نهائى بطولة العالم

نهائى بطولة العالم

المغرب اليوم -

نهائى بطولة العالم

بقلم : أمينة خيري

حين أفتانا المتديّنون الجدد بأن إصابة فنانات بفيروس كورونا هو غضب الله على «ما يقترفنه من ذنوب»، لم يفتونا فى شأن إصابة البسيطات شديدات الالتزام بالفيروس نفسه. وحين أمْلوا علينا الدعاء للمسلمين والمسلمات فقط والدعاء على غير المسلمين والمسلمات لم يخبرونا بما يتوجب علينا الدعاء به حين يضرب الوباء الأرض، وتتوجه أنظار الـ7.8 مليار نسمة صوب بلاد غير المسلمين والمسلمات انتظارًا إما للعلاج أو اللقاح أو كليهما. هل نستمر فى الدعاء عليهم؟ أم ندعو لهم بالمرة معنا حفظًا لماء الوجه، الذى نضب وتحجَّر منذ ما يزيد على نصف القرن؟!

وحين توجه أتباع النسخة العجيبة المغلوطة من الدين، والتى هبَّت علينا فى سبعينيات القرن الماضى، إلى المشايخ طلبًا للفتوى حول ما إذا كان تلقِّى اللقاح القادم من بلاد غير المسلمين حلالًا أم حرامًا، أو الموقف فى حال كان أحد مكونات اللقاح من مشتقات الخنزير، لم يخبرهم أحد بأن تلقِّيهم اللقاح من عدمه أمر لا يهم البشرية كثيرًا، ولم يخبرهم أحد بأن تلقِّى اللقاح ليس حماية للمتلقِّى فقط، لكنه حماية لكل مَن حوله. ولم يخبرهم أحد بأن اللقاح مسؤولية، حتى لو كان المتلقِّى يعتنق فكرًا انتحاريًا، أو أنه تربى فى كنف شرائط كاسيت السبعينيات، التى أقنعته بأنه جاء الدنيا ليتعذب ويتألم، وكلما زاد عذابه حصل على عدد أكبر من الحور العين، وأنه فى حال لم تتوافر لديه عوامل التعذيب فعليه أن يعذب نفسه ومَن حوله ويُضيِّق على نفسه وعليهم الدنيا حتى يبلغ السواد منتهاه، وبذلك يكون عبدًا مؤمنًا ضامنًا الجنة ونعيمها.

وضمن نِعَم الفيروس اللعين أنه ضرب الجميع دون تفرقة. ولأننا ننسى بسرعة، فحين أطَلَّ الفيروس بطَلّته الأولى فى الصين، صرخ المتدينون الجدد مُهلِّلين بأن عقاب السماء يتحقق لأنهم غير مسلمين، ولأن الأقلية المسلمة تتعرض للاضطهاد والتضييق. وحين قرر الفيروس أن يعبر صوب الغرب، صاح المتدينون الجدد بأن عقاب الله يمتد إلى بلاد حرّفت الأديان أو نبذتها أو قررت أن يكون الدين لله والوطن للجميع. وفجأة خفت الصراخ وسكن الصياح بوصول الفيروس إلى بلاد المسلمين. ولكن بالطبع لم يمنع هذا من تخزين ورقة العقاب الإلهى فى الدرج، وإخراج ورقة «اختبار الله لعباده المؤمنين»، بل وجدنا مَن يخرج علينا ويخبرنا بأن الفيروس جند من جنود الله. ولم تتوقف قدرتنا على صبغ كل شىء وأى شىء بالخرافة، فوجدنا مَن يؤكد أن الوباء ابتلاء للمسلمين وعقاب للكفار، ومَن يخصص برنامجًا عنوانه: «هل كورونا مع المسلمين أم ضدهم؟»، والمهازل تتواتر.

هذا الوقت والمال والجهد، الذى نهدره فى تفكير وحديث واجتهاد وجهاد وجدال، جعل الخرافة تشعر بالضآلة، والجهالة تخجل من نفسها، وهُوَّات التغييب العميقة تعى أنها ليست بالعمق الكافى. ما نهدره فى الخرافة يؤهلنا لمواجهة الوحش فى نهائى بطولة العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهائى بطولة العالم نهائى بطولة العالم



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:59 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

رئيس الوزراء الإيطالي كونتي يجتمع مع السراج في روما

GMT 01:53 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

منار عزت تُعلن عن نوع جديد مِن السياحة تألق

GMT 07:29 2018 الأحد ,24 حزيران / يونيو

أفضل المطاعم والمقاهي بجلسات خارجية في الرياض

GMT 23:39 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

اللاعبة ميا خليفة تتلقى ضربة موجعة على صدرها من ثاندر روزا

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 21:12 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

مطعم "Mekong" يقدم الطعام في قفص وأصبح مقصدًا للعشاق

GMT 06:41 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

الياباني هيدو إيتامي نجم عروض "WWE" الرئيسية

GMT 02:33 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح المعرض الجهوي للصناعة التقليدية في بني ملال

GMT 08:46 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شركة "أبل" تعلن عن شرائها تطبيق "شازام" بـ400 مليون دولار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya