المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية عمر حلبلب لـ"المغرب اليوم"

المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة

الدكتور عمر حلبلب
بيروت ـ المغرب اليوم
أكّد المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية الدكتور عمر حلبلب أنه من الصعب الفصل بين الثقافة العربية والواقع المرير الذي تعيشه سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، مشدّدًا على أن الثقافة العربية تعاني من جمود وسكون كامل. واعتبر الدكتور عمر حلبلب، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أن "المثقف الذي تصنعه السلطة أزمة وجب تخطّيها"، مشيرًا إلى أن "أهم عامل لأزمة الثقافة والكتاب  يكمن في مشكلة الحرية، وانخفاض سقف الديمقراطية المتاحة في العالم العربي".
وأشار المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية الدكتور عمر حلبلب إلى أنه "لا يمكن حصر تعاريف ومفاهيم  الثقافة أو المثقف"، مشدّدًا على أن "الثقافة هي مجموع التراث الإنساني لكل أمة، بما فيها التراث المادي وغير المادي"، مضيفا أن "هذين المكونين الرئيسين مع ما يضاف إليهم من نقل وترجمة من الداخل أو الخارج يشكلون ثروة الأمة وزادها الثقافي".
وأوضح الدكتور عمر حلبلب أن "المثقف لا يبدأ من الصفر، بل ينطلق من تراكمات ثقافية سبقته، ليكون نتاج تطور ثقافي آخر"، مشيرًا إلى أن "الخلاف الأكبر في الثقافة العربية يتمحور على العلاقة بين المثقف والسلطة".
ولفت الدكتور حلبلب إلى أن "المثقف الحقيقي هو الذي يخلق السلطة وليس الذي تخلقه السلطة، والمثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها".
وبيّن حلبلب أن "الثقافة العربية تعيش في مناخ عربي مرير، ملؤه الإنهزام، والتفتيت والانقسام، فضلاً عن بقية القضايا الداخلية المتشعّبة لشعوب المنطقة العربية، وهو ما لا يترك مجالاً ولو بصيص نور للقراءة بشكل حيادي"، مؤكّدًا أن "الثقافة العربية تعاني من جمود وسكون كامل"، وأضاف "لو قارنا فترة الرسول العربي محمد، صلى الله عليه  وسلم، وصولاً إلى ابن رشد وابن خلدون والمعتزلة، مع الأجيال التي خلفتهم، وصولا إلى المرحلة الراهنة، سنجد في المرحلة الأولى ثقافة متمردة، تجعل من العقل أساسًا لها، بينما  في أيامنا هذه فنحن نعيش جمودًا وتحجرًا وانكفاء إلى الوراء، بينما العالم  من أمامنا يتقدم".
وبشأن أسباب الأزمة الثقافية التي يعيشها العالم العربي، أوضح حلبلب أن "المواطن العربي يقرأ ثلث صفحة في العام كله، بينما الأميركي  يطالع 11 كتاب في العام، وهذا يعود إلى أسباب عديدة من بينها ما هو اقتصادي، نظرًا لوجود شرائح اجتماعية غير قادرة على تحمّل كلفة الكتاب، فضلاً عن آثار العولمة على تردي نسب القراءة والمطالعة، إضافة إلى أن نسبة الأمية مازالت مرتفعة جدًا في العالم العربي، وهو ما جعل العديد من أسواق الأدب والشعر غير مجدية  اقتصاديًا، نظرًا لغياب القراء وعزوفهم عن الكتب الجدية مثل النقد الأدبي".
وشدّد على أن "أهم عامل لأزمة الثقافة والكتاب في العالم العربي يكمن في مشكلة الحرية، وانخفاض سقف الديمقراطية المتاحة في العالم العربي"، مشيرًا إلى أن "الحاضن الأساسي لتنوع الثقافة وتطورها هو الحرية، وهو ما جعل لبنان يتفوق نسبيًا على غيره من الأقطار العربية في هذا المجال".
ويرى حلبلب أن "الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، والحكم المطلق، شكلا احتقانًا للشعب العربي، اجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا، وصل إلى درجة الإنفجار مع ثورات الربيع العربي"، معتبرًا أن "الثورات ثقافة متمردة من نوع جديد، تعبّر عن الاحتقان، والوجدان الشعبي الثقافي في العالم العربي، وهي التي ستكون أداة التغيير الثقافي المستقبلي للعالم العربي، وضد كل خطاب ارتدادي إلى الماضي".
في ختام حديثه، أكّد المدير الأسبق لوزارة الثقافة اللبنانية الدكتور عمر حلبلب أنه "يتبنى الثورة المتمردة وليست المدجنة، التي تتبناها السلطة"، لافتًا إلى أن "الثقافة العربية، رغم التحديات التي تعيشها، فهي متأصلة، وأن الكتلة الشعبية ستصمد، في إطار بناء إنسان عربي جديد".
libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة المثقف الذي تخلقه السلطة أزمة وجب تخطّيها وأتبنى الثورات المتمردة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya