صلوا فى البيت

صلوا فى البيت

المغرب اليوم -

صلوا فى البيت

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

الحمد لله، تم اتخاذ القرار الذى كان يجب أن يتم اتخاذه منذ بداية أزمة «كورونا». أخيراً وبعد طول مناهدة وعنف ومساجلة وكثير من السفسطة، تم اتخاذ قرار تعليق الصلوات فى داخل دور العبادة، فـ«كورونا» لا يفرق بين قاعة علم أو قاعة دين أو قاعة رياضة أو غيرها.

أكاد أشعر بقلوب تتسارع دقاتها جراء القرار. وأفهم تماماً سبب تسارعها، وإذا عُرف السبب، بطُل العجب. فقد أثبتت مجريات الأمور فى السنوات القليلة الماضية أن الهسْهس مازال ينفجر فى وجوهنا. مرة ننتخب من «وسيط الله على الأرض»، ومرة نمسك بتلابيب التدين المظهرى إمساكاً متعنتاً، ومرة نصرّ على الدعاء وتمنى الشفاء لمن يطابقوننا فى خانة الديانة، وغيرها كثير من أشكال الوسواس ومظاهر الهسْهس.

لكن هسْهس اعتبار من يطالب بعدم السماح للصلاة فى دور العبادة بأشكالها فى ظل وباء «كورونا» المتفشى بسرعة البرق إما جاهلًا أو عدوًا الدين أو متربصًا بالمتدينين فهو هسّهس من النوع الثقيل. لماذا؟ لأنه يجد ظهيراً شعبياً وكان يدعمه سكوت رسمى يجرنا نحو الهاوية.

هاوية تجمع العشرات - ولن أقول- فى دور عبادة مغلقة، فى الوقت الذى تم فيه تعطيل الدراسة، وتقليل أعداد الموظفين، وتوقيف الأنشطة الرياضية، وتحديد عمل ساعات المقاهى والمطاعم. أى منطق هذا الذى تستمر فيه الصلوات فى دور العبادة فى ظل فيروس كهذا؟

المنطق الوحيد – الذى هو فعلياً لا منطق – هو أن «كورونا لا يصيب مؤمن»، على غرار «النار لا تحرق مؤمن». والكارثة أن هذا الإصرار جاء من قواعد شعبية ربما ضربها تدين السبعينيات العابر للحدود المعتمد فى جانب كبير منه على تفسيرات ذات جذور ثقافية وسياسية لا تمت لنا بصلة، ودعمها مشهد إقامة الصلوات وبثها من داخل دور عبادة مغلقة. فهل يقف الكورونا على الباب خائفاً من أن يمس المصلين؟ وهل يسمع كورونا اسمه يتردد فى دعاء الإمام عليه فيرتدع ويتقهقر؟ وهل يرق قلب كورونا لدى معرفته بأن الإمام والمصلين بكوا تأثراً من شراسته وقسوته؟

فبينما الغالبية المطلقة كانت تثنى على إجراءات الدولة، وتصفق إعجاباً وتقديراً لما يتم اتخاذه من خطوات سريعة لكن مدروسة، وإجراءات حاسمة لكن واضعة مصلحة عموم المصريين فى المقدمة، أتى من يفسد كل ما سبق بإصرار عجيب غريب مريب على الصلاة فى مكان مغلق ملىء بالمصلين. لكن نحمد الله تعالى ونجله ونعزه على اتخاذ القرار السليم الحكيم الرزين، حنى وإن تأخر قليلاً، وإن كان التأخير فى هذه الأحوال يحمل الكثير من الخطورة.

ولو لم يكن القرار قد صدر أمس، لكان كل ما تم اتخاذه من إجراءات ممتازة على مدار الأسابيع القليلة الماضية قد ولّى وأدبر. إلغاء الصلوات فى دور العبادة بداية جيدة لرفع شعار «انتهى عصر أيدى الدولة المرتعشة»، صلوا فى البيت، وتقبل الله منا جميعاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلوا فى البيت صلوا فى البيت



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 22:46 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

وزارة الشباب والرياضة المغربية تلغي قرار ترقية السكتيوي

GMT 02:01 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

" ألوان الصيف" معرض تشكيلي بفنون الأحساء

GMT 05:16 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

5 سيارات أسعارها تتجاوز الطائرات

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الرئيس الأميركي يطالب بتعزيز الأمن الحدودي في قانون الهجرة

GMT 05:16 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

الصين تستعمل الهواتف الذكية لمعرفة هوية الأشخاص

GMT 12:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعيين مصطفى كشاف حكمًا لمباراة طنجة والدفاع الجديدي

GMT 21:40 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تأهل براعم حسنية أغادير للدور الثالث من كأس عصبة سوس

GMT 21:20 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

طارق الخالدي يستعد لتصوير مسلسله الجديد "وصال"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya