القديسون الجدد

القديسون الجدد

المغرب اليوم -

القديسون الجدد

بقلم : أمينة خيري

قبل أيام، كتبت ملحوظة على صفحة نادٍ أنتمى له بأنه لا يصح تشغيل القرآن الكريم بصوت مرتفع فى المناطق العامة التى يرتادها الأعضاء. فالقرآن له أصول فى الإنصات، كما أن النادى لا يرتاده مسلمون فقط، وحتى لو كان يرتاده مسلمون فقط، فربما بينهم من لا يود الاستماع للقرآن فى هذا الوقت تحديدًا، ولا سيما أن الغالبية المطلقة من سكان الأرض لديهم على الأقل جهاز راديو أو تليفزيون أو محمول يمكنهم من الاستماع لما يودون وقتما يشاءون. وما إن كتبت الملحوظة حتى انبرى المدافعون عن الدين والمهرولون من أجل درء الخطر الذى سيتعرض له الإسلام والمسلمون جراء الاعتراض على تشغيل القرآن فى أجواء غير مناسبة للمرة وتتعارض مع شرط الإنصات والاحترام. واعتبر كثيرون ما كتبت حربًا ضروسًا وخطرًا رهيبًا قادرين على هدم الدين وإلحاق الهزيمة بالمتدينين. ووصل الأمر بأحدهم إلى أن قال إنه لا يحتمل أن يرى القرآن الكريم يعرض للانتقاد على الملأ!! آه والله. أذكركم بأن الانتقاد موجه لتشغيل القرآن الكريم فى سياق ومكان غير مناسبين. ما سببته كلماتى للبعض من صدمة وفزعة جعلتهم يستنفرون للدفاع عن دين عمره 1442 عامًا ويتبعه نحو 1.8 مليار شخص لمجرد أن أحدهم اعترض على تشغيل القرآن فى مكان غير مناسب يعنى أننا لسنا فى حاجة إلى تجديد خطاب دينى أو تنقيح فكرة الإيمان أو تنقية مفاهيم التدين. نحن فى مرحلة أكثر بدائية من ذلك بكثير. والتوصل إلى العوامل والمسببات التى دفعت بالبعض خلال العقود الخمسة الماضية إلى اعتناق الهوس بديلًا للدين نفسه أمر بالغ الأهمية. وفك اللوغاريتمات العجيبة حيث الشخص بالغ التدين بمقاييس السنة الـ 20 من الألفية الثالثة لا يجد حرجًا فى شتم وسب الآخرين بأقبح الألفاظ، ناهيك عن وصف أحدهم بالكفر أو السماح لنفسه بإصدار أحكام بشرية على مصير غيره من البشر فى يوم حساب رب العالمين لنا، باتت ذات أولوية قصوى لعلماء الطب النفسى والاجتماع والسياسة، وليس رجال الدين. فما نحن فيه من هوس لا علاقة له بدين من قريب أو بعيد. ولم تمر ساعات حتى فوجئت بمهزلة الشاب الذى كان يقلد مذيعين فى إذاعة القرآن الكريم. فقد وجد نفسه متهمًا بالإساءة للدين والاستهانة بالمتدينين، ونال ما ناله من شتم وسب، بالإضافة إلى ما يشبه دفعه إلى الاستتابة وكأنه سب المقدسات. قيل لنا ونحن أطفال إنه لا يوجد قديسون فى الدين الإسلامى، لكن واقع الحال فى بلدنا فى السنوات الأخيرة يشير إلى أننا صنعنا قديسين. بعضهم بشر وضعناهم فى منزلة القديسين، واعتبرنا نقد أو مراجعة اجتهاداتهم الشخصية كفرًا، وبعضهم رجال دين تعاملنا مع آرائهم وفتاواهم باعتبارها نصوصًا قرآنية يحرم مناقشتها أو السؤال عن المنطق فيها. وفى كل يوم نضيف المزيد من القديسين إلى القائمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القديسون الجدد القديسون الجدد



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

أوبستفيلد يُؤكّد أنّ 3.7% النمو الاقتصادي في 2018

GMT 15:28 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

تعرف على سعر اليورو مقابل الدرهم المغربي

GMT 21:20 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

"إسطنبول الظالمة" يتصدر نسب المشاهدة

GMT 19:01 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

كوفاتش يعلن غياب ثلاثي "بايرن ميونخ" أمام "شتوتجارت"

GMT 08:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وفاة الفنان سعيد عبد الغني عن عمر يُناهز الـ 80 عامًا

GMT 13:23 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

لويس إنريكي يؤكد أن جودة إيسكو لا خلاف عليها

GMT 00:14 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنان المغربي أحمد الروداني

GMT 05:46 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة محمود أبو الوفا الصعيدي بعد عودته من أداء مناسك العمرة

GMT 02:40 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكورات تناسب غرف نوم الأولاد

GMT 21:18 2018 الأحد ,26 آب / أغسطس

بوحدوز يصل إلى السعودية من أجل الباطن

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

لعبة حاسوبية لتدريب المخ ومحاربة الخرف

GMT 23:14 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

طريقة سهلة وسريعة لتقديم طبق البخاري بالدجاج

GMT 09:19 2018 الأحد ,29 إبريل / نيسان

ابرز اهتمامات الصحف الاردنية الاحد
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya