وباء الفقر العلمي

وباء الفقر العلمي

المغرب اليوم -

وباء الفقر العلمي

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

أما وقد مكثت الملايين فى البيت، بات علينا النظر بعين الاعتبار إلى أنشطتنا البيتية. فإذا كان التزام البيت وقاية لنا وللآخرين، وعقدا اجتماعيا نحمله فى رقابنا، حيث الحرية الشخصية فى الخروج ينبغى ألا تؤثر سلباً فى صحة وحياة الآخرين، علينا كذلك أن نعى أن التزام البيوت لا يعنى أبداً الإمعان فى الإفتاء والإفراط فى الشير وإدمان الـ«لايك» لكل ما هب ودب. ففى الترشيد صحة نفسية لنا، ووقاية لأعصابنا ومن حولنا.

ومن حولنا تمطر سماء البيوت «بوستات» و«تدوينات» و«تغريدات» ومجموعات «واتس آب» تتفجر من رحم «واتس آب» بيننا على مدار الدقيقة. والمؤكد أنه لو تم فرض تعريفة تأسيس أو رسوم تدشين على مثل هذه المجموعات الجهنمية، لارتدعت الملايين ولامتثلت لصوت العقل قبل أن تهبد هذا الكم المذهل من الهبد.

ما هذا الكم المذهل من الإفتاء والإرشاد والتنظير والتحليل؟! بين فيروس وضحاه، انتقلنا من الهرى والهرى الآخر فى شؤون التنين والطقس إلى مجالات الطب والوقاية والتعقيم والأعراض واللقاحات، ما يُناقش منها وما يجرى العمل عليه وما لم يبحثه العلماء أصلاً. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يدخل عم حسين الميكانيكى مع الأستاذ فتح الله المحامى فى نقاشات سفسطائية حول جدوى علاج الملاريا مع ترجيح لكفة الخلطة الدوائية التى يجربها البعض فى فرنسا، مع تأكيد من الأسطى على أن دواء الملاريا قد ينجح فى تخفيف الأعراض لكن لا يعالج الأسباب، فى حين يصر «الميتر» فتح الله على أن خلطة الكلوروكين بالزيذروماكس هى الأفضل حتى الآن.

الآن، ليس وقت الإفراط فى إفتاءاتنا وميلنا الفطرى إلى الإدلاء بدلونا واستعراض معرفتنا فى كل شىء وأى شىء فى أى وقت ولأى أحد. فوضى المعلومات وعشوائية الـ«شير» وهطل الرسائل الصوتية الجارى تداولها فى حد ذاتها فيروس سينفجر فى وجوهنا جميعاً، وهو فيروس لا يقتصر على تداول غير مسؤول وغير محسوب لمعلومات قادرة على القتل، لكن أثره يمتد كذلك لإشاعة القلق والهلع والإغراق فى شؤون الفيروس دون أدنى تفكير.

قليل من التفكير والتدبير لن يضر، والمؤكد أنه سينفع. وإذا كانت علاقتنا بالفيروس ستظل تتأرجح بين خيارين لا ثالث لهما، حيث إما الهبد والرزع فى معلومات لا يعرف أغلبنا أصلها ولا يدرى بفصلها، سوى أنها أعجبته أو حتى يحتفظ لنفسه بالصفة الحصرية فى الـ«شير» دون مسؤولية، أو التفرغ التام للدعاء لرفع البلاء، حيث هناك فريقان أحدهما يراه عقاباً للكفار والآخر يعتبره ابتلاء للمؤمن، فلنتفرغ للدعاء، لحين يصل أحدهم فى مكان آخر لعلاج شاف أو مصل واق.

الوقاية المثلى للجميع فى هذه الأوقات الصعبة هى التشبث بالعلم من أهل العلم فى مجال العلوم الصحية، والاكتفاء بالمعلومات من مصادر موثوق فيها فى مجال الإعلام، مع بعض من دعاء لرفع بلاء الفيروس وبلاء الفقر العلمى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وباء الفقر العلمي وباء الفقر العلمي



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 22:46 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

وزارة الشباب والرياضة المغربية تلغي قرار ترقية السكتيوي

GMT 02:01 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

" ألوان الصيف" معرض تشكيلي بفنون الأحساء

GMT 05:16 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

5 سيارات أسعارها تتجاوز الطائرات

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الرئيس الأميركي يطالب بتعزيز الأمن الحدودي في قانون الهجرة

GMT 05:16 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

الصين تستعمل الهواتف الذكية لمعرفة هوية الأشخاص

GMT 12:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعيين مصطفى كشاف حكمًا لمباراة طنجة والدفاع الجديدي

GMT 21:40 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تأهل براعم حسنية أغادير للدور الثالث من كأس عصبة سوس

GMT 21:20 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

طارق الخالدي يستعد لتصوير مسلسله الجديد "وصال"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya