا». «هل تعرف ما بها؟»، «لا ولا أريد أن أعرف». «ألا تريد حتى أن تعرف ما تحوى ولو من باب حب الاستطلاع؟»، «لا طبعًا، مجرد رؤيتها معصية وذنب». «طيب هل تعرف شيئًا عن تركيبة المجتمع الفرنسى وطبيعة قوانينه ودستوره؟»، «ناس تتحدث الفرنسية وعندهم برج إيفل وستاتهم عود فرنساوى». «ليس هذا هو المقصود، المقصود هل تعرف نظام الدولة هناك وماهية الدستور والقواعد المبنية عليه نصوص القانون؟»، «وما دخل هذا فى موضوع الرسوم؟»، «أسأل سؤالًا محددًا. هل تعرف شيئًا عن نظام الحكم أو الدستور أو القوانين؟»، «لا ولا أريد أن أعرف». «وما الطريقة المثلى للرد على هذه الرسوم أو ما يظهر مجددًا فى هذا الجزء من العالم من رسوم أو أفلام أو كتابات شبيهة؟»، «طيب لو أُتيحت لك فرصة أداء العمرة أو الحج، فهل تفعل؟»، «طبعًا، يا ريت». «طيب ماذا تفعل إن صعدت الطائرة ووجدتها (إيرباص) الفرنسية؟»، جاء الرد صمتًا تامًا من الشاب الجامعى، حديث التخرج، الذى لا يعرف أين تقع فرنسا، ولم يرَ الرسوم أو يكلف نفسه بالبحث عن معلومة تُثرى معرفته أو خلفية تساعده على فهم ماذا يحدث ولماذا. النقاش لم يكن بالطبع دفاعًا عن رسوم أو تصريحات من شأنها أن تؤذى مشاعر أشخاص، فما بالك بملايين أو بلايين منهم! لكنه كان محاولة لخدش السطح واستكشاف ما تحته. كان محاولة لفهم لماذا حرقنا آلاف الأعلام لدول أهانتنا أو احتلتنا أو أساءت إلينا وهرع الغاضبون للقفز بأحذيتهم وشباشبهم عليها إمعانًا فى إلحاق الضرر بها، ورغم ذلك فالإهانات والاحتلالات والإساءات مازالت تحدث.

كانت محاولة لمعرفة كم المعرفة لدى جموع الغاضبين فيما يختص بسبب الغضب، وإن كانت هذه الجموع تعتمد على العنعنة فى تكوين وجهات نظرهم وبناء آرائهم، ومن ثَمَّ إشعال غضبهم، أو تبذل جهدًا ما للبحث والفهم، بدلًا من الاعتماد على السير فى ركاب الجموع والاكتفاء بما يقوله هذا عن ذاك عن أولئك عن هؤلاء. على الأقل سيكون الغضب منطقيًا والرد على الإساءة مفيدًا بدلًا من الصياح والصراخ، ويوم نقرر ألّا نكتفى بالصوت نذبح ونسفك الدماء ونهلل فرِحين بالنصر العظيم، ثم نتعجب ونغضب حين يقولون إن ثقافتنا فى أزمة، وإن مفاهيمنا تمر بضائقة فكرية. والكارثة هى أننا نخلط بين الثقافة والدين، ونمزج بين ما يفعله أتباع الدين وبين محتوى الدين، ونُلحق بالدين أكبر الضرر وأشده فتكًا حين يحاول البعض فك الاشتباك وإنقاذ الدين بالفصل بينه وبين ما فعله به البعض، فنصرخ ونهلل ونصر على إلصاق التهمة بنا، ونؤكد أن ما نفعله من تصرفات وما تتفتق عنه أذهاننا من أفكار هو صميم الدين وكأننا نعزز الفهم الخاطئ بأن الدين ينص على العنف ويدعو إلى القتل، فهل من مَخرج؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعرفة والدين المعرفة والدين



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 09:24 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

الاعلام العربي نحو مزيد من الانحدار

GMT 08:10 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

زين العراقي يصور "كشخه" بفي عمان

GMT 01:37 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تضيف الألوان إلى الفرو في أحدث صيحات 2018

GMT 04:51 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الطالب يزور قسم الولادة بمستشفى "طنجة"

GMT 18:30 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 04:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

نجمات رمضان 2019 يتألَّقن بصبغة شعر أسود

GMT 17:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة ١٤ سائحًا في استهداف أتوبيس سياحى في الهرم

GMT 08:52 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

5 نصائح تمكنك من اختيار شجرة عيد الميلاد المثالية

GMT 21:58 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الحواصلي يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya