الصراخ الوطنى

الصراخ الوطنى

المغرب اليوم -

الصراخ الوطنى

بقلم : أمينة خيري

الوطنية رقى. والدفاع عن الوطن سمو. والغضب لدى الإساءة إليه أو تعرضه للخطر طبيعى لكل ذى حس أو ضمير. والوعى بما يجرى حول الأوطان من سياسات ومؤامرات وتوازنات ومصالح ومؤامرات مهم. والتربية السياسية حيوية. والإلمام بوجهات النظر المختلفة ضرورى. والتراكم المعلوماتى والمتابعة لما يجرى على الساحة من تحليلات يطلقها أصحاب التوجهات والمدارس الفكرية المختلفة أمور ضرورية حتى يكون المواطن قادراً على تكوين فكرة. لكن أن تتحول الوطنية والوعى والمعرفة إلى عك وشرشحة وتحويل الساحات الإعلامية إلى صراخ و«فرد ملايات»، فهذا أمر قبيح. وأسباب القبح كثيرة. فمن جهة، هناك مسؤولية أخلاقية وقيمية ملقاة على عاتق كل من يعمل بالإعلام مفادها ألا يساهم فى تعميق التدنى الأخلاقى وتجذير التفتت القيمى. وإذا كنا نشكو من طريقة البعض فى الكلام والصوت العالى واستخدام الكثير من الألفاظ غير اللائقة والعنف فى التعامل مع بعضنا البعض، فإنه من باب أولى ألا يساهم إعلاميون فى هذا التردى. من جهة أخرى، إذا كان النضال الحنجورى يسفر عن فوائد، لما وصلت إليه أمم وقبائل حنجورية إلى ما وصلت إليه على مدار التاريخ من ترد وضعف. ونحمد الله كثيراً على ما لدينا من احتراف سياسى أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم بعد سنوات ما بعد أحداث يناير 2011 ويونيو 2013 من تقلبات وتوترات، ناهيك عن التهاب الإقليم من حولنا من ألفه إلى يائه.

احتمال آخر ربما يساعدنا على فهم ما نشهده أحياناً على بعض الشاشات من أساليب غير لائقة تماماً فى «التحليل» السياسى هو أن تكون هذه محاولات يتبرع بها البعض لعله يضمن مكانة لنفسه فى قطار المقربين والمقربات من السلطة. وأغلب الظن أن السلطة لا تلتفت كثيراً إلى هذه «التبرعات» لأنها تعرف أن المتبرعين لا عزيز لديهم أو غال. أما إذا كان ما يقترفه البعض من «فرد ملايات سياسية» على الهواء مباشرة نابعاً من إيمان عميق ويقين أكيد بأن هذه هى الطريقة المثلى للدفاع عن الوطن وترهيب الأعداء، فإن المصيبة تكون أكبر وأعتى. وعموماً، فإن الكوكب ملىء بدول تعادى دولاً، وعلاقات سياسية متوترة، وصراعات بعضها دموى والبعض الآخر اقتصادى مكتوم. وهو متخم كذلك على مر التاريخ بمنافسات بين الأمم، ومؤامرات يحيكها هؤلاء للإيقاع بأولئك، ومصالح تتصالح اليوم وتتعارك غداً. إنها سنة السياسة. وعلى سبيل العلم بالشىء، فإنه يمكن للمهتمين والمهتمات والمهمومين والمهمومات أن يلقوا نظرة على الطرق المختلفة التى يتعامل بها الإعلام مع هذه المجريات، ولو من باب العلم بالشئىء. صحيح أن البعض يفعل مثلنا، لكن هناك من ينتهج أساليب أخرى وأدوات مختلفة ويصل إلى غايته ولكن بطريقة غير فجة وأبعد ما تكون عن المباشرة، ودون إلحاق الأذى السلوكى لشعوب مازالت تعتبر الإعلام جهة ثقة والإعلامى قدوة. والله أعلم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراخ الوطنى الصراخ الوطنى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 17:57 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي التحدي يبرم عدة صفقات استعدادًا للدوري الليبي

GMT 21:00 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ترامب ينشر خريطة دولة فلسطين وفقا لـ"صفقة القرن"

GMT 11:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط ترتفع بسبب توقف خط أنابيب في بحر الشمال

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مجتمع اليخوت الفاخرة مقصد أصحاب لثروات في موناكو

GMT 23:36 2017 السبت ,30 أيلول / سبتمبر

أجزاؤها أشيائي

GMT 15:10 2015 الإثنين ,02 شباط / فبراير

سلطة العدس

GMT 17:34 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

صوفيا فيرغارا في تصميم لزهير مراد

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية

GMT 22:06 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

صلاح الدين بصير شبح أسود لحراس المرمى

GMT 15:09 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إحباط سرقة سيارة لنقل الأموال في أيت أورير ضواحي مراكش
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya