الصيّادون الفقراء  على خط المواجهة بسبب تغيّر المُناخ
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعدّ محنة سكان "المَكس" في العامرية علامة تحذير مُبكّرة

الصيّادون الفقراء على خط المواجهة بسبب تغيّر المُناخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الصيّادون الفقراء  على خط المواجهة بسبب تغيّر المُناخ

منازل الصيادين في الإسكندرية
الإسكندرية ـ سعيد غمراوي

يُواجه مجتمع الصيادين الفقراء في الإسكندرية هدم منازلهم وفقدان مواردهم بفضل ارتفاع منسوب مياه البحار، فعلى ضفاف قناة المكس بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية، يقوم رجل بتفكيك شباك الصيد في قاربه المصنوع باللون الفيروزي، بينما كان هناك صوت مطرقة يطرق على الطوب على الأرض المائية, وهناك آخرون يطلون من نوافذهم على إحدى ضواحي القناة، ويحدقون في أكوام من الأنقاض المتنامية لما كان في السابق صف من المنازل على الضفة المقابلة, والساكنون السابقون وكذلك أولئك الذين يتطلعون إليه هم نذير الآلاف الذين سيضطرون إلى مغادرة منازلهم بسبب تغيّر المناخ.

تقول عبير محمد عبدالسلام إنها لا تتذكر بالضبط متى ارتفعت مياه القناة لأول مرة فوق ارتفاع نافذة منزلها الأمامي، وتدفقت إلى منزلها "إنها ستصل إلى قمة فخذي"، كما تقول "كما أن الأبخرة السوداء ترتفع من المصنع البترولي المجاور", ولسنوات، كان الفيضان حدثا معتادا، والآن تعرف عبير ردة فعلها في حال الطوارئ عن ظهر قلب.

وتقول: "في البداية سأرسل شخصا لإيقاف تشغيل المضخات"، مشيرةً إلى محطة الضخ القريبة المصممة لمنع الفيضان على طريق ساحلي مجاور، وهو طريق يقوده مصريون أثرياء في طريقهم إلى منازلهم الصيفية, "ثم نبني حصنا داخل منزلنا باستخدام قطع الأثاث".

وشكلت الصفوف الثلاث من منازل الأسمنت المنهارة في المكس العمود الفقري لمجتمع الصيد الذي يبلغ عدده 1000 شخص, لكن منذ مارس/ آذار، أجبرت السلطات المحلية نصف السكان على الخروج من منازلهم واستيطان كتل أبنية قاتمة تطل على القناة التي كانوا يعتمدون عليها في حياتهم, بينما أولئك الذين ما زالوا ينتظرون هدم منازلهم باتوا يحدقون في أنقاض الضفة المقابلة كتذكير لما ينتظرهم.
الصيّادون الفقراء  على خط المواجهة بسبب تغيّر المُناخ

الإسكندرية مدينة على خط المواجهة

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا سيدمر شواطئها بالكامل، في حين أن الأراضي المنخفضة في الإسكندرية -التي تطورت عليها مدينة الإسكندرية في الأصل- معرضة للغمر والتشبع بالمياه وزيادة الفيضانات والملوحة في ظل مستوى البحر المتسارع, وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إنه من المتوقع أن ترتفع مستويات البحار العالمية بمقدار 68 سنتيمترا بحلول عام 2050، مما يؤدي إلى إغراق أجزاء من الإسكندرية والانتقال إلى المياه الجوفية, كما سيؤدي إلى انهيار المباني ويجعل المياه المالحة تتوغل إلى الأراضي الزراعية الحيوية في منطقة دلتا النيل القريبة، مما يؤدي إلى تدمير سبل العيش وإجبار المزيد من النزوح الداخلي.

وتعدّ محنة سكان المكس علامة تحذير مبكرة, وهي الموجة الأولى من الآلاف التي ستضطر إلى الانتقال بسبب آثار تغير المناخ على المنطقة، ولا سيما بحيرة مريوط القريبة.

يقول عالم المناخ السكندري محمد الراعي: "هناك العديد من المناطق حول البحيرة التي تقع على عمق 3 أمتار على الأقل تحت مستوى سطح البحر.. سيكون عليهم هجرة تلك المناطق ونقل الناس, في هذه المناطق المنخفضة، سيكون هناك مئات الآلاف من الأشخاص المتضررين من الفيضانات", وتقدر جريدة الرأي أن الحكومة ستضطر إلى نقل السكان في أقل من 10 أعوام.

ويشكل هؤلاء النازحون جزءا من مشكلة عالمية متنامية, وتقدر الأمم المتحدة أنه منذ العام 2009، تم تشريد شخص واحد كل ثانية بسبب كارثة مرتبطة بتغير المناخ.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصيّادون الفقراء  على خط المواجهة بسبب تغيّر المُناخ الصيّادون الفقراء  على خط المواجهة بسبب تغيّر المُناخ



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya