محمد المعزوز يقدّم الواقع برؤية فلسفية في بأي ذنب رحلت
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

محمد المعزوز يقدّم الواقع برؤية فلسفية في "بأي ذنب رحلت"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - محمد المعزوز يقدّم الواقع برؤية فلسفية في

رؤية فلسفية في "بأي ذنب رحلت"
الرباط – المغرب اليوم

استطاع محمد المعزوز، أن يرصد الواقع وما يحفل به بنفحة من الشعرية والحضور الفلسفي في رواية “بأي ذنب رحلت".

 تتمحور الرواية حول ” رحيل”، التي عزمت رغم طلاقها من زوجها أن تعيد للأمل وهجه، ولأنها كانت تجد في سارتر ودوبوفوار ملاذها وهي تتأمل عالم الموسيقى والفلسفة والحرية والإنسان، فقررت أن تخاطب العالم مرة أخرى، أن تقاوم الأيام لتمارس حريتها عبر الموسيقى، كما مارستها أمها عبر الرسم والتشكيل، غير أن أمها مارست حريتها بإقدامها على الانتحار وترك ابنتها صبية، على خلاف “رحيل” التي اختارت أن تكون حرة بالعزف والغناء لزرع آخر حبة أمل. تبقى رواية “بأي ذنب رحلت؟”. تحفل الرواية بالدعوة للفكر الفلسفي وإلى قيم الخير والجمال ومقاومة مظاهر القبح والتفسخ والازدراء الانساني.
 
تتعدد تيمات الرواية وتتكاثف بين الموسيقى والتشكيل والتاريخ وتحضر الفلسفة بقوة والتأمل بشكل كبير وكلها ترتبط بالقلق الوجودي والسؤال كيف يحمي الانسان كينونته الداخلية التي يرها تتشظى في كل لحظة أمامه؟. ففي نظر الكاتب ” فمصدر هذا القلق اليوم هو تلك التحولات الكبرى التي يشهدها العالم على مستوى العلاقات والقيم والأفكار والأبعاد، تحولات عاصفة أضحت تسرق الإنسان من ذاته لتحيله إلى كائن هلامي فقد تشكله وإنسانيته، لذلك جاءت الرواية دعوة إلى العودة إلى الآدمية وتحصينها عبر الفلسفة والجمال”.

تبتعد الرواية في بناء شخصياتها ومثنها الروائي وتشكيلها السردي عن الكتابات الشعبوية والتقريرية مبتعدة عن التبسيط والابتذال وتغوص بلغة ايحائية وتأملات فلسفية.. حتى يعتقد القارئ أنها رواية فلسفية ورواية للنخبة ويعتبرها الكاتب ” هي مجرد تجربة في ممارسة الكتابة “. وعبر بناء شخصياتها فالرواية تواجه الظلام ومظاهر القبح ودعوة لتحصين الانسان بتعميده بالفلسفة والفن والجمال.

  تحضر في الرواية العديد من التقابلات بين الشخصيات الروائية ..تقابل الأم/ التشكيل والابنة / الغناء والموسيقى نفس المنطلق لكن الابنة محصنة ضد الهزات النفسية وضد مظاهر البؤس والقبح الاجتماعي رغم كونها مطلقة وتسمو بنفسها وتتأمل ذاتها وقادرة على المواجهة في حين أن الأم تنهار في مواجهة قبح الواقع وتفضل الانتحار. عبر شخصيات الرواية يظهر التأثير الفلسفي الذي يصبغه الكاتب عليها وهو قادم من الحقول الفلسفية معتبرا أن الكتابة ومغامراتها لا حدود لها ولا انقضاء لتجاربها الانسانية.
 
والرواية نوع من الاحتجاج الفلسفي من داخل الرواية عما يعتري الذات من وهن وسفوف وتطرف ومن سقوط المريع للإنسان في حضن الماديات. ويعتقد الكاتب أنها ” لحظة وعي ثاقب بالقدرات التي تلعبها الرواية في توطين الجمال والمحبة وإثارة سؤال الفلسفة حول التسامح وفضيلة الاختلاف والعيش المشترك“، موضحا “لأن عالم اليوم يشهد انزلاقات في القيم والماهية، انجذب إلى كل معاني القبح والدمار بفعل تأثيرات مختلفة كالتعصب الديني والعرقي والجيني والجيلي”.

 محمد المعزوز، قادم من الحقول المعرفية والفلسفية ومن رهانات السؤال، فهو باحث وكاتب مغربي ولد عام 1959، حاصل على دكتوراه في الأنثروبولوجيا السياسية من جامعة السوربون عام 1991، ودكتوراه في الفكر العربي (فلسفة عامة) من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1999، وله العديد من الإصدارات في مجال الأنثروبولوجيا السياسية باللغتين العربية والفرنسية، منها “الإسلام والسياسة” (2001)، و”علم الجمال في الفكر العربي القديم” (2002) و”انشغالات سياسية، توثيق للمواقف” (2016)، وحصلت روايته “رفيف الفصول” (2007) على جائزة المغرب للكتاب عام 2007، وتعد “بأي ذنب رحلت” هي روايته الثانية”.

 ويعتبر أن الكتابة بالنسبة له ” هي انفلات وجداني ودوي داخلي تتصادم فيه الرؤى والتجارب الإنسانية دون أن تكون مشروطة بما يرغب فيه الآخر، بمعنى أن الكتابة لحظة فوق طلب القارئ أو تجاوز مشاكس لأفق انتظاره “.

وقد يهمك أيضاً :

«99 ليلة في لوجار» رواية أفغانية بطابع ألف ليلة وليلة

عشاق الرواية التاريخية العالمية ينتظرون إعلان الفائز بجائزة والتر سكوت

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد المعزوز يقدّم الواقع برؤية فلسفية في بأي ذنب رحلت محمد المعزوز يقدّم الواقع برؤية فلسفية في بأي ذنب رحلت



GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 06:08 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

رواية "كرافت" ليس كل شيء على ما يرام

GMT 13:31 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريم عرنوق توقع مجموعتها القصصية "حرملك"

GMT 20:05 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

قصة "العبور إلى الحرية"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 21:14 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 19:24 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

اتيكيت التعامل مع كبار السن

GMT 05:33 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

اتيكيت العريس عند التقدم للخطبه

GMT 18:30 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان المصري الكبير محمد خيري بعد صراع مع المرض

GMT 09:37 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

المسماري يطالب لبنان بالاعتذار عن حادث العلم الليبي

GMT 14:54 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

افضل عطور "جيفنشي" للتمتع بسحر وجاذبية في امسياتك الراقية

GMT 11:50 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

حاكم الفجيرة يستقبل أعضاء الاتحاد الإماراتي للرماية

GMT 00:49 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مجلس المرأة العربية يجدد دعوته لدعم ذوي الحاجات الخاصة

GMT 05:19 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

84,001 عدد الأجانب المقيمين في المغرب

GMT 04:01 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خليفة حفتر يعلن انتهاء اتفاق "الصخيرات" ويواجه دول الجوار

GMT 15:39 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

خلال ختام مهرجان دبي السينمائي في نسخته الرابعة

GMT 18:37 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يوجّه رسالة للاعبين الشباب ويروي تجربته

GMT 16:24 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شخصين في حادث سير على طريق الخميسات -الرباط

GMT 03:47 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يستضيف رئيس الوزراء الليبي فائز السراج يوم الجمعة

GMT 07:59 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبان في النادي القنيطري مهددان بالطرد من شقتهما

GMT 18:15 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل طفلين وإصابة امرأة بجروح خطيرة بحادث سير في تيفلت
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya