الولايات المتحدة وتركيا وخلاف يتفاقم

(الولايات المتحدة وتركيا وخلاف يتفاقم)

المغرب اليوم -

الولايات المتحدة وتركيا وخلاف يتفاقم

بقلم ـ جهاد الخازن

العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، وكلاهما عضو في حلف الناتو، هبطت إلى الحضيض، ولا سبب منطقياً لتوقع تحسنها في المستقبل القريب.

الخلاف في الأصل هو على الداعية التركي فتح الله غولن الذي يقيم في ولاية بنسلفانيا. هو اتهِم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في تركيا السنة الماضية، وأردوغان طرد عشرات الألوف من رجال الأمن والجيش، وحاكم آخرين، بعضهم حُكِم عليه بالسجن المؤبد.

الحكومة التركية اعتقلت عدداً من الأميركيين وأردوغان طلب صراحة تسليم تركيا الداعية غولن وعند ذلك ستنظر حكومته في الإفراج عن القس الأميركي إندرو برونسون.

العلاقات تدهورت خلال أسابيع، فقد حضرتُ الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة في الأمم المتحدة وسمعت خطاب أردوغان، وقرأت في حينه أنه وأعضاء الوفد المرافق له اجتمعوا مع الرئيس دونالد ترامب وأركان إدارته، ولم أجد أي دليل على خلاف صعد إلى السطح خلال محادثات الرئيسين.

الأميركيون يقولون إن الحكومة التركية قدمت أدلة واهية على مشاركة غولن في محاولة الانقلاب، ما يعني أنه لن يسلـَّم إلى تركيا. لكن هناك تركيين آخرين يطالب بهما أردوغان، وهما يحاكمان في الولايات المتحدة الآن بتهمة مساعدة إيران على تجنب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها.

هناك أسباب أخرى للخلاف بين البلدين أهمها اعتداء حراس رافقوا أردوغان في زيارته الولايات المتحدة في أيار (مايو) الماضي على متظاهرين ضد الرئيس التركي خارج مقر السفير التركي في واشنطن. القضاء الأميركي يريد محاكمة بعض هؤلاء الحراس، وتركيا ترفض تسليم أحد منهم، فلا يزال أردوغان يعتقد أنه يستطيع عقد صفقة مع الإدارة الأميركية يطلق بموجبها الأميركيين المعتقلين في تركيا وتسلمه الولايات المتحدة غولن وأتراكاً آخرين من معارضي النظام في تركيا.

هذا لن يحدث لأن النظام القضائي في الولايات المتحدة لا ينفذ أوامر الرئيس أو رغباته كما الحال في تركيا، ويبدو أن الرئيس التركي يفصّل العالم كله على مقاسه، فيغيب عن علمه أن الولايات المتحدة بلد ديموقراطي رائد في حقوق الإنسان.

الآن بلغ تدهور الوضع حدّ أن الولايات المتحدة أعلنت أنها أوقفت منح سمات دخول لغير الهجرة من تركيا إليها بعد أن أوقفت السلطات التركية موظفين تركيين يعملان في القنصلية الأميركية في إسطنبول. تركيا ردّت فوراً بإجراء مماثل، ما يعني أن تحرم نفسها من ألوف السياح الأميركيين. والخطوط الجوية التركية أعلنت أنها ستعيد إلى ركاب اشتروا تذاكر بين البلدين المال الذي دفعوه ثمناً لهذه التذاكر.

ونقطة مهمة أخرى في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا هي التأييد الأميركي للأكراد السوريين. تركيا تخاف أن تنتقل «عدوى» طلب الاستقلال من شمال العراق وسورية إلى الأكراد في تركيا، خصوصاً أن غالبيتهم في شرق تركيا وجنوبها الشرقي على الحدود مع العراق وسورية. تركيا أوقفت ضخ النفط عبر خط الأنابيب من شمال العراق إلى البحر الأبيض المتوسط ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي قال إن القوات التركية ستسترد كركوك.

وأختتم بافتتاحية نشرتها «واشنطن بوست» تزعم في عنوانها أن أردوغان يهدّد أميركا، وأن على ترامب أن يفعل شيئاً لمواجهته.

أردوغان وترامب من معدن واحد، وكل منهما يستحق الآخر. لكن توقفت عند حديث الافتتاحية، وبين كتـّابها عدد من أنصار إسرائيل، عن حكّام دكتاتوريين وعدّدت منهم إيران وكوريا الشمالية ثم زادت مصر وفنزويلا. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يدافع عن بلده، وهم يدافعون عن أسرائيل، لأنهم منها ولها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدة وتركيا وخلاف يتفاقم الولايات المتحدة وتركيا وخلاف يتفاقم



GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 17:58 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دونالد ترامب ورئاسته - ٢

GMT 09:52 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الاسم سنسكريتي

GMT 13:35 2020 الأحد ,06 أيلول / سبتمبر

عاصمة بنت حرام!

GMT 20:40 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

ترامب أسوأ من موظفيه في الادارة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya