السودان والكارثة

السودان والكارثة

المغرب اليوم -

السودان والكارثة

بقلم : أمينة خيري

قلوبنا وعقولنا مع السودان وأهله. فهذا ما نملك وربما معه ما يتيسر من قدرة على مقاسمة ما لدينا من قدرات مادية. وهذا ليس كلاماً يتم تسويقه فى سوق الكلام. قلوبنا وعقولنا تتعلق بالسودان وأهله فى مثل هذه الظروف الصعبة والكاشفة فى آن. والصعوبة معروفة أسبابها. كارثة فيضانات ألمت بهم بعدما تعدت الأمطار الغزيرة معدلاتها الطبيعية فى مثل هذا الوقت من كل عام. مقتل نحو مائة شخص، وإصابة 50 آخرين وتضرر نحو نصف مليون شخص، ناهيك عن انهيار ما يزيد على 100 ألف بيت. إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر يعنى أن الكارثة كبيرة. والسودان شأنه شأن العراق شأن فلسطين شأن اليمن شأن ليبيا شأن لبنان شأن غيرها من الدول التى تربطنا بها صلات إنسانية وتاريخية وجغرافية فى المقام الأول، تجعل المصرى يشعر أن المصاب مصابه والكارثة كارثته. (مع الأخذ فى الاعتبار بالطبع أن الإنسان السوى يتفاعل مع أى شخص على سطح الأرض تعرض لأزمة أو مصيبة بغض النظر عن اللون والعرق والجنس والمعتقد) وفى المقام الثانى، نأخذ الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية فى الحسبان، وإن كان هذا المقام يدخل فى نطاق اهتمام الساسة والباحثين والمحللين. فما الذى يدعو لكتابة هذه الكلمات الآن؟ لاحظت غيابا شبه كامل لصور البروفايل التى تتزين بعلم السودان، أو عبارات التضامن معه.

حفنة صغيرة من الأصدقاء والصديقات فقط كتبت على صفحاتها دعوات بالتضامن مع إخوتنا فى السودان، وهو ما حاز على بعض «اللايكات». المثير أن البعض الآخر سأل: إيه اللى حصل فى السودان؟ وهذا سؤال خطير! فهذا يعنى أن كلا من الإعلام التقليدى بمنصاته المختلفة من مواقع خبرية وشاشات وإذاعات وصحف، وغير التقليدى من منصات عنكبوتية تصنع الترند وتروج له على «تويتر» و«فيسبوك» ليصبح حديث الساعة لم يهتما بما يجرى فى السودان. حتى المنصات الخبرية الغربية الكبرى ذات الأذرع العربية لا تعطى ما يجرى فى السودان القدر الذى كان يتوقع أن تعطيه له. الغريب أن هذه المنصات نفسها تجد فى تحليل مشكك فى تعامل مصر مع كورونا، أو طقوس الزواج فى مناطق جبلية فى المغرب مثلًا أو «فلاش» كلب لبنان الشهير ما يستحق الإبراز والتركيز أكثر مما يجرى فى السودان! والحمد لله أن مصر تقوم بدورها الذى هو واجب فى إرسال الإغاثات، ولا أشك لحظة أن الدولة ستقدم من الدعم التقنى والفنى ما يحتاجه السودان. لكن أعاود السؤال الاستنكارى عن حجم الاهتمام الإعلامى المحلى والإقليمى والدولى بالسودان، وحجم الانغماس العنكبوتى فى مجريات الأمور هناك. ليس المطلوب عبارات حنجورية حيث نحن والسودان أخوة وحبايب من زمان... إلخ. ولا المطلوب تعليل سطحى حيث موقف السودان الرسمى السابق فيما يختص بسد النهضة. المطلوب تحليل منطقى لوضع غير منطقى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان والكارثة السودان والكارثة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

أوبستفيلد يُؤكّد أنّ 3.7% النمو الاقتصادي في 2018

GMT 15:28 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

تعرف على سعر اليورو مقابل الدرهم المغربي

GMT 21:20 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

"إسطنبول الظالمة" يتصدر نسب المشاهدة

GMT 19:01 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

كوفاتش يعلن غياب ثلاثي "بايرن ميونخ" أمام "شتوتجارت"

GMT 08:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وفاة الفنان سعيد عبد الغني عن عمر يُناهز الـ 80 عامًا

GMT 13:23 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

لويس إنريكي يؤكد أن جودة إيسكو لا خلاف عليها

GMT 00:14 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنان المغربي أحمد الروداني

GMT 05:46 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة محمود أبو الوفا الصعيدي بعد عودته من أداء مناسك العمرة

GMT 02:40 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكورات تناسب غرف نوم الأولاد

GMT 21:18 2018 الأحد ,26 آب / أغسطس

بوحدوز يصل إلى السعودية من أجل الباطن

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

لعبة حاسوبية لتدريب المخ ومحاربة الخرف

GMT 23:14 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

طريقة سهلة وسريعة لتقديم طبق البخاري بالدجاج

GMT 09:19 2018 الأحد ,29 إبريل / نيسان

ابرز اهتمامات الصحف الاردنية الاحد
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya