حرب العيال وقيمة الإنجاز

حرب العيال وقيمة الإنجاز

المغرب اليوم -

حرب العيال وقيمة الإنجاز

بقلم : أمينة خيري

لا يمكن بأى حال من الأحوال فصل قضايا التنمية والتقدم والتحضر فى معزل عن الملف السكانى. ولأن ربنا عرفوه بالعقل ولأن التفكر والتدبر والمنطق أسياد كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا، فإن عملية الإنجاب، التى تدور رحاها بغِلّ شديد وإصرار رهيب على دحض التفكر وقتل التدبر واغتيال المنطق، لا يقف وراءها إلا تناول جانبه الصواب وغاب عنه الصلاح. «بتخلف عيال كتير ليه وانت غارق فى فقر شديد؟» «علشان يساعدونى أخلص من الفقر». «بس كده؟!» «آه! لكن كمان الشيخ قالِّنا بعد صلاة الجمعة إن تنظيم الأسرة حرام وإن الرسول (ص) عايز يتباهى بكثرتنا يوم القيامة». جناحا القنبلة معروفان منذ عشرات السنوات. كل عيل رأسمال. الولد يعمل فى ورشة والبنت تتجوز وهى فى اللفة، وفى سنوات الألفية الجديدة الولد يشتغل على توك توك أو يتسول فى الشارع، والبنت تتزوج لمَن يدفع أكثر. وعلى الرغم من القوانين، التى من شأنها أن «تجبر» راغبى الخلفة دون هوادة، أحيانًا تكون لازمة وواجبة حتى لا ننفجر جميعًا، إلا أن مَن ينجب بهذا التواتر وبناء على تلك الأيديولوجيا القائمة على محاربة الفقر برؤوس الأموال البشرية والمحمية- بل المُكرَّمة بفتاوى دينية تأليف وتلحين وإخراج النسخة السبعينية المشوهة للدين- لن يلتفت إلى هذه القوانين، بل سيلجأ إلى الالتفاف عليها، ناهيك عن مشاعر العداء التى سيُكِنّها للنظام الذى يكبته ويحد حريته. على سبيل المثال، سيستمر فى الإنجاب دون شرط تسجيل المولود. وبالطبع فإن هموم الالتحاق بالمدرسة والتطعيمات إلخ لن تطرأ على باله لأن الشيخ نفسه أبلغه أن الله هو الحامى دون أن يخبره أن الله أمرنا بالتدبر والتفكر. الصديق المثقف المتزن، خفيف الظل، عميق الفكر، خبير الدراسات السكانية، رئيس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة، الدكتور أيمن زهرى، كتب تدوينة فيها القليل المفيد: «لو حميتَ الناس من التطرف الدينى وخبل غزو العالم والتكاثر والتناكح والتناسل، ولو اشتغلت كويس على التعليم والصحة ومكانة المرأة كانت الخصوبة انخفضت وحدها والمشكلة السكانية اتحلت. لو خلِّيت فى حياة الناس قيم أخرى جميلة مثل الإنجاز وتحقيق الذات ماكانتش الناس حطت غلبها فى الخلفة والعيال». روشتة تشرح العرَض المرضى وتفند الحلول مؤكدة النتائج. صحيح أن الحلول ليست سهلة فى بلد تم استلابه من قِبَل غزو ثقافى بالغ أشبه بالأمراض الخبيثة التى تتمكن من الجسد، إلا أنها ليست مستحيلة. ملفا التعليم والصحة تم فتحهما والغوص فى جراحهما. وتم إنجاز قدر لا بأس به من التطهير والإصلاح، رغم المقاومة العنيفة، لكن المشوار طويل. أما الخطاب الدينى، فالقشرة الخارجية أفضل حالًا لكى يظل ما فى القلب فى القلب. وفيما يختص بالثقافة وقيم الجمال والإنجاز، فهى محلك سر، أو سر محلك، حيث الإنجاز الوحيد هو إنجاب العيال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب العيال وقيمة الإنجاز حرب العيال وقيمة الإنجاز



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 09:24 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

الاعلام العربي نحو مزيد من الانحدار

GMT 08:10 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

زين العراقي يصور "كشخه" بفي عمان

GMT 01:37 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تضيف الألوان إلى الفرو في أحدث صيحات 2018

GMT 04:51 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الطالب يزور قسم الولادة بمستشفى "طنجة"

GMT 18:30 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 04:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

نجمات رمضان 2019 يتألَّقن بصبغة شعر أسود

GMT 17:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة ١٤ سائحًا في استهداف أتوبيس سياحى في الهرم

GMT 08:52 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

5 نصائح تمكنك من اختيار شجرة عيد الميلاد المثالية

GMT 21:58 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الحواصلي يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya